صدى نيوز - (أ ف ب) -اعلنت موسكو الإثنين أن اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية بات في حكم المنتهي، بعد ساعات من هجوم ليلي شنته كييف على جسر القرم الذي يربط روسيا بشبه الجزيرة التي ضمتها عام 2014.
وقال الكرملين الاثنين إن الاتفاق حول تصدير الحبوب الأوكرانية الذي تنتهي صلاحيته منتصف الليل (الساعة 21,00 ت غ) "انتهى عمليا"، لكن روسيا مستعدة للعودة إليه "فورا" عند تلبية شروطها.
وأوضح الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف "اتفاق البحر الأسود انتهى عمليا اليوم" الاثنين، مضيفا "ما أن يلبى الجزء المتعلق بروسيا (في الاتفاق) ستعود روسيا فورا إلى الاتفاق حول الحبوب".
وتهدف مبادرة حبوب البحر الأسود التي وقّعتها روسيا وأوكرانيا في تموز/يوليو 2022 برعاية تركيا والأمم المتحدة، للتخفيف من خطر المجاعة في العالم من خلال ضمان تصدير المنتجات الزراعية الأوكرانية رغم الحرب.
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن تركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة تبلغت قرار الكرملين.
وأوضحت لوكالة "تاس" العامة للأنباء "أبلغت روسيا رسميا الطرفين التركي والأوكراني فضلا عن الأمانة العامة للأمم المتحدة معارضتها تمديد الاتفاق".
وتهدد موسكو منذ أسابيع بعدم تمديد الاتفاق مشتكية من عوائق امام تصدير منتجاتها الزراعية والأسمدة ومؤكدة أن الهدف المعلن للاتفاق أي إيصال امدادات الحبوب إلى الدول الفقيرة لم يتحقق.
على الرغم من اعلان الكرملين، أبدى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الإثنين ثقته برغبة نظيره الروسي فلاديمير بوتين في استمرار الاتفاق.
من جانبها، دعت برلين روسيا الى تمديد العمل بالاتفاقية مؤكدة أهميتها للأمن الغذائي العالمي.
واعربت لندن عن خيبة املها إزاء الاعلان الروسي مؤكدة "لكننا سنواصل المحادثات".
ودانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين "بشدة" إعلان موسكو واصفة إياه في تغريدة ب"الوقح".
أتاح الاتفاق تصدير أكثر من 32 مليار طن من الحبوب. وفي وقت متأخر الأحد، أظهرت بيانات موقع "مارين ترافيك" أن آخر سفينة شحن وافق عليها أطراف الاتفاق كانت في طريقها عبر البحر الأسود من ميناء مدينة أوديسا الأوكرانية الى اسطنبول.
ووفق بيانات مركز تنسيق الاتفاق، فتركيا والصين هما المستفيدتان الأساسيتان من شحنات الحبوب، إضافة الى بعض الدول النامية.
وأتاح الاتفاق لبرنامج الأغذية العالمي مساعدة دول تواجه نقصا غذائيا حادا مثل أفغانستان والسودان واليمن.
وبذل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جهودا لانقاذ الاتفاق وتجديد مهلته الزمنية. وأعرب عن دعمه لإزالة العقبات أمام تصدير روسيا للأسمدة وبعث برسالة الى بوتين الأسبوع الماضي بهذا الشأن.
في تطور ميداني، تعرّض جسر القرم الذي يعدّ خط إمداد رئيسيا للقوات الروسية في أوكرانيا، لهجوم ليل الأحد باستخدام "مسيّرات بحرية"، قبل ساعات من انقضاء مهلة اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية التي تمّ التوصل إليها في تموز/يوليو 2022.
وأفاد مصدر في أجهزة الأمن الأوكرانية (اس بي يو) أن الاستخبارات وسلاح البحرية يقفان وراء استهداف الجسر الذي يعبر مضيق كيرتش.
وأوضح المصدر لوكالة فرانس برس أن "هجوم اليوم على جسر القرم هو عملية خاصة لجهاز اس بي يو والبحرية" تمّ تنفيذها "بواسطة مسيّرات بحرية".
واوردت لجنة التحقيق الروسية في بيان "قتل مدنيان هما رجل وامرأة في سيارة سياحية على الجسر" جراء الهجوم، مشيرة أيضا الى أن ابنتهما أصيبت بجروح.
وأضافت الهيئة المكلفة القضايا الإجرامية الرئيسية "حدد التحقيق ضلوع عناصر من أجهزة الاستخبارات وتشكيلات مسلحة في الاعداد لهذه الجريمة وتنفيذها" معلنة فتح تحقيق بارتكاب "عمل إرهابي".
وحمّلت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا "نظام كييف" مسؤولية تنفيذ الهجوم.
وأفادت لجنة مكافحة الإرهاب الروسية في بيان إن الهجوم وقع عند الساعة 03,05 (الساعة 00,05 ت غ).
وبثت محطة "القرم-24" العامة مقطعا مصورا يظهر انهيار قسم من الجزء الطرقي من الجسر. ونشرت هيئة التحقيق الروسية أيضا مقطعا مصورا يظهر رجالا يرفعون أدلة عن الطريق.
ويمتد الجسر على مسافة 18 كلم ويتألف من قسمين أحدهما طرقي والآخر للسكك الحديد، ودشّنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في العام 2018 لربط روسيا بشبه الجزيرة التي ضمّتها عام 2014.
وأدى الهجوم الى تضرر الجزء الطُرُقي وتعليق الحركة لساعات، بينما لم تطاول اضرار الجزء المخصص للسكك الحديد. واستؤنفت الحركة قبل ظهر الاثنين على ما ذكرت سلطات القرم.
وهي المرة الثانية في أشهر يتعرض الجسر لهجوم. ففي تشرين الأول/أكتوبر، أدى انفجار ضخم ناتج من شاحنة مفخخة، وفق موسكو، الى تدمير جزء من الجسر ومقتل ثلاثة أشخاص.
واتهم بوتين في حينه كييف بارتكاب "عمل إرهابي" عبر تدبير وتنفيذ الانفجار بهدف "تدمير بنية تحتية مدنية روسية ذات أهمية كبيرة".
في موازاة ذلك، تمضي كييف في هجومها المضاد لاستعادة أراض تسيطر عليها قوات روسيا في شرق البلاد وجنوبها.
أقرت أوكرانيا في الفترة الأخيرة بأنها تواجه صعوبات في القتال داعية الولايات المتحدة ودولا حليفة أخرى إلى تقديم أسلحة بعيدة المدى ومدفعية.