الأجيال الفلسطينية، ليست بحاجة لمن يذكرها بمكانة الكويت، فيها بدأت التحضيرات الأولية لانطلاقة الثورة، وعلى أرضها وبين شعبها وجد الفلسطينيون المكان الأكثر أمناً وطمأنينةً واستقراراً.


مئات الألوف شاركوا الشعب الكويتي الشهم، بناء بلدهم، ولم يُمنع عنهم أي موقع في بنية الدولة والنظام، ولم ينكر الكويتيون مآثر أشقائهم الفلسطينيين، مثلما لم ينكر الفلسطينيون مآثر الكويتيين.


المميزون من قادة الثورة الفلسطينية انطلقوا من الكويت، المهندس ياسر عرفات، والمثقف الكبير خالد الحسن، والشهيد علي ناصر ياسين، والشهيد أبو الفهود الصباح، وكثيرون من المؤسسين الأفذاذ ممن شربوا من ماء الكويت، وكتبوا في صحافتها الحرة، وعلموا في مدارسها وجامعاتها ومعاهدها، وتعلم أبناؤهم فيها، وبرعاية الشعب الكويتي وقيادته، عملت المؤسسات الفلسطينية كما لو أنها على أرض فلسطين.


الفصائل جميعا كان لها تمثيل علني، والاتحادات الشعبية الفلسطينية كانت تعمل بلا قيد أو شرط، وكانت الدولة وما تزال وبكل مؤسساتها تلتزم بفلسطين، غير متأثرة برياح التغيير السلبي التي هبت على المنطقة، وغيرت الكثير من ثوابتها.


برلمان الكويت المنبر الأكثر شجاعة في تبني العدالة الفلسطينية، وقيادة الكويت لا تغير ولا تبدل في التزامها، وشعب الكويت هو المنتج الدائم لكل هذا الثبات على المبدأ والموقف.


وفد كويتي يزورنا، ونحن في أوج صمودنا العنيد، فأهلا وسهلا به.. وبالكويت.. التي تظل دائما في صميم القلب.