منذ اكثر من  ثمانية عشر عاما  كانت فلسفة الرئيس ابو مازن  تقوم على  السلام و المقاومة الشعبية السلمية من اجل استرداد الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير واقامة دولته الفلسطينية المستقلة و عاصمتها القدس .
وعمل الرئيس  ابو مازن بمجموعة من السياسات على الارض لتقديم استراتيجية  واضحة تقوم على السلام بدات بالاتفاق مع شارون ووقف الانتفاضة الثانية و استكملها بالمفاوضات عام 2008 مع اولمرت  ولولا مشاكل اولمرت  الداخلية في اسرائيل و ضعفه السياسي امام خصومه من الاحزاب اليمينية كان ممكن التوصل الى اتفاق نهائي للصراع الفلسطيني الاسرائيلي .
واستمر الرئيس في سياسته  حتى اعلن مبادرة سياسية حقيقية لانهاء الانقسام بعيدا عن مصالح الشخصيات المستفيدة من الانقسام في كلا الجانبين من فتح وحماس و اطلق دعوته للحوار في  في القاهرة برعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي شخصيا على هذا الحوار وتشكيل لجنة لمتابعة الحوار و التوصل الى مخرجات توافقية لانهاء الانقسام.
خطوة جريئة من الرئيس ابو مازن وتحول دراماتيكي في نهج وفلسفة الرئيس ابو مازن و لكن السؤال المهم:
لماذا توجه ابو مازن في هذه الاثناء الى حركة حماس لانهاء الانقسام بشكل عملي وفعلي؟ لماذا تخلى الرئيس ابو مازن عن اسرائيل  ولو نظريا على مستوى  المبادرة و الحوار مع حماس؟ هل تمثل دعوة الرئيس للحوار مع حركة حماس تحول استراتيجي في نهج وسياسة الرئيس عباس؟
طيلة السنوات الماضية التي حرص الرئيس ابو مازن على المفاوضات مع اسرائيل و تاكيده لاهمية السلام وتحقيق السلام بين الشعبين لتحقيق الامن و الامان ووقف الحرب و سفك الدماء بين اسرائيل و الفلسطينيين و انهاء الاحتلال ، واجه الرئيس اولا تحرض كامل من ليبرمان و من الرئيس ترمب لان الرئيس رفض صفقة القرن و شكل المستوطنيين حملة للتحريض ضد الرئيس ابو مازن على مفترقات الطرق في زعترة و حواره وداخل المستوطنات " يجب قتل الرئيس ابو مازن" مرورا بسياسة بينت ولبيد ونتنياهو بالتخلي عن حل الدولتين و اعتماد سياسة تعزيز الاستيطان و التلويح بسياسة الضم و التوسع و واخرها اجتياح مدينة نابلس و جنين واقتحام مخيم جنين و قتل عشرات الشبان الفلسطينيين و تطبيق حكومة نتنياهو لبرنامج بن غفير سموتريتش بانهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي  بالقوة وهزيمة الشعب الفلسطيني و نكبة ثانية للشعب الفلسطيني بدأت ملامحها في حرق حوارة و عربدة المستوطنين في ترمسعيا و اللبن الشرقية و المغير و قرى سلفيت و قلقيلية ورام الله .
لم يبق امام الرئيس سوى العودة الى الشعب .. لم يبق امام الرئيس سوى الوحدة الوطنية وخيار الشعب الفلسطيني  وبالتالي كانت اجتماعات فتح وحماس  في القاهرة خطوة في الاتجاه الصحيح  ونبارك تلك الاجتماعات و في مقدمتها تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية بمشاركة حركة حماس .. نتفق في اشياء كثيرا و نترك جانبا ما نختلف عليه و اخيرا منظمة التحرير سوف تبقى الممثل الشرعي و الوحيد للشعب الفلسطيني بعضوية حركة حماس وفقا لشعبيتها وصندوق الانتخاب هو الفيصل في تحديد عدد اعضائها في المنظمة.
واخيرا .. الى الرئيس ابو مازن ...
حماس تمنحك القوة السياسية  وتمنحك القوة الاقليمية و القوة الدولية لتطبيق قرارات الشرعية الدولية . وخيارك العودة الى حركة حماس و الشعب الفلسطيني هو القرار الذي كان يجب اتخاذه قبل عشر سنوات و ان جاء متاخرا الا انه يؤكد وحدة الشعب الفلسطيني نحو بناء الدولة الفلسطينية  و عاصمتها القدس  بقيادة فلسطينية واحدة في الضفة الغربية و القدس الشرقية و قطاع غزة وحكومة فلسطينية جديدة واحد تشكل كافة مكونات الشعب الفلسطيني و في مقدمتها حركة حماس .
*باحث ومختص في العلاقات الفلسطينية الاسرائيلية