رام الله - صدى نيوز - تتخذ تركيا من رفع وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا صورا للزعيم الكردي عبد الله أوجلان، إحدى الذرائع لتؤكد مزاعمها بأن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني وأجنحته العسكرية، تعبتر امتدادا لحزب العمال الكردستاني في تركيا، والذي تصنفه أنقرة منظمة إرهابية.
غير أن حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي يعتبر أكبر حزب كردي في سوريا، ينفي تلك التهم، رغم أن بعض قياداته تقول إن الحزب يؤمن بأيديولوجية الزعيم الكردي أوجلان.

وتشبه هؤلاء القادة ذلك بوجود أحزاب ناصرية في بلاد الشام ترفع صورة الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر، أو أحزاب شيوعية عربية تضع صور قائد الثورة البلشفية في روسيا فلاديمير لينين.

وأسس أوجلان حزب العمال الكردستاني عام 1978 في تركيا، لكنه دخل إلى سوريا عام 1980 في عهد الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، الذي سمح له، بحسب بعض المصادر، بإقامة معسكرات تدريب لأعضائه في سهل البقاع داخل الأراضي اللبنانية أيام النفوذ السوري في لبنان.

وبدأ حزب العمال الكردستاني القيام بعمليات عسكرية عام 1984 في تركيا وإيران، سعيا لإنشاء وطن قومي للأكراد.

وتوارى أوجلان عن الأنظار داخل سوريا حتى عام 1998، حين اتهمت أنقرة دمشق بدعمها لحزب العمال الكردستاني "الإرهابي".

 وهددت أنقرة دمشق باجتياح سوريا إذا لم تتخل عن دعمها لأوجلان، مما أدى إلى عملية معقدة لخروجه من سوريا.

وتوجه أوجلان إلى أوروبا، حيث حاول الحصول على حق اللجوء السياسي، لكنه لم ينجح في مسعاه، حتى تمكنت المخابرات التركية من اعتقاله في 15 فبراير 1999 في العاصمة الكينية نيروبي، ليتم نقله بطائرة خاصة إلى تركيا لمحاكمته.

وصدر ضد أوجلان حكم بالإعدام، قبل أن يتحول إلى حكم السجن مدى الحياة، بعد أن ألغت أنقرة عقوبة الإعدام عام 2002.

وتتهم أوساط كردية المخابرات الإسرائيلية بالضلوع في عملية رصده وتعقبه بواسطة الهاتف الجوال، فيما اتهمت أطراف كردية أخرى دمشق بالغدر بأوجلان، وقبولها شروطا تركية أدت إلى اعتقاله.