كتب رئيس تحرير صدى نيوز: مرت سنواتٌ على أول مرةٍ سمع فيها الفلسطينيون عن قرب تعديلٍ وتغيير على صعيد المحافظين والسفراء، ومرت أشهرٌ على أحاديث و"وشوشات" على دنوِّ حدوث تغيير أو تعديل حكومي، إلا أن المواطن العادي لا يلقي لكل هذه الأحاديث بالاً، فما يريده شيء واحد وهو ما يجري على الأرض من تحسين للاقتصاد والظروف الاجتماعية والأفق السياسي.
الشارع الفلسطيني الشاب الذي لم يشارك في الانتخابات منذ ولادته حتى بات قسم منه على أعتاب الأربعينيات دون اختيار ممثليه طيلة سنين عمره، هذا الشارع يريد تغييراً ملموساً، من خلال إشراك الشباب، وتغيير الوجوه التي مضى عليها في مواقعها عقود وسنوات طوال.
يريدُ الشارع المحبط أن يُكافَح الفسادُ على الأرض لا بالشعارات الكاذبة، يريد توظيفاتٍ على الكفاءة لا على الواسطة، وبلداً تجذبه إليها لا تطرده منها.
أخبار التعديل أو التغيير التي تملأ كل صالون سياسي وحتى صالون حلاقة، يجب أن لا تقتصر على الحكومة وحدها، بل يجب أن يشمل المحافظين والسفراء والهيئات والأجهزة الأمنية، هذا إذا أردنا تغيير الواقع المظلم والمسدود أفقه.
لا يريد الشارع الفلسطيني المنهك بالديون والأعباء المالية والاجتماعية والسياسية والحزبية والانقسام أن تُحاصص المناصب والشواغر، ولا يريد للوزراء أن يصبحوا سفراء وبالعكس، يريد الشارع تنظيفاً شاملاً وتغييراً جذرياً للواقع الصعب.
القيادة الفلسطينية بحاجة اليوم إلى مسؤولين ووزراء وحكومة تمتص غضب الشارع، وتستوعب الآلام والآمال، وهذا لن يتم بتبادل الوجوه، بل بإشراك الشباب والقيادات الميدانية التي تلقى قبولاً والتفافاً من الجمهور.
التغير الآن ضروري أكثر من أي وقت مضى، بل إنه قد تأخر كثيراً، وأن يأتي متأخراً خير من الانفجار، فالشارع محتقن، والقلوب ممتلئة، والوضع بحاجة إلى حكماء لإدارته.
التغيير الآن مطلوب وبشدة، قبل أيلول الذي ربما يكون صعباً إذا استمر الحال على ما هو عليه، فالمدارس وفق ما نسمعه لن تفتح أبوابها، والنقابات لن تظل صامتة.
الانتخابات العامة باتت واجباً وطنياً، وانتخابات النقابات والاتحادات ضرورية لضمان تعزيز الرقابة على الأداءـ فغياب الحياة الديمقراطية ترك البلد في مهب الريح.
فهل نستجيب سريعاً للمطلوب؟ أم ستتكرر نفس الأخطاء السابقة بإعادة تدوير المسؤولين و"تطنيش" الشارع وإهماله؟