صدى نيوز - أكدت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) عزمها الإبقاء على كل الخيارات لحل أزمة النيجر، فيما كشف رئيس ساحل العاج الحسن وتارا أن المجموعة أعطت الضوء الأخضر لعملية عسكرية "تبدأ في أقرب وقت".
وشدد قادة إيكواس في بيان صدر في ختام قمتهم بالعاصمة النيجيرية أبوجا أمس الخميس على دعمهم الحازم لحل أزمة النيجر دبلوماسيا.
وأدان البيان "الانقلاب والاعتقال المستمر للرئيس محمد بازوم "، كما جاء في البيان أن "كل الخيارات مطروحة على الطاولة بشأن النيجر، بما في ذلك استخدام القوة خيارا أخيرا" مع الدعوة إلى "تفعيل القوة الاحتياطية للمجموعة على الفور".
وأكد البيان أن المجموعة ستفرض "إجراءات، منها إغلاق الحدود وتجميد أصول من يعرقلون استعادة النظام الدستوري بالنيجر"، داعين الاتحاد الأفريقي إلى تأييد جميع قرارات المجموعة بشأن النيجر.
وتعمل إيكواس -التي تضم 15 دولة- من أجل وضع حد لسلسلة انقلابات عسكرية شهدتها 4 من الدول الأعضاء فيها منذ 3 سنوات.
ضوء أخضر
في الأثناء، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن رئيس ساحل العاجل الحسن وتارا قوله إن إيكواس تدعم التدخل العسكري في النيجر في أقرب وقت ممكن.
وأضاف أن "رؤساء الأركان سيعقدون مؤتمرات أخرى لضبط التفاصيل، لكنهم حصلوا على موافقة مؤتمر قادة الدول لبدء العملية في أقرب وقت ممكن".
وأشار الحسن وتارا إلى أن ساحل العاج ستساهم بـ"كتيبة" من 850 إلى 1100 عنصر، إلى جانب نيجيريا وبنين خصوصا، وأن "دولا أخرى" ستشارك أيضا في قوة التدخل.
وشدد على أن "الانقلابيين يمكنهم أن يقرروا المغادرة صباح الغد ولن يكون هناك تدخل عسكري، كل شيء يعتمد عليهم"، مضيفا "نحن مصممون على إعادة الرئيس بازوم إلى وظيفته".
يشار إلى أنه تم التلويح باستخدام القوة لأول مرة في 30 يوليو/تموز الماضي خلال قمة للمنظمة الإقليمية، وقد أمهلت حينها "إيكواس" قادة الانقلاب 7 أيام لإعادة الرئيس بازوم الذي أطيح به في 26 من الشهر نفسه، لكن التهديد لم يدخل حيز التنفيذ مع انتهاء المهلة الأحد.
ونقلت أسوشيتد برس عن مسؤولين غربيين قولهم إن قادة الانقلاب هددوا بقتل الرئيس المحتجز إذا تدخلت دول الجوار عسكريا.
وفي تصريح للجزيرة قالت مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سامانثا باور إن هناك حاجة ماسة للدبلوماسية، مضيفة أن إيكواس تبذل جهودا لاستعادة النظام الدستوري في النيجر.
وشددت باور على أن سيطرة الجيش على السلطة بالنيجر تجعل تقديم المساعدات مستحيلا.
وتظاهر مؤيدو ما يطلق على نفسه اسم "المجلس الوطني لحماية الوطن" في النيجر تنديدا بقرارات إيكواس ضد قادة الانقلاب.
وعبّر المتظاهرون عن رفضهم ما وصفوه باستمرار فرنسا في مصادرة حقها في الاستقلال والحرية.
تأييد أميركي فرنسي
في الأثناء، أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس الخميس عن دعمه جهود إيكواس بشأن النيجر، من دون أن يؤيد صراحة قرارها التدخل عسكريا لإعادة النظام الدستوري.
وقال بلينكن "إيكواس -وهي منظمة تجمع دول غرب أفريقيا- تؤدي دورا رئيسيا في توضيح ضرورة العودة إلى النظام الدستوري، ونحن نؤيد بشدة قيادة إيكواس وجهودها في هذا الصدد".
وفي السياق، أعربت فرنسا عن "دعمها الكامل لكل القرارات" التي تبنتها قمة إيكواس" بشأن النيجر، ومنها نشر "القوة الاحتياطية" للمنظمة لاستعادة النظام الدستوري.
وجددت باريس "إدانتها الشديدة لمحاولة الانقلاب الجارية في النيجر، وكذلك احتجاز الرئيس (محمد) بازوم وعائلته"، حسبما قالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان.
وأثار احتمال التدخل العسكري في النيجر الجدل داخل إيكواس، كما أعربت الجزائر عن رفضها القاطع لأي تدخل عسكري، مع مطالبتها بعودة الشرعية الدستورية في البلاد.
في المقابل، وبالتزامن مع انطلاق القمة أعلن قادة الانقلاب في النيجر أمس الخميس تعيين حكومة جديدة.
وسيتولى رئيس الوزراء الجديد علي الأمين زين -وهو مدني- رئاسة الحكومة المكونة من 21 مسؤولا، في حين سيتسلم جنرالان من المجلس العسكري الحاكم الجديد رئاسة حقيبتي الدفاع والداخلية.