صدى نيوز - شنت أوكرانيا -اليوم الأحد- مزيدا من الهجمات بالطائرات المسيرة داخل روسيا بالتوازي مع سعي قواتها لاختراق خطوط الدفاعات الروسية في الشرق والجنوب، وأعلنت في الوقت نفسه بدء تدريب طياريها على طائرات إف-16 الأميركية.
فقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الدفاعات الجوية دمرت صباح اليوم مسيرة طائرة أوكرانية في منطقة ستوبينسكي جنوب موسكو من دون أن يؤدي ذلك إلى وقوع ضحايا.
وبعد إيقاف مؤقت للرحلات الجوية بمطاري فنوكوفو ودوموديدوفو بسبب اعتراض الطائرة المسيرة، أعلنت هيئة النقل الجوي الروسية أن العمل بجميع مطارات موسكو عاد لطبيعته.
وقبل ذلك بقليل، أفادت وكالة تاس بأن مسيرة أوكرانية تحطمت فجر اليوم على سقف محطة القطار في مدينة كورسك، التي تقع على بعد نحو 90 كيلومترا عن الحدود مع أوكرانيا، مما أسفر عن إصابة 5 أشخاص، وفق ما نقلته الوكالة عن حاكم الإقليم.
كما أعلن حاكم مقاطة روستوف أون دون المتاخمة لأوكرانيا أن القوات الروسية أحبطت صباح اليوم هجوما أوكرانيا بثلاث طائرات مسيرة على المقاطعة.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت أمس السبت إحباط هجوم بطائرات مسيرة على مقاطعتي موسكو وبيلغورود.
كما أكدت الوزارة إصابة طائرة عسكرية أمس جراء هجوم أوكراني آخر بطائرة مسيرة على مطار عسكري في مقاطعة نوفوغورود شمال العاصمة.
وفي مواجهة الضربات الروسية التي تقول كييف إنها تستهدف البنية التحتية بما فيها الموانئ، كثفت أوكرانيا هجماتها بواسطة الطائرات المسيرة على أهداف داخل روسيا، بعضها يقع في قلب العاصمة موسكو.
وأعلنت الداخلية الأوكرانية مقتل 7 أشخاص وإصابة 129 آخرين، بينهم 11 طفلا، في قصف روسي استهدف أمس السبت مدينة تشيرنيهيف شمالي البلاد.
ونشر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي صورا قال إنها للقصف الروسي على وسط تشيرنيهيف، وعلق بالقول إن الصاروخ الروسي استهدف وسط المدينة وحوّل يومه إلى يوم ألم وخسارة، وفق تعبيره.
وضع صعب
وفي ما يتعلق بسير القتال، تشهد جبهات شمال شرق أوكرانيا تصعيدا كبيرا، خصوصا في مقاطعة خاركيف، إذ وصفت آنا ماليار، نائبة وزير الدفاع الأوكراني، الأوضاع في مدينة كوبيانسك بالصعبة.
وقالت ماليار إن القوات الروسية تهاجم كوبيانسك في محاولة للسيطرة على المدينة التي تعتبر نقطة مواصلات رئيسية ومركزا للهجوم الروسي في الشرق.
من جهته، قال رئيس الإدارة العسكرية في خاركيف أوليغ سينيغوبوف إن عمليات إجلاء السكان من كوبيانسك ومحيطها مستمرة.
كما أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية تعرض مناطق واسعة من البلاد لعشرات الصواريخ والغارات الروسية.
وفي دونيتسك (شرق)، تحاول القوات الأوكرانية إحراز مزيد من التقدم جنوب وشمال مدينة باخموت التي سيطرت عليها قوات مجموعة فاغنر الروسية العسكرية الخاصة مايو/أيار الماضي.
وفي مقاطعة زاباروجيا (جنوب شرق)، أفادت حسابات أوكرانية على مواقع التواصل الاجتماعي بأن قتالا عنيفا يدور داخل بلدة روبوتينا الإستراتيجية.
ويحاول الجيش الأوكراني السيطرة على هذه البلدة على أن ينتقل لاحقا إلى مدينة توكماك في إطار هجوم مستمر منذ أسابيع باتجاه مدينتي برديانسك وميليتوبول الخاضعتين للسيطرة الروسية على بحر آزوف.
تدريب على "إف-16"
على صعيد آخر، أعلن وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف -أمس السبت- أن تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 بدأ، مشيرا إلى أن ذلك سيستغرق 6 أشهر على الأقل وربما فترة أطول.
وقال ريزنيكوف -في مقابلة تلفزيونية- إن 6 أشهر من التدريب تعتبر الحد الأدنى للطيارين، مضيفا أنه لم يعرف بعد كم من الوقت سيستغرق تدريب المهندسين والفنيين.
وتابع الوزير الأوكراني أنه لن يقدم تفاصيل عن مكان وموعد التدريب، لكنه أشار إلى أن بلاده بصدد إعداد البنية التحتية اللازمة لاستخدام هذه المقاتلات.
وكان مسؤول أميركي أعلن -الخميس الماضي- أن واشنطن وافقت على إرسال طائرات إف-16 إلى أوكرانيا من الدانمارك وهولندا بمجرد اكتمال تدريب الطيارين الأوكرانيين.
وحذرت موسكو واشنطن من عواقب تزويد كييف بهذه المقاتلات التي يأمل الأوكرانيون أن تحدث تغييرا في اتجاه الحرب لصالحهم.
في السياق، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس السبت، خلال مؤتمر صحفي عقب محادثات أجراها مع رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون في ستوكهولم، أن بلاده بدأت محادثات مع السويد لبحث إمكانية تسلّم طائرات مقاتلة من طراز "غريبن".
من جانبه، أكد كريسترسون التزام بلاده بتعزيز التعاون في إنتاج مدرعات مجنزرة لصالح أوكرانيا وتدريب القوات الأوكرانية عليها.
تصريحات ميدفيديف
سياسيا، قال دميتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، أمس إن الحرب لن تتوقف قبل تفكيك أوكرانيا الحالية كدولة، وإن استغرق الأمر سنوات أو عقودا.
وأضاف ميدفيديف -في تصريحات عبر منصة تليغرام- أنه لا خيار أمام بلاده، فإما تدمير نظام كييف أو أن الأمر سينتهي بتمزيق روسيا، حسب تعبيره.
كما قال المسؤول الروسي إن الحرب في أوكرانيا مكلّفة للغرب وغير ضرورية، وإن الغرب لن يواصل دعم كييف إلى الحد الذي يضر بمصالحه.