صدى نيوز - التقى وفد مجموعة دول غرب أفريقيا (إيكواس) رئيس النيجر المعزول محمد بازوم في نيامي، كما اجتمعوا مع قائد الانقلاب الجنرال عبد الرحمن تياني، في إطار محاولة لتجنب تدخل عسكري اتفقت المجموعة على تنفيذه إذا أخفقت الحلول السلمية.
وقال الوفد -الذي وصل إلى نيامي السبت- إنهم التقوا الرئيس بازوم واستمعوا إلى آرائه وما حل به، لكنهم ذكروا أن هناك "مسائل خاصة به لا يمكننا الإفصاح عنها".
وقال رئيس نيجيريا الأسبق عبد السلام أبو بكر -الذي يترأس وفد إيكواس- "لقاءاتنا في نيامي كانت مهمة جدا، ويمكن أن تشكل منطلقا لحل الأزمة".
وكان مسؤول رفيع في إيكواس أعرب عن تفاؤله بقبول المجلس العسكري التحاور مع المجموعة.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر في إيكواس قوله إن بازوم "معنوياته مرتفعة"، لكنه لا يزال يفتقر إلى التيار الكهربائي.
تعهد وأكد رئيس الوزراء الذي عينه المجلس العسكري علي محمد الأمين الزين مساء الجمعة -في مقابلة أجرتها معه صحيفة نيويورك تايمز- أنه "لن يحدث شيء" لبازوم.
لقاء بازوم
وبازوم محتجز في القصر الرئاسي منذ الإطاحة به في انقلاب 26 يوليو/تموز الماضي، لكن إيكواس وقوى غربية تصر على أنه ما زال الرئيس الشرعي وتدعو للإفراج عنه فورا وإعادته للسلطة.
وأكد متحدث باسم الرئاسة في نيجيريا -التي تتولى الرئاسة الدورية لإيكواس- أن وفد المجموعة التقى بازوم، كما اجتمع مع قائد المجلس العسكري الجنرال عبد الرحمن تياني.
وكان رئيس نيجيريا الأسبق عبد السلام أبو بكر زار نيامي موفدا من إيكواس في الثالث من أغسطس/آب الجاري، لكنه لم يلتق الجنرال تياني ولا الرئيس المعزول.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر مقرب من إيكواس أن الوفد يريد نقل "رسالة حازمة" إلى العسكريين في نيامي.
وأعلن مفوض إيكواس للشؤون السياسية والسلم والأمن عبد الفتاح موسى -الجمعة- أن هدف البعثة هو "الاستمرار في اتباع المسار السلمي لاستعادة النظام الدستوري" في النيجر.
الجنرال تياني قال إن المجلس العسكري لا يسعى للاستيلاء على السلطة (الجزيرة)
خطاب للجنرال تياني
وبالتزامن مع زيارة وفد إيكواس، ألقى الجنرال تياني مساء السبت خطابا متلفزا أكد فيه استعداده "لأي حوار يأخذ في الاعتبار رأي الشعب والسيادة الوطنية"، محذرا من أن الهجوم على بلاده "لن يكون نزهة".
وقال تياني إنه "لا الجيش ولا شعب النيجر يريدان الحرب، لكن سنتصدى لأي حرب تُشن علينا"، وأضاف أن "ردة الفعل الشعبية تستوجب أن تتوحد القوات المسلحة خلف المجلس الوطني لحماية الوطن". في إشارة إلى المجلس العسكري الذي تشكل بعد الانقلاب.
وأكد قائد الانقلاب أن الفترة الانتقالية للسلطة لن تتجاوز 3 سنوات، وقال إن "طموحنا ليس مصادرة السلطة"، داعيا جميع فئات الشعب إلى حوار لتحديد شكل النظام الدستوري للبلاد.
واستنكر تياني العقوبات التي فُرضت على النيجر، وقال إن الهدف منها "إخضاعنا وليس التوصل إلى حل"، مضيفا أن إيكواس يبدو أنها تجهل أن النيجر هي "المفتاح الذي منع الإرهابيين من زعزعة استقرار المنطقة".
تحركات شعبية
وشهدت العاصمة النيجرية نيامي اليوم تحركات شعبية دعما لقادة الانقلاب ورفضا للتدخل العسكري المحتمل.
وتجمع آلاف المتطوعين بالقرب من ملعب سيني كونتشي (وسط نيامي) تلبية لدعوة أطلقتها منظمات عديدة مؤيدة للمجلس العسكري.
ودعت هذه المنظمات المواطنين إلى تسجيل أسمائهم بوصفهم مؤازرين مدنيين للجيش يمكن لاحقا تجنيدهم لدعم القوات المسلحة.
وتقول مجموعة إيكواس إنها لا تزال تعطي الأولوية للسبل الدبلوماسية، رغم إعلانها مساء الجمعة أن قادة جيوشها اتفقوا على خطة التدخل العسكري المحتمل في النيجر وموعده، الذي لم يتم إعلانه.
وشارك في اجتماعات قادة الجيوش بالعاصمة الغانية أكرا 9 من أصل 15 دولة في إيكواس، إذ أعلنت بعض الأطراف أنها ترفض التدخل العسكري في النيجر، وعلى رأسها مالي وبوركينا فاسو.
وفي هذا السياق، تحدث التلفزيون النيجري الرسمي في وقت مبكر السبت عن لقاء قادة عسكريين من النيجر ومالي وبوركينا فاسو في نيامي لبحث "اتخاذ إجراءات ملموسة" إذا اختارت مجموعة إيكواس "تصعيد حرب".
طائرات مالي وبوركينا فاسو
وبث التلفزيون الرسمي صورا لطائرات حربية قال إنها طائرات من مالي وبوركينا فاسو تم نشرها في النيجر، تنفيذا لتعهدات البلدين بوقوفهما إلى جانب نيامي، ردا على أي تدخل عسكري محتمل من قبل إيكواس.
وتخضع النيجر ومالي وبوركينا فاسو لحكم عسكري بعد الانقلابات التي حدثت في كل منها، وبالتالي تم تجميد عضوية الأخيرتين في مجموعة إيكواس.
وهددت بوركينا فاسو بالانسحاب من إيكواس إذا تدخلت المجموعة عسكريا في النيجر.
ونُقل عن وزير دفاعها قاسوم كوليبالي قوله "نتوقع عدوانا على النيجر، وعلى أي حال فقد قال رئيسنا (إبراهيم تراوري) إننا مستعدون لصد العدوان ودعم النيجر".
وتابع "بوركينا فاسو مستعدة حتى للانسحاب من إيكواس لأنها تعتبر سياستها تجاه النيجر غير منطقية".
من ناحية أخرى، أعربت الخارجية الجزائرية عن أسفها "لتغلب اللجوء للعنف على الحل السياسي فيما ترتسم معالم التدخل العسكري في النيجر".
وقالت الوزارة مساء السبت "نحن على قناعة بأن الحل السياسي التفاوضي في النيجر لا يزال ممكنا ولم تستنفد كل الخيارات".
وصول السفيرة الأميركية
من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية اليوم وصول سفيرتها الجديدة لدى النيجر كاثلين فيتزغيبون إلى نيامي، وقالت إنها لن تقدم أوراق اعتمادها رسميا بسبب "الأزمة السياسية الحالية".
وقال المتحدث باسم الوزارة ماثيو ميلر -في بيان- إن وصول فيتزغيبون إلى النيجر "لا يعكس تغييرا في موقفنا السياسي، ولكنه يأتي استجابة للحاجة إلى وجود قيادة عليا لبعثتنا في وقت صعب".
وأضاف البيان "سينصب التركيز الدبلوماسي (للسفيرة الجديدة) على الدعوة لحل دبلوماسي يحافظ على النظام الدستوري في النيجر والإفراج الفوري عن الرئيس بازوم وعائلته وجميع المعتقلين بشكل غير قانوني".
وكانت واشنطن أعلنت -الخميس- أنها تؤيد جهود إيكواس لاستعادة النظام الدستوري في النيجر بما في ذلك التدخل العسكري بوصفه خيارا أخيرا. وأعلنت فرنسا أنها تنسق بشكل وثيق مع الولايات المتحدة بشأن التطورات في النيجر.
وتنشر الولايات المتحدة نحو 1100 جندي في النيجر يشاركون في قتال المجموعات المسلحة، في حين تنشر فرنسا نحو 1500 جندي.