أصبحنا. نسمع ونرى ونعيش بوضوح تفاصيل كثيرة من معاناة والم كثير من المرضى وعائلاتهمً وخاصة في فلسطين ،وذلك في ظل استخدام و اتساع المشاركة الفردية والجماعيةً على منصات التواصل الاجتماعي .
يصلنا بسرعة وعلى مدار الساعة سرد مؤلم، وتوثيق بالصوت والصورة ووثائق مكتوبة ويتم تناقل هذه المعلومات الدقيقة من قبل افراد و هيئات كثر محليا وعالميا، والتي يبثها إما المرضى انفسهم او عائلاتهم والمتضامنين معهم طلبا للحل ومن أجل إحقاق الحقوق .
تنتشر هذه الحقائق من واقع ما يحدث او ما لا يقدم للمرضى من خدمات في اروقة عيادات ومراكز صحية ومستشفيات حكومية وخاصة، ويتبع ذلك نشر لمضاعفات او اعاقات حدثت وحتى حالات وفاة ، ويسبق ويتبع هذا الامر نشر لمعاناة للمرضى واهاليهم.
يتأرجح حوار ونقاش عميق بين الأطراف التي لها علاقة بالامر مطالبين بإحقاق الحقوق مسلطين الضوء على حقائق واضحة ولديهم مطلب واضح عنوانه ومضمونه أين السلامة الصحية للمرضى، ومرتبط بواقع ما يحدث من تقصير اوً اخطاء او اهمال طبي.
نجد ما يناقشه الناس على طرفي الطاولة يتمحور في نظريات وقوانين ومواثيق انسانية متعلقة بالحق في الصحة و يتخلل هذه النقاشات مشاحنات وتشنجات، الا ان الكثيرين من العامة و ممن ادوا قسم ابقراط ومن مقدمي الخدمات لا يدركوا مكونات قسم ابقراط الذي حمى الأطباء كما حمى حقوق المرضى حيث عاهد الاطباء عند تخرجهم من كليات الطب على أمور أساسية.
يذكرني بمضمون قسم ابقراط واهميته بجوهره ومحتواه زميلي الدكتور خالد انطون شحيبر ابن غزة هاشم والمقيم في بريطانيا والذي يركز في محاضراته التعليمية والتوعوية و يسلط الضوء على المحاور الاربعة لقسم أبقراط :-
-أولا Beneficence
والتي تعني الاحسان، فدائماً اعمل الخير للمريض بهدف الشفاء التام و العلاج الاحسن. وأحسن للمرضى فحسن النية أساس العمل.
ثانيا Non Maleficence
والتي تعني عدم الايذاء وعدم تأذي المرضى أو لا تحاول أن تأذي أبداً
ثالثا Autonomy
اعطاءالمريض معلومات عن مرضه و شرح التفاصيل، وإعطاء خيارات العلاج المناسبة، وإعطاء المريض القدرة أن يختار علاجه اذا أمكن. و يجب ان يكون المريض قادرا أن يأخذ قراره من عقل سليم و قادر و مؤهل أن يأخذ القرار بنفسه او ولي أمره يتخذ هذا القرار و هنا يجب أن نعتبر أن كل مريض قادر أن يأخذ قرار العلاج الا أذا ثبت عكس ذلك. ،أخذ قرار العلاج و نوعه و خيار العلاج هو بمساعدة الطبيب طبعا.
رابعا Justice
العدالة و هي تحقيق العدالة لكل من لهم علاقة بالأمر، المريض و أهل المريض و المجتمع بشموليته.
إن الوضع الصحي العام للمواطن الفلسطيني اصبح تحت المجهر مؤخرا والسلامة الصحية اصبحت مطلب المواطن ، جمعيات المرضى والمؤسسات الحقوقية ،وإن كان هذا الامر مرتبط بحقيقة و واقع وتأويل معنى ومضمون مصطلحات كثيرة كالإهمال الطبي والخطأ الطبي، الا ان السلامة الصحية تبقى هي العنوان والجوهر لمطالب المواطنين والمؤسسات المدافعة عن حقوق المرضى، و خاصة في ظل حصول الكوارث في الرعاية الصحية للمرضى بشكل عام ، الا ان ما يحفزني للتركيز على هذا الامر في الفترة الأخيرة وفاة الطفل شمس الدين أحد مرضى الهيموفيليا في فلسطين وتداعيات والحوار حول أسباب وفاته.
يبقى التساؤل ما هي مرجعيةً السلامة الصحية وربطها بصحة او خطأ التصرفات التي اتخذت او عدم اتخاذ إجراءات مناسبة في العلاج والرعاية الطبية من قبل افراد وطواقم ادارية و طبية في عيادات ومراكز ومستشفيات كثيرة. وربط ذلك باتساع معرفة وإدراك ما يحصل او يحتاجه المرضى من قبل المرضى انفسهم اوعائلاتهم والمدافعين عن حقوق المرضى من مؤسسات متخصصة ، كما هو حال المدافعين عن حقوق الطواقم الطبية ومقدمي الخدمات. ومن الطبيعي أن يدافع كل طرف عن حقه ومحاولة اثبات رأيه ووجهة نظره.
يجب ان تكون البوصلة والجوهر السلامة الصحية للمرضى والمحافظة على حياتهم والحد. بل منع تفاقم اوضاعهم الصحية وتقليل اعاقاتهم ومعاناتهم الجسدية والنفسية والحد من معاناة اهاليهم وخاصة بعد استمرار المرض او حدوث الاعاقات او الوفاة.
ويكون توفير السلامة الصحية للمرضى من خلال توفير الموارد البشرية المتعلمة ورفع كفاءة أداء الطواقم بالتدريب والارشاد المباشر والمستمر وزيادة خبراتهم ، وتوفير الموارد المادية والادوية والاجهزة الطبية اللازمةً والمتابعة في العلاج والرقابة على الاداء والكفاءة والجودة . في العلاج والرعاية الطبية.
وفي خط مواز وأكثر أهمية، يجب انً لا نسمح باستخدام الاحتلال. اوً الانقسام او شح الاختصاصين وهجرتهم او قلة الموارد البشرية والمالية شماعة يضع عليها صناع القرار معاناة المرضى، او نجعل تلك الشماعة سبب او نتيجة لانعدام سلامة المرضى او للإهمال الطبي او للاخطاء الطبية وفي اي موقع كان او من اي شخص او من أي مؤسسة اوًجهة رسمية اومدنية كانت . كما علينا ان لا نعطي مجال لاحد ان يكون فوق القانون من المخطئين او المقصرين او ممن يشهرون بالناس او بمقدمي الخدمات بدون حق، و كما يقال لا احد على رأسه ريشة لكي لا نحمله مسؤولية ما حدث او يحدث او يتم تحيده من اي مسؤولية مع الاحترام والتقدير للجميع .
*** ناشط فلسطيني مقيم حاليا في الضفة الغربية متطوع في المجال الاعلامي ومجال الحقوق الصحية. من مؤسسي والرئيس الحالي لمجلس ادارة الجمعية الفلسطينية لامراض نزف الدم