صدى نيوز - قرر المجلس الثوري لحركة "فتح"، اليوم السبت، إبقاء دورته الحالية في حالة انعقاد دائم.
وأجمع المجلس في بيان ختامي لدورته الحادية عشر (دورة الشهيدين اللواء إبراهيم المصري واللواء قدري أبو بكر-وشهداء شعبنا كافة والانتصار لأسرانا البواسل) التي عقدت في رام الله، على عقد المؤتمر العام الثامن للحركة في السابع عشر من ديسمبر المقبل.
واستمع المجلس في جلسته الافتتاحية الى كلمة سياسية وشاملة للرئيس محمود عباس، تناول فيها اخر المستجدات السياسية والجهود المبذولة على الساحتين : الإقليمية والدولية لحشد الدعم العربي والدولي لحماية حقوق شعبنا ووقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على شعبنا ومقدساتنا، كما أكد بأننا لن نسمح بتمرير المخططات الاحتلالية الرامية الى تكريس الاحتلال وديمومته من خلال خطط الضم والتوسع الاستيطاني العنصري الابارتهايد، وجر الأوضاع الى المزيد من العنف للتهرب من الإيفاء بالالتزامات الواجبة عليه. وأكد الرئيس أيضاً على أهمية تقوية الجبهة الداخلية وإعطاء الفرص لضخ دماء جديدة في مسيرة البناء الوطني، كما نوه بأهمية الاجتماع الأخير للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية واستعدادنا لاستكمال الخطوات اللازمة لإنجاز الوحدة الوطنية.
كما استمع المجلس الثوري لتقرير امانة السر وتقرير اللجنة المركزية واستعرض مجمل النقاط المقرة في جدول الاعمال، وجرى نقاش مستفيض حول مجمل القضايا السياسية والوطنية والتنظيمية، خاصة في هذه المرحلة المفصلية التي تشهد اوج العدوان الاحتلالي المتصاعد الذي تمارسه الحكومة الإسرائيلية وجيشها وميليشيات المستوطنين في محاولات لحسم الصراع بالقوة العسكرية، وتكريس الاستعمار الاستيطاني في ارضنا كافة، ويواجه شعبنا وفي طليعيته حركة فتح هذا التحدي الوجودي بإرادة صلبة لا تلين دفاعا عن النفس وفي ممارسة طبيعية لحقنا في مقاومة شعبية كفلها لنا القانون الدولي وقراراته ذات الصلة.
وقال المجلس الثوري في بيانه الختامي: جاءت هذه الدورة بعد الاجتماع الهام الذي دعا اليه الرئيس للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، والذي استضافته جمهورية مصر العربية الشقيقة في مدينة العلمين، وانخراط حركتنا بمتابعة مخرجات هذا الاجتماع باسترداد الوحدة السياسية والجغرافية لشعبنا، على قاعدة مقاومة الاحتلال وتعزيز صمود المواطن في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا على أساس الالتزام بقرارات المجالس الوطنية الفلسطينية المتعاقبة، بما في ذلك التزاماتنا الإقليمية والدولية.
وأضاف البيان: كما عقدت هذه الدورة للمجلس الثوري في ظل وضع دولي بالغ الدقة والتعقيد، تجري فيه ترتيبات كونية متسارعة، تتعدد فيها الأقطاب وتتشابك المصالح وتتراجع أحادية القطب الأمريكي، ولعل القمة الأخيرة لمجموعة بريكس في جنوب افريقيا وقرار توسيع عضوية المجموعة كخير دليل على ذلك ... وهذا يجري في ظل صمت دولي على تصاعد جرائم الاحتلال الإسرائيلي وازدواجية وعنصرية المعايير إزاء ذلك، وتراجع الإدارة الامريكية عن تعهداتها لنا، وانشغال دولي بحروب وصراعات أخرى ومع تطبيع مجاني متسرع للبعض، مما أتاح للحكومة الفاشية في إسرائيل تصعيد قتلها وحصارها واستيطانها، وتهويد القدس وتدنيس المقدسات الإسلامية والمسيحية، ومحاولة أسرلة التعليم في عاصمتنا، وقرصنة أموالنا وتشديد الحصار المالي على السلطة الوطنية، مما يستدعي مراعاة ذلك خاصة الاتحادات والنقابات الفلسطينية، ويستمر الاحتلال أيضا في سرقة مياهنا وتشديد الخناق على غزة ومحاولة الاستفراد باسرانا البواسل، والاستمرار في احتجاز جثامين الشهداء، وتعطيل الانتخابات العامة في فلسطين، كل ذلك بتطلب الإصرار على طلب الحماية الدولية لشعبنا، ومضاعفة جهدنا الجماعي لفضح ممارسات الاحتلال وإجراءات الاحتلال وتعميم ونشر السردية الفلسطينية في مواجهة الرواية الإسرائيلية الزائفة.
وتابع: توقف المجلس الثوري أمام هذا التحدي الوجودي مبينا المخاطر التي يتعرض لها مشروعنا الوطني الجامع الهادف لإنهاء الاحتلال وتكريس استقلالنا الوطني في دولتنا المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية وحق العودة للاجئين وفق للقرار 194، وانطلاقا من الدور القيادي لحركة فتح فقد أكد المجلس على الاستمرار وتصعيد المقاومة الشعبية في المواقع كافة وضرورة استكمال تشكيل لجان المقاومة الشعبية للتصدي لعدوان المستوطنين.
ودعا المجلس، كافة فصائل العمل الوطني لإيلاء هذا الملف الأهمية القصوى، والانخراط في العمل الشعبي المقاوم في كافة المواقع... كما يقرر المجلس الثوري إبقاء اعمال دورته الحالية في حالة انعقاد دائم لمتابعة الوضع الميداني والسياسي.
واتخذ المجلس قراراً بالاجتماع تبني اقتراح رئيس الحركة لعقد المؤتمر العام الثامن في رام الله في الفترة بين 17-21/ 12/2023م، وعقد الدورة الثانية عشرة القادمة للمجلس الثوري في 16/11/2023م للمصادقة على اعمال اللجنة التحضيرية للمؤتمر، كما تم اتخاذ مجموع قرارات تنظيمية لتصليب البنيان الحركي ومتابعة تنفيذ قرارات سابقة للمجلس الثوري.
كما قرر المجلس الثوري لحركة فتح، الاستمرار بالحوار الوطني مع شركائنا في منظمة التحرير الفلسطينية لتفعيل وتطوير دوائرها واطرها في المجالات كافة، وإيلاء الاهتمام الكافي لشعبنا في الشتات وخاصة في مخيمات لبنان ومخيم عين الحلوة تحديداً، والحفاظ عليها والدفاع عنها في مواجهة الإرهابيين دعاة الفتنة والتكفير، والصمود بوجهة هذا العدوان الاجرامي الذي يستهدف حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية ودورهما المركزي في حماية المخيمات وضمان أمنها واستقرارها، وإيلاء الاهتمام لمخيماتنا في سوريا وإعادة اعمارها ومواجهة الاستهداف العدواني الإسرائيلي لمخيماتنا في الضفة الغربية في جنين ونابلس وطولكرم وأريحا والخليل وبيت لحم، ومحاولة تجفيف مصادر تمويل وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، وكذلك استمرار العمل مع تنظيمات جاليتنا في العالم خاصة في الولايات المتحدة الامريكية وأوروبا، ضمن رؤية وطنية جامعة لتحقيق اهدافنا الوطنية.
كما قرر المجلس استمرار الحوار مع من هم خارج منظمة التحرير الفلسطينية على الأسس المشار اليها سابقاً بهدف انهاء الانقسام ونتائجه الكارثية على مشروعنا الوطني برمته.
ووجه المجلس الثوري لحركة فتح، الشكر والتقدير لكل الاشقاء والأصدقاء لمواصلة دعمهم ومؤازرتهم لشعبنا في المجالات كافة وخاصة الحفاظ على حقنا في انهاء الاحتلال واستقلال دولتنا الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية، والتزام الدول العربية بمبادرة السلام العربية كما هي، ويوجه المجلس الشكر والعرفان بشكل خاص للأشقاء في المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية وجمهورية الجزائر الديمقراطية الشعبية، والمملكة العربية السعودية وجمهورية تونس وللأصدقاء في جمهورية الصين الشعبية وروسيا الاتحادية وجمهورية جنوب افريقيا ودول أمريكا اللاتينية والدول الاسيوية والأوروبية على استمرار وقوفهم مع شعبنا في مواجهة الاحتلال والاستيطان.
وأكد المجلس الثوري مجدداً على أن القدس هي جوهر المشروع الوطني الفلسطيني وعاصمتنا الأبدية، ولا سلام ولا أمن ولا استقرار دون تكريس واستقلال دولتنا بعاصمتها القدس الشرقية مدينة عربية إسلامية مسيحية، ويؤكد المجلس على استمرار مقاومتنا الشعبية الشاملة في العاصمة، كما نكرر ونؤكد تجريم ومقاطعة انتخابات بلدية الاحتلال في القدس انتخاباً وترشحاً.
كما أكد أنه لا دولة في غزة ولا دولة دون غزة، وأن عودة قطاعنا الحبيب لنظامنا السياسي ووحدتنا الجغرافية تبقى على سلم أولويات حركة فتح.
وتوجه الى الحركة الاسيرة باعتبارها جامعة وطنية وخندقاً متقدماً للنضال والمقاومة، ليقول أنكم لستم وحدكم في مواجهة الاحتلال واجراءاته العنصرية بحقكم، ونشد على اياديكم، ونحييكم فرداً فرداً، وعلى وجه الخصوص الأخ القائد مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية للحركة والاخ القائد زكريا الزبيدي عضو المجلس الثوري، والى الاسيرات الماجدات. كما نتوجه بالتهنئة للأخ القائد كريم يونس عضو اللجنة المركزية والاخ المناضل ماهر يونس والاخ المناضل فؤاد الشوبكي على تحررهم من سجون الاحتلال.
وتوجه أيضاً بالتحية إلى عدنان غيث عضو المجلس الثوري-محافظ القدس- وهو يواجه الإجراءات الاحتلالية الظالمة بحقه.
كما أكد المجلس الثوري لحركة فتح على النهج المبدئي الدائم للحركة برعاية أسر الشهداء والأسرى والجرحى، مهما بلغت التضحيات وازدادت الضغوط، فهم في قلب ووجدان فتح وسيبقوا كذلك.
ووجه التحية والتقدير الى المحافظين والاخوة السفراء الذين تقاعدوا مؤخراً، على عطائهم وتضحياتهم في خدمة وطنهم وشعبهم بجدارة وإخلاص.