صدى نيوز -  (أ ف ب) -حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين من "خطر إضعاف" أوروبا والغرب في السياق الدولي الحالي، مشيدا بما يقوم به سفير فرنسا في نيامي اثر الانقلاب على الرئيس محمد بازوم في النيجر.
واعتبر في كلمته أمام سفراء فرنسا المجتمعين في باريس أن هذا السياق يزداد "صعوبة وتعقيدا ... ويهدد بإضعاف الغرب وخصوصًا أوروبا".
كما أشاد ماكرون بعمل الدبلوماسيين الفرنسيين الذين يواجهون ظروفا صعبة، مشيرا بشكل خاص إلى الوضع في النيجر حيث ما زال السفير الفرنسي في منصبه. وتابع السفير سيلفان إيت خطاب ماكرون من نيامي.
وكان العسكريون الإنقلابيون الذين يحتجزون الرئيس المخلوع محمد بازوم منذ شهر في القصر الرئاسي طلبوا مغادرة السفير الفرنسي وأعلنوا تخليهم عن الاتفاقيات العسكرية بين نيامي وباريس. وتظاهر الآلاف الأحد في النيجر تأييدا للانقلاب الذي وقع الشهر الماضي، قبل ساعات قليلة من مهلة نهائية منحت للسفير الفرنسي لمغادرة البلاد.
رفضت فرنسا الطلب مؤكدة أنها تعتبر أن حكومة بازوم التي أطيح بها هي السلطة الشرعية. وتدعم باريس دول جماعة غرب إفريقيا (إكواس) في أي إجراء لاستعادة النظام الدستوري في النيجر.
وقال ماكرون في كلمته إنّ "فرنسا والدبلوماسيين واجهوا في الأشهر الأخيرة مواقف صعبة في بعض البلدان" سواء في السودان أو في النيجر.
وأشار إلى أنّ فرنسا ترفض أي "إملاء" أو "ضعف" في إفريقيا، في وقت تعرضت منطقة الساحل لانقلابات، داعيا دول الساحل إلى اتباع "سياسة مسؤولة".
من جهة اخرى، دعا ماكرون إيران للإفراج عن الفرنسيين الأربعة المحتجزين لديها، قائلأ إن " لا شيء يبرّر احتجازهم ... في ظروف غير مقبولة".
والفرنسيون الأربعة الذين تحتجزهم طهران هم لوي أرنو المحتجز منذ أيلول/سبتمبر 2022، ومعلمة اللغة الفرنسية سيسيل كولر ورفيقها جاك باري، المعتقلان منذ أيار/مايو 2022 بتهمة "التجسس"، وشخص آخر لم تُكشف هويته.
واذ أشار إلى أنّ مؤتمر بغداد للأمن الإقليمي سيعقد في تشرين الثاني/نوفمبر، دعا دول المنطقة إلى مطالبة سوريا بـ"مزيد من التعاون" في مكافحة الإرهاب إذا أرادوا إعادتها إلى الهيئات الإقليمية، وإتاحة عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم مع "ضمانات".
واعتبر أن على الاتحاد الأوروبي القبول بانضمام مزيد من الاعضاء حتى لو اختلفت وتيرة ذلك بهدف "التطور حول المواضيع الأساسية".
ووعد ماكرون بمبادرة فرنسية دبلوماسية لمحاولة رفع الحصار المستمر الذي تفرضه أذربيجان على ممر لاتشين، وهو الطريق الوحيد الذي يربط أرمينيا في جيب ناغورني قره باغ.
وقال إنه سيتسنى له الحوار "هذا الأسبوع مع رئيس الوزراء (الأرميني نيكول) باشينيان ومع الرئيس (الأذربيجاني) إلهام علييف".
وأضاف "سنطالب بالاحترام الكامل لممر لاتشين الإنساني وسنتخذ مرة أخرى مبادرة دبلوماسية في هذا الاتجاه على المستوى الدولي لزيادة الضغط".
كلام ماكرون جاء خلال عرضه الإثنين أمام السفراء الفرنسيين المجتمعين في باريس لأولوياته بالنسبة للسياسة الخارجية الفرنسية في سياق دولي صعب في ظلّ الحرب الروسية الأوكرانية والانتقادات الكبيرة التي وجّهت لفرنسا في بعض الدول الإفريقية.
ويلتئم "مؤتمر السفراء" من الإثنين إلى الأربعاء تحت عنوان: "تأكيد مبادئنا ومصالحنا وتضامننا".
وكان وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا دعي كضيف شرف إلى هذه النسخة الـ29 من المؤتمر كدليل على التضامن مع أوكرانيا.
ويسلّط الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الضوء باستمرار على ضرورة مواصلة الدعم المالي واللوجستي لأوكرانيا، مؤكّدين أنّ الاستقرار الدولي معرّض للخطر بسبب الغزو الروسي لهذا البلد.
وكانت كييف شنت في أوائل حزيران/يونيو هجومًا مضادًا على روسيا، إلّا أنه لم يحقق حتى الان سوى مكاسب محدودة، الأمر الذي يستوجب زيادة القدرات الإنتاجية للصناعات الدفاعية لدى حلفائها.
وتلقي كولونا كلمتها صباح الثلاثاء قبل ان تعقد مؤتمرا صحافيا بعد الظهر مع نظيرها الأوكراني.
وتتحدّث رئيسة الوزراء إليزابيت بورن أمام السفراء الأربعاء.