اقتصاد صدى- احتفل بنك فلسطين يوم أمس، بتخريج 50 سيدة من خريجات الفوجين الخامس والسادس من برنامج فلسطينية لإدارة الأعمال Mini-MBA، والإعلان عن انطلاق الدورة السابعة للبرنامج، والذي ينفذه البنك بالتعاون مع مؤسسة التمويل الدولية IFC وشركة Ernst & Young، ومنتدى سيدات الأعمال، ساعياً إلى تمكين رائدات الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر من اكتساب المعرفة، وتعزيز قدرتهن على تطوير مشاريعهن، وضمان توسعها واستدامتها، وتحفيز مشاركتهن الفاعلة في التنمية المستدامة.

وجرى تنظيم الاحتفال في مدينة برام الله بالتزامن مع الحضور في مدينة غزة، عبر تقنية البث المرئي (فيديو كونفرس)، بحضور د. فراس ملحم محافظ سلطة النقد الفلسطينية، والسيد محمود الشوا المدير العام لبنك فلسطين، وخالد العسيلي وزير الاقتصاد الوطني، وآمال حمد وزيرة شؤون المرأة، وخالد قطب من مؤسسة التمويل الدولية، وحكم حمايل من شركة آرنست ويونغ، ومها أبو شوشة من منتدى سيدات الأعمال الفلسطينية، وماهر المصري، رئيس مجلس إدارة جمعية البنوك في فلسطين، وكبار الشخصيات والمسؤولين، وممثلي المؤسسات الحكومية والأهلية والدولية والقطاع الخاص، وعدد من المؤسسات المالية والبنوك، بالإضافة إلى ممثلي وسائل الإعلام المحلية والدولية.

وفي بداية الحفل رحّب محمود الشوا بالحضور وبخريجات البرنامج وبالسيدات الملتحقات بالدورة السابعة من البرنامج، معرباً عن فخره بتخريج كوكبة جديدة من سيدات الأعمال والمشاريع، واعتزازه باستمرار البرنامج للسنة السابعة على التوالي. وبسعادته بالشراكة مع رائدات قطاع الأعمال والمشاريع. مشيراً الى مضي البنك قدماً في مساندتهن في مشوارهن انسجاماً مع الرؤية الاستراتيجية لمجموعة بنك فلسطين لتحقيق التنمية المستدامة لمجتمعنا ووطننا". 

وأضاف الشوا بأن البنك لديه التزام بمواصلة تنفيذ البرنامج تماشياً مع استراتيجيته لرفد المشاريع التي تقودها السيدات بدعائم الاستدامة، وتمكينهن من صقل قدرتهن ومهاراتهن في عالم الأعمال والتجارة، وتعزيز معرفتهن بالخدمات والمنتجات المصرفية والمالية، مما سيساهم في تعزيز قدرتهن على الاستمرار والتوسع واقتناص الفرص نحو آفاق أوسع سواء في الأسواق المحلية أو العالمية.

وخلال الحفل أعلن الشوا عن انطلاق الدورة السابعة لبرنامج فلسطينية لإدارة الأعمال Mini-MBA، كما هنأ السيدات خريجات الفوجين الخامس والسادس، واللاتي أنهين برنامجاً تدريبياً مكثفاً في مجالات عدة شملت مهارات الإدارة العامة والمالية والقيادة والتسويق والمحاسبة والموارد البشرية وغيرها من المجالات اللازمة لتمكين السيدات من تطوير مشاريعهن.

من جانبه عبر محافظ سلطة النقد د. فراس ملحم عن بالغ شكره وتقديره لبنك فلسطين، والمؤسسات الشريكة له في تنفيذ هذا البرنامج، وعلى مبادرتهم الخلاقة في هذا البرنامج المميز. وقال د. ملحم إن من أهم المساهمات التي تقودها سلطة النقد، لتنمية المشاريع بمختلف أنواعها وتسهيل وصولها لمصادر التمويل وتقديم الدعم الفني لها، "صندوق استدامة" و"منصة منشأتي". وبين أن برنامج استدامة تمكن من دعم حوالي 2,800 مشروع حتى تاريخ 28/8/2023، بتغطية مالية وصلت لأكثر من 150 مليون دولار، شكلت المشاريع النسائية المستفيدة منها 19%. متمنياً لخريجات هذا برنامج "فلسطينية" التوفيق والنجاح والمساهمة الفاعلة في خدمة المجتمع.

وأشار ملحم إن "صندوق استدامة"، يتضمن برامج للمشاريع متناهية الصغر ذات فائدة صفرية، مبيناً بأن هذه المشاريع حققت نجاحاً باهراً وفقاً لمعطيات ونتائج التغذية الراجعة من تلك المشاريع الممتازة، وبلغ عددها 1815 مشروعاً بتمويل بلغ حوالي 16.8 مليون دولار حتى تاريخ 28/8/2023.

وأوضح السيد المحافظ أن سلطة النقد أطلقت الشهر الماضي بالتعاون مع الصندوق الفلسطيني للتشغيل، برنامج تمويل المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر "ابدأ الآن “Start Now والذي يبلغ حجمه 10 ملايين دولار، والذي يمكّن أصحاب وصاحبات المشاريع من الحصول على تمويل يصل إلى 10,000 دولار أميركي كحد أقصى دون فوائد، مع فترة سداد تصل إلى 48 شهراً، وفترة سماح تصل إلى 12 شهراً، بهدف الحد من البطالة الموجودة. وتم تخصيصها للأفكار الريادية والمشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر القائمة التي تمتلكها أو تديرها أو ترغب في إنشائها النساء، والأشخاص ذوو الإعاقة، وخريجو نظام التعليم والتدريب المهني والتقني. 

وأبدى ملحم جاهزية سلطة النقد لمساندة النساء، وخاصة في المناطق المهمشة، الراغبات بامتلاك مشاريع إنتاجية لتمكينهن اقتصادياً، عبر رصد 10 مليون أخرى لضخ المزيد من التمويل للمشاريع والمبادرات التي تحقق نجاحاً وتحتاج للمزيد من التمويل. 

بدوره قال وزير الاقتصاد الوطني خالد العسيلي " إنه من دواعي سروري المشاركة في حفل تخريج برنامج فلسطينية لإدارة الأعمال Mini-MBA، هذا البرنامج الذي انطلق في العام 2014 لتمكين رائدات الأعمال والرياديات الفلسطينيات في إدارة أعمالهن وتطويرها".

وأضاف العسيلي" إننا في وزارة الاقتصاد الوطني والحكومة الفلسطينية، وضمن سياساتنا وخططنا وبرامجنا، قد خصصنا أهدافا لتطوير قطاع دعم الأعمال الصغيرة والمتوسطة، وتحديداً تلك التي تقودها النساء، وحالياً جاري العمل على إعداد الاستراتيجية الوطنية للمشاريع الاقتصادية الصغيرة والمتوسطة، والتي سيتم أطلاقها في القريب العاجل بما يحقق العديد من الامتيازات والدعم للأعمال التي تقودها النساء، وسيتبعها تعليمات المهن المنزلية لتنظيم تلك الأعمال، والتي بمعظمها تقودها نساء من مختلف الأنشطة الاقتصادية المختلفة".

وأشار العسيلي أن وزارة الاقتصاد الوطني تعمل وبالتعاون مع الشركاء حاليا على الانتهاء من إعداد استراتيجيتها الوطنية للأعوام 2024 و2029، وتم رصد العديد من الأهداف والتدخلات لدعم وتمكين النساء اقتصادياً، وبنهج تشاركي بالتعاون مع كافة الشركاء، ونتمنى وإياكم تنفيذها والوصول الى اقتصاد وطني مستقل ومقاوم ومنافس على الصعيد الإقليمي والدولي، مهنئاً الخريجات وهذا الفوج في برنامج إدارة الأعمال ضمن برنامج فلسطينية متمنياً لهن النجاح والتوفيق.

من ناحيتها، هنأت وزيرة شؤون المرأة آمال حمد خريجات البرنامج، وأشادت ببنك فلسطين على المبادرة المتميزة والجهود التي يبذلها البنك لتمكين النساء الفلسطينيات. وأشارت الوزير إلى أن نسبة مشاركة النساء في سوق العمل 19% ، فيما بلغت نسبة سبدات الأعمال المشغلات 2.1%، أما صاحبات المشاريع فبلغت نسبتهن 11.6%. وخلال العام 2022 تم تسجيل 2524 شركة جديدة، وبلغ عدد النساء المالكات أو المساهمات في هذه الشركات 1367 امراة، أي ما نسبته 54% من مجموعه المساهمين. وتكشف المؤشرات الاحصائية الى تنامي المشاريع النسوية التي تعمل ضمن القطاع غير المنظم (غير المسجلة في السجلات الرسمية) حيث بلغ عدد المشاريع الأسرية التي تملكها نساء حوال 32 الف مشروع، من أصل 104 آلاف مشروع أسري أي خُمس المشاريع للنساء. وتشير التقديرات الى أن هذه المشاريع تساهم بحوالي 7% من الناتج المحلي الإجمالي.

وفي كلمتها نيابة عن الخريجات، أشارت نور الحرازين إحدى خريجات "فلسطينية" الى معطيات الأمل التي منحها البرنامج للخريجات، فرغم صعوبة الظروف التي تعيشها النساء في مجتمعنا، وفي ظل التحديات الاقتصادية، كان برنامج فلسطينية لإدارة الأعمال Mini MBA يمثل حافزاً جديداً للتحدي، ومواجهة الصعاب وتحقيق نجاح من نقطة الصفر. "فمع دخولنا الى ورش البرنامج، بدأت قصص التحدي والتضحية في ذات الوقت. ومع تعلم كل مهارة ازدادت المجازفة، وازداد معها إصرارنا على المضي قدماً نحو العمل الجاد، وصولاً لطريق النجاح التي فتح لنا أبوابه مع المساندة والدعم الذي قدمه البنك لنا". قال الحرازين.

وفيما تابع الحضور خلال الحفل فيلمين قصيرين حول قصص النجاح التي حققها عدد من الخريجات، والانجازات التي حققها البرنامج. فقد تضمن فقرات الحفل فقرة إلهام مع السيدة لينا خليل مؤسِسة Mumzworld.com والتي صنفت ضمن قائمة أكثر السيدات تأثيراً في الشرق الأوسط، وقصة نجاح فلسطينية مميزة مغتربة في دولة الإمارات العربية. حيث عرضت السيدة خليل تجربتها كسيدة أعمال فلسطينية ملهمة خارج الوطن.

 وتابعت، "والآن، يمكننا القول بأننا جزء من قصص سطرت نجاحاتها، خطوة وراء خطوة نحو الريادة والتميز. فبدأت العديد من المشاركات في البرنامج إنشاء أو تطوير مشاريع صغيرة ساهمت بشكل أساسي في تحقيق ذاتهن، وتعزيز ثقتهن، وقدرتهن على احتلال دور اقتصادي واجتماعي مرموق. حيث أنه أكسبنا الاستقلالية في العمل من النواحي التسويقية والمالية والمُحاسبية والتخطيطية وغيرها من التفاصيل اللازمة للاستمرار والنجاح. وأصبحنا نعّي ما نفعله ونُوجّه مشاريعنا للأفضل". 
وخلال الحفل، قدم بنك فلسطين نموذجاً للمرأة الفلسطينية الرائدة والتي استطاعت إدارة مشروعها متخطية الحدود، حيث ألقت السيدة لينا خليل مديرة مؤسِسة Mumzworld.com، والتي صُنفت ضمن قائمة أكثر السيدات تأثيراً في الشرق الأوسط، كلمةً أوضحت خلالها قصة نجاحها المميزة في دولة الإمارات العربية المتحدة. 

وفي ختام الحفل، جرى تكريم خريجات الفوجين الخامس والسادس للبرنامج من محافظات الضفة وقطاع غزة والقدس، كما كرم البنك شركاء برنامج فلسطينية لإدارة الأعمال Mini-MBA، وهم مؤسسة التمويل الدولية، وشركة Ernst & Young، ومنتدى سيدات الأعمال، مثمناً جهود ومساهمات الشركاء من أجل إثراء محتوى البرنامج التدريبي بما يضمن مواكبة السيدات لكافة مستجدات مبادئ الإدارة العامة والمالية والتسويق وغيرها من المجالات الكفيلة بالنهوض بالمشاريع التي تقودها السيدات.