صدى نيوز - قالت صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية، الخميس، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يأمل أن يكون تأجيل خطة "الإصلاح القضائي" إلى ما بعد المرحلة الأولى من ولايته فرصةً له كي يصرف اهتمامه إلى قضايا أخرى يراها مهمة مثل لقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن، والتطبيع مع السعودية.
حيث يخطط نتنياهو لعامين "من الهدوء"، وذلك من خلال تسوية أحادية الجانب مع المعارضة، بما يشمل قبول خطة الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، التي تتضمن تجميد كل التشريعات المثيرة للجدل تقريباً، بما يضمن له مخرجاً مؤقتاً في الوقت الحاضر من معركة ما يسمى بـ"الإصلاح القضائي".
بحسب صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية، فإن نتنياهو "راضٍ كل الرضا" عن تبني عرض التسوية الذي قدَّمه هرتسوغ لزعماء المعارضة والمتظاهرين.
ويرى نتنياهو أن هذا العرض يمنح كل طرف من أطراف النزاع ما يريده، فالمعارضة ستحصل على إرجاء طويل لتشريعات الإصلاح القضائي التي تعترض عليها، ووزير العدل ياريف ليفين وغيره من المؤيدين المتعصبين لتشريعات الإصلاح في الائتلاف الحكومي سيكون لهم حق النقض على لجنة اختيار القضاة، بمقتضى القانون الذي ستقره الحكومة، ويتضمن حق البرلمان في اختيار رئيس المحكمة العليا، ثم يمكنهم العودة لفرض المزيد من التشريعات لاحقاً.
وهكذا، عمد نتنياهو خلال الأيام الأخيرة إلى صياغة استراتيجية من شأنها تقسيم مدة ولايته إلى مرحلتين؛ الأولى، تستغرق عاماً أو أكثر بقليل، وتشهد تعليق الإصلاح القضائي (ما عدا تغييرات لجنة الاختيار القضائي)، وتمضي فيها الحكومة قدماً إلى إقرار تشريعات معينة، حتى لو لم توافق المعارضة عليها أو تساهم فيها، وإرجاء البقية.
أما المرحلة الثانية، فتستغرق العامين المتبقيين من ولايته (أو عاماً ونصف إذا انهارت الحكومة، ودُعي إلى انتخابات مبكرة)، ويسعى في هذه المرحلة إلى إقرار تعديلات الإصلاح القضائي بكل ما أوتي من قوة.
ولا يرى نتنياهو تناقضاً بين هاتين المرحلتين من ولايته، وإنما أمر تقتضيه الضرورة، فهو يرى أن خطة الإصلاح القضائي تخللها عند الإعلان عنها بعض العيوب التي سمحت لقوى اليسار بتعبئة المعارضة والجماهير باستعمال التصريحات الرنانة والعاطفية، وقطعِ الطريق على جميع الأهداف السياسية الأخرى للحكومة، بحسب الصحيفة ذاتها.
وأضافت الصحيفة أن نتنياهو لم يكن يريد أن يكون الوضع على هذا النحو بعد نحو 8 أشهر من تشكيل الحكومة، فهو لديه مشاغل كبرى في برنامج أعماله، منها مقابلة الرئيس الأمريكي بايدن؛ ووضع اللمسات الأخيرة على صفقة التطبيع مع السعودية؛ علاوة على تعزيز الاقتصاد الإسرائيلي، والتعامل مع الاحتياجات الأمنية الملحة في مواجهة المقاومة الفلسطينية.
يريد نتنياهو أن يختفي كل الضجيج الحاضر في الخلفية لإنجاز كل هذه الأمور، ولأجل ذلك فهو مستعد لأن يمنح المعارضة تأجيلاً طويلاً إلى حدٍّ ما لخطة الإصلاح القضائي، بل حتى تشريع قانون يمنع عزل المدعي العام خلال هذه المدة. وهو يرى أن هذا العرض كافٍ لتهدئة مخاوف اليسار.