متابعة صدى نيوز - تعرّض الرئيس الفلسطيني محمود عباس لانتقادات أوروبية والمانية، امس الخميس،   بسبب تصريح أدلى به قبل أسبوعين  واعتبر فيه أنّ المحرقة التي راح ضحيّتها ملايين اليهود في أوروبا على أيدي النازيين كان سببها "دورهم الاجتماعي وليس ديانتهم".

وفي الرابع والعشرين من الشهر الماضي، قال الرئيس عباس أمام المجلس الثوري لحركة فتح خلال اجتماع في رام الله: "يقولون إنّ (أدولف) هتلر قتل اليهود لأنّهم يهود، وإنّ أوروبا كرهت اليهود لأنّهم يهود".

وأضاف: "هذا ليس صحيحاً"، معتبراً أنّ الأوروبيين "قاتلوا (اليهود) بسبب دورهم الاجتماعي، وبسبب الربا والمال، وليس بسبب دينهم".

تنديد ألماني وأوروبي

وقوبلت من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. إذ دعت ديبورا ليبستادت، المبعوثة الأمريكية الخاصة لشؤون مراقبة ومكافحة معاداة السامية، إلى تقديم اعتذار على الفور عما قالت إنها "تصريحات كراهية ومعاداة للسامية" من عباس.

كما أثار التصريح وفق متابعة صدى نيوز تنديداً أوروبياً شديد اللهجة، إذ قال متحدّث باسم الاتّحاد الأوروبي إنّ "الخطاب... يحتوي على تصريحات كاذبة ومضلّلة بشكل صارخ حول اليهود ومعاداة السامية". وأضاف في بيان أنّ "مثل هذه التشويهات التاريخية تحريضية ومسيئة للغاية".

واعتبر المتحدث في بيانه أنّ   تصريحات الرئيس الفلسطيني  "تقلّل من شأن المحرقة وبالتالي تغذّي معاداة السامية وتشكّل إهانة للملايين الذين راحوا ضحايا المحرقة وعائلاتهم".

وأضاف أن "مثل هذه التشوهات التاريخية مثيرة للغضب ومسيئة بشدة ولن تتمخض إلا عن تفاقم التوترات في المنطقة ولن تخدم مصالح أحد... إنها تخدم مصلحة الذين لا يريدون حل قيام دولتين الذي دافع عنه الرئيس عباس مرارا".

والاتحاد الأوروبي هو أحد المانحين الرئيسيين للسلطة الفلسطينية.

ووصفت وزارة الخارجية الألمانية  تصريحات الرئسيس عباس  بـ"الفظيعة والمروّعة".  وقال مسؤول في الوزارة إنّ التصريحات تساهم في "نشر نظريات المؤامرة وتشويه التاريخ، ويتعارض مع كلّ الجهود المبذولة لقول الحقيقة".

اقرأ أيضا: إدارة بايدن تُطالب الرئيس عباس بالاعتذار

بدورها، ندّدت الممثّلية الألمانية في رام لله "بشدّة" بتصريحات تصريحات الرئيس عباس بشأن اليهود والمحرقة.

وقالت في تغريدة لها على تويتر حسب ترجمة صدى نيوز: "التاريخ واضح: تم محو ملايين الأرواح، ولا يمكن اعتبار هذا أمرا نسبيا،  ونحن نسعى جاهدين لتعزيز ذكرى كريمة ودقيقة للضحايا".

وكان الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة قال إن ما نشر على لسان الرئيس محمود عباس في برنامج تلفزيوني حول المسألة اليهودية كان اقتباسا من كتابات لمؤرخين وكتاب يهود وأميركيين وغيرهم، ولا يعتبر إنكارا بأي شكل من الأشكال للمحرقة النازية.

وأكد أبو ردينة أن موقف الرئيس محمود عباس من هذا الموضوع واضح وموثق، وهو الإدانة الكاملة للمحرقة النازية ورفض معاداة السامية.

وقال: ونحن نعبر عن استهجاننا وإدانتنا الشديدة لهذه الحملة المسعورة لمجرد اقتباسات لكتابات أكاديمية وتاريخية.