خاص صدى نيوز- علق رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس "بطريكية الروم الأرثوذكس بالقدس)، المطران عطاالله حنا، في حديث خاص أجراه مع وكالة صدى نيوز، على تصرفات المستوطنين المتطرفة بحق الكنائس والمسيحيين، قائلاً: "هذه العنصرية المقيتة هي ظاهرة خطيرة ومستنكرة، والكنائس المسيحية أصدرت بيانات ومواقف وناشدت وما زالت تناشد المرجعيات الحقوقية في سائر أرجاء العالم، ونتمنى ونطالب أن يكون هناك تحرك لوقف وردع هذه العنصرية التي تستهدفنا كمسيحيين كما تستهدف كل الشعب الفلسطيني".
وأضاف: "هذه الاستفزازت والممارسات العنصرية بحق المسيحيين إنما تندرج في إطار سياسة ممنهجة تستهدف كل الشعب الفلسطيني بكافة مكوناته، فأولئك الذين يقتحمون الأقصى ويستهدفون المقدسات والأوقاف الإسلامية، هم ذاتهم الذين يستهدفون أوقافنا ومقدساتنا المسيحية، وهم الذين يبصقون علينا ويشتموننا، ويشتمون الرموز الدينية المسيحية والزوار المسحيين ورجال الدين المسيحين من آباء ورهبان.
وأكد أن "هذه العنصرية ليست حديثة العهد بل منذ سنوات طويلة، وأنا شخصياً تعرضت وغيري من رجال الدين لهذه الاستفزازات".
ولفت إلى أن هذه الاستفزازات تحدث منذ سنوات لكن الذي تغير الآن هو إمكانية توثيق هذه الممارسات مع وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الحديثة، أصبحت هذه اللحظات تسجل وتوثق وتنشر.
وأضاف: "أكرر أن ما تشاهدونه اليوم على السوشال ميديا من بصق وإهانة للمسيحيين ليس بشيء جديد، هذا تقليد وممارسة وعادة موجودة عند المتطرفين المتزمتين العنصرين منذ سنوات طويلة، ولكن مع وجود الجوالات أصبح التوثيق موجود وينتشر والعالم يراه".
وقال المطران عطاالله لصدى نيوز: "هذه الظاهرة العنصرية موجودة نلمهسا جميعاً، ونؤكد للجميع أننا موجودون وهذا وطننا وهذه قدسنا ومقدساتنا، ولن نرضخ للعنصرية والعنصريين وسنبقى محافظين على رموزنا الوطنية والدينية".
مصدر مسيحي رفيع: تحركات على أعلى مستويات
وفي ذات السياق، أكد مصدر مسيحي رفيع، في حديثه مع وكالة صدى نيوز أن رؤساء الطوائف المسيحية في فلسطين تحركوا على أعلى المستويات وقدموا شكاوى وتوجهوا للسفارات الأجنبية التي رفعت بدورها احتجاجات شديدة اللهجة لخارجية الاحتلال الإسرائيلي، ضد الاعتداءات التي يتعرض لها المسيحيون والكنائس من قبل اليهود المتشددين والمستوطنين في القدس المحتلة وإسرائيل والتي تكررت خاصة في الفترة الأخيرة، كـ"البصق".
وأكد أنهم سيتابعون هذه الاحتجاجات عن طريق الفاتيكان والقاصد الرسولي، خصوصا أن ما يجري يمس بالعقيدة وبالسياح أيضاً.
وأكمل: "ليست المرة الأولى التي يحدث بها تحرك من هذا النوع، وسبق وأن وصلت القضية للرؤساء الأمريكيين السابقين كبوش وأوباما وكلينتون ولم يحدث شيء".
وأضاف:" الحكومة الإسرائيلية تقول إنها ترفض هذه التصرفات، ولكن طالما ترفضها لماذا لا تعاقب مرتكبيها، فعند وجود العقاب سيكون هناك ردع".
وتابع: " في دينهم ومعتقدهم هذا الشيء موجود وهو جزء من تراثهم ازدراء الآخر".
وأضاف:"رغم هذه التحركات، أتصور أنه لن يحدث أي قرار يردع أو يمنع هذه التصرفات".
وعلق المصدر على ما أوردته القناة 12 العبرية، اليوم الأربعاء، حول رفض السلطات الإسرائيلية طلباً تقدم به رؤساء الطائفة المسيحية لتأمين الكنائس في القدس وحيفا، في أعقاب المضايقات المستمرة من المستوطنين ضد المسيحيين في القدس و"البصق عليهم"، قائلاً: "دائماً يرفضون وليس بالأمر الجديد".
وتابع: "هم لا يحبون الكنائس ويتمنون أن تغور تحت الأرض وكذلك الحال بالنسبة للمسيحيين".
وكانت القناة 12 العبرية قد قالت إن: "رجال الدين المسيحيين حذروا من انجرار الشباب المسيحي إلى ردود فعل مضادة".
العليا لشؤون الكنائس ترفض تصريحات "بن غفير"
وعلى الصعيد ذاته، أدانت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، التصريحات المتطرفة والعنصرية لما يعرف باسم وزير الامن القومي الاسرائيلي العنصري ايتمار بن غفير، حول اعتداء المستوطنين وأطفالهم على بعض الحجاج خلال مرورهم في طريق الالام بالبلدة القديمة بالقدس المحتلة، حيث قال ” هذا تقليد من الطبيعي ممارسته، وهو ليس مخالفة”
وقالت اللجنة الرئاسية في بيان صدر عن رئيسها عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية دكتور رمزي خوري: "إن تصريحات بن غفير ليست بمجرد كلمات عابرة، وانما تهديد حقيقي على حياة المسيحيين، وسيكون له نتائج خطيرة وغير متوقعة، حيث أصبحت الممارسات العنصرية والمتطرفة تمارس بشكل علني تجاه كل ما هو غير يهودي، وهذا انعكاس طبيعي لحكومة ترعى ممارسة الارهاب تجاه الفلسطينيين".
وحذر خوري من تصاعد وخطورة الاعتداءات التي يتعرض لها المسيحيون والمسلمون في ازقة البلد القديمة من قبل قطعان المستوطنين، ومن الممكن أن تتحول الى حالات اعتداء جسدي او بالقتل، مطالبا المجتمع الدولي وكنائس العالم بالتحرك الفوري والعاجل لوقف كافة اشكال التطرف التي يمارسها المستوطنيين وتحت حماية الشرطة الاسرائيلية.