خاص اقتصاد صدى - سجلت مؤشرات الذهب في السوق الفلسطيني، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تراجعاً بنسبة 55 % على صعيد الكميات والايرادات.

وسجلت كميات الذهب الواردة لمديرية المعادن الثمينة خلال فترة الحرب 7-17اكتوبر/ تشرين الأول مقارنة مع ذات الفترة من الشهر الماضي انخفاضاً من نصف طن ذهب الى 220كغم تقريبا كما انخفضت الإيرادات بنسبة 65 % والتي وصلت مبلغ 189 ألف شيكل هبوطا من نصف مليون شيكل.

وارجع مدير عام مديرية المعادن الثمينة عادل عزوني لاقتصاد صدى هذا الانخفاض إلى تداعيات الحرب الإسرائيلية على مجمل مكونات الاقتصاد الفلسطيني، وإجراءات الاحتلال بمنع حركة تنقل الأفراد والبضائع بين المدن، علاوة على إغلاق المعابر والحواجز أمام الحركة التجارية.

وأضاف "لم يستطع تجار المصوغات الذهبية من توريد السبائك للسوق الفلسطيني، نتيجة إغلاق المعابر، وحاليا تجرى عمليات الدمغ حسب حاجة السوق المحلي، خاصة أن المناسبات والمظاهر الاجتماعية متوقفة.

واعتبر عزوني أن تقييد حركة فلسطيني 48 من الدخول إلى سوق الضفة الغربية انعكس سلبا على مؤشرات الحركة الشرائية في السوق بشكل عام والذهب بشكل خاص، كونه يعد من أحد روافد الطلب بالنسبة لهم".

وتوقع عزوني أن نشهد انخفاضا إضافيا في كميات دمغ الذهب حال استمرار الحرب الإسرائيلية، وما يرافقها من تداعيات على طلب المصوغات الذهبية، في ظل تراجع أولويات واحتياجات المواطنين، وغياب اليقين لما ستؤول إليه الأمور "

وتوقع رئيس الاتحاد الفلسطيني العام للمعادن الثمينينة محمد غازي الحرباوي لاقتصاد صدى ان تشهد عملية تداول الذهب في السوق مزيدا من الانخفاضات، في ظل استمرار الحرب مع الاشارة الى ان حركة نقل وتوزيع الذهب في السوق شبه متوقفة بسب الاغلاقات الاسرائيلية.

 وأضاف" ان المصانع العاملة في مجال تصنيع الذهب تعمل بالحد الادنى من طاقتها الانتاجية،  وتوجه اشكالية كبيرة في ادخال الذهب الخام بعد اغلاق المعابر  الاسرائيلية، علاوة على ان سعر   اونصة الذهب في السوق الفلسيطني ارتفع بمبلغ 100 دولار عن المعدل الطبيعي نتجية  هذه التداعيات".

واشار الحرباوي الى التراجع الحاد في القدرة الشرائية للذهب في ظل المخاوف من استمرار الحرب وتداعياتها على السوق،  لافتاً الى ان الذهب يعد الملاذ الامن في ظل التقلبات والازمات الا ان الحركة النقدية في السوق غير مستقرة مما تنعكس سلباً على الاستثمار في الذهب.

وقال ريكاردو إيفانجليستا كبير المحللين في أكتيف تريدز في تصريحات صحفية" إن التصعيد في الشرق الأوسط "يدفع بالتأكيد جزءا على الأقل من الطلب نحو الذهب".

وأضاف" أن وجهة النظر بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي ربما وصل إلى ذروة تشديد السياسة النقدية يدعم أيضا المعنويات حيال الذهب.

وارتفعت أسعار الذهب عالما واحدا بالمئة، في تداولات امس الاربعاء، بعدما زادت وتيرة التصعيد في غزة من مخاوف تصاعد الصراع في الشرق الأوسط، ودفع المستثمرين إلى الاستثمار في أصول الملاذ الآمن، حيث ارتفعت أسعار الذهب نحو 100 دولار منذ بدء الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة.

ودمغت مديرية المعادن الثمينة خلال شهر ايلول الماضي 1.25 طن، في حين بلغت إيراداتها جراء عملية دمغ المصوغات الذهبية والتي تحمل الدمغة الفلسطينية "قبة الصخرة" 1.4 مليون شيكل تقريبا.

ويُدمغ سنويا ما معدله 10 أطنان من المصوغات الذهبية، ويعمل في صناعة وبيع المعادن الثمينة نحو 577 مصنعا ومحلا تشغل نحو 3 آلاف عامل.