رام الله - صدى نيوز - جاءت التغييرات الداخلية في السعودية لافتة وضخمة، وشهدت إقبالا كبيرا من الشباب السعودي عليها ممزوجا بالخوف من الأزمة الاقتصادية التي تضرب البلاد.
ويحكي مراسل صحيفة "الإندبندنت" البريطانية في السعودية، قائلا: "على طاولة توجد أربع شابات يدخنن الأرجيلة بالتفاح، وعلى طاولة أخرى تلتقي مجموعة من الشباب، وهو مشهد لم يكن مألوفاً في السعودية إلى وقت قريب".
يقول رجل أعمال سعودي بارز، طلب عدم ذكر اسمه، إن المرأة السعودية ستحصل على الحريات، هن بالفعل حصلن على المزيد من الحريات إلا أن آباءهن وإخوانهن أصبحوا أكثر فقرا.
وشهدت الفترة الأخيرة إصدار أكثر من مرسوم ملكي، كان أبرزها السماح للمرأة بقيادة السيارة.
وتقول فتاة سعودية تدعى فايزة وتبلغ من العمر 19 عاما، بدأت العمل في متجر لبيع الملابس النسائية: "بدأت حياتي تختلف، وفرصي ستكون أفضل من فرص والدتي. لقد حان الوقت لتحصل المرأة السعودية على حقوقها".
ودشن محمد ابن سلمان ولي العهد، والبالغ من العمر 32 عاما، رؤية 2030 التي قال إنها ستفتح السعودية أمام العالم الحديث، مع وعد منه بعودة بلاده للإسلام المعتدل.
ويقول محمد الرشودي، الأستاذ في جامعة الرياض إن الكثير من وعود التغيير كانت تقال سابقا إلا أنها لم تتحقق، واليوم هناك تغييرات جيدة، لكنه يعتقد أن هذه الحريات ليست الشغل الشاغل للسعوديين في الوقت الحاضر، كون الكثير منهم يشعر بالقلق من الوضع الاقتصادي.
وارتفع مستوى البطالة في السعودية بشكل كبير ليصل إلى 12.8% العام الماضي، كما طبقت السعودية ضريبة القيمة المضافة بنسبة 5% اعتبارا من مطلع العام الجاري.
وبدأت المملكة الإلغاء التدريجي لدعمها للوقود، حتى مع السماح للمرأة بقيادة السيارة فإن عملية تعبئة خزان الوقود باتت اليوم مكلفة ماديا وليست كما كانت عليه في السابق، في ظل وجود ندرة كبيرة في الوظائف.
ويضيف مراسل الصحيفة البريطانية: "يمكنك في جدة أن تجد مجموعة من النساء يتجولن في الأماكن العامة من دون الرجال، كما أن هناك الكثير من البيئات المختلطة والعباءات النسائية بألوان أخرى غير الأسود، كما يمكنك أن ترى نساء لا يرتدين الحجاب".
وترى الصحيفة أن محمد ابن سلمان، يمتلك تصورا بشأن السعودية يقوم على مبدأ تقليص صلاحيات المؤسسة الدينية.
ولكن مع كل تلك الإصلاحات، يجد الشباب السعودي أن فرص العمل تتقلص، والحياة التي كان عليها المجتمع السعودي لم تعد كما كانت.