صدى نيوز -كشف الصحفي الأمريكي الشهير توماس فريدمان أن الوضع العام في إسرائيل اليوم يختلف كليا عما كان عليه الأمر في السابق.
وأضاف فريدمان في مقاله الأسبوعي بصحيفة نيويورك تايمز أن الأشخاص الذين حذروه من المجيء لإسرائيل قبل بضعة أيام كانوا على حق، موضحا أنه بعد وصوله أدرك أن الكثير من الأشياء تغيرت وأن إسرائيل تواجه 3 أخطار حقيقية لم تواجهها منذ عام 1948 وهي:
أولًا، اعتبر فريدمان أن إسرائيل تواجه تهديدات حقيقة من مجموعة من الخصوم الذين يجمعون بين وجهات النظر الدينية وقوى أخرى مسلحة تنتمي للقرن الحادي والعشرين.
وأضاف فريدمان أن خصوم إسرائيل اليوم لم يعودوا مجرد مليشيا صغيرة، بل أصبحوا جيوشا حديثة تضم ألوية وكتائب ومقدرات إلكترونية وصواريخ طويلة المدى وطائرات مسيّرة ومعدات عسكرية متطورة جدا.
وتابع “أنا أتحدث عن حماس المدعومة من قبل إيران وحزب الله والمليشيا في العراق والحوثيين في اليمن والآن نجد أن فلاديمير بوتين هو الآخر يحتضن حماس علنًا”.
وشدد فريدمان على أن التحولات الأخيرة في المنطقة جعلت من هؤلاء الخصوم خطرا حقيقيا يتهدد إسرائيل وينذر بحرب شاملة في المنطقة.
واستغرب فريدمان تنامي معدل الإسرائيليين الذين يشعرون بالخطر على المستوى الشخصي، مؤكدا أن حماس نجحت في زرع الخوف في قلوب العديد من الإسرائيليين الذين يعيشون بعيدًا عن حدود غزة.
أما الخطر الثاني في رأي فريدمان، فيتمثل في أن الحرب البرية والقتال في الشوارع والأزقة قد يؤدي إلى سقوط آلاف الضحايا من الأطفال والنساء في غزة.
وقال إن الرئيس الأمريكي جو بايدن لا يمكنه الاستمرار في تقديم الدعم لإسرائيل إلا إذا كانت إسرائيل مستعدة للانخراط في نوع من المبادرات الدبلوماسية المرتبطة بزمن الحرب، التي يمكنها أن تناقش شكلا من أشكال التسوية السياسية وحل الدولتين إذا تمكن المسؤولون الفلسطينيون من توحيد بيتهم السياسي وتنظيمه.
وكشف فريدمان أن الخطر الثالث الذي يهدد إسرائيل يتمثل في أن لديها “أسوأ زعيم في تاريخها وربما في التاريخ اليهودي كله”.
وعبر فريدمان عن اندهاشه من الطريقة التي يواصل بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وضع مصالحه الشخصية والتمسك بدعم قاعدته اليمينية المتطرفة على حساب التضامن الوطني أو القيام ببعض المبادرات التي يحتاج إليها بايدن من أجل تزويد إسرائيل بالموارد التي تحتاج إليها لهزيمة حماس.
وشدد فريدمان على أن بايدن لا يمكنه أن يساعد إسرائيل على بناء تحالفات قوية مع الشركاء الأمريكيين والأوروبيين والعرب المعتدلين، إذا ما ظل نتنياهو متمسكا بهزيمة حماس والعمل في نفس الوقت على توسيع المستوطنات وضم الضفة الغربية، لتحقيق فكرة دولة التفوق اليهودي.