رام الله - صدى نيوز - أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عاصفة سياسية بإقالته مدير مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) جيمس كومي، الذي كان يقود التحقيق الذي تجريه وكالته في مزاعم التدخل الروسي في حملة انتخابات الرئاسة الأميركية العام الماضي والتواطؤ المحتمل مع حملة ترامب.
وقال ترامب إن الخطوة، التي كان لها وقع الصدمة في واشنطن، جاءت نتيجة للطريقة التي تعامل بها كومي مع فضيحة تتعلق برسائل إلكترونية شملت المرشحة الديمقراطية للرئاسة في ذلك الوقت هيلاري كلينتون. وسارع الديمقراطيون باتهام ترامب بوجود دوافع سياسية وراء قراره إقالة كومي.
وأثار كومي الجدل بشأن موقفه من تحقيق في استخدام كلينتون بريدها الإلكتروني الخاص خلال عملها وزيرة للخارجية. وأوضح مكتب (إف.بي.آي)، التصريحات التي أدلى بها كومي بشأن المسألة الأسبوع الماضي.
وقال ترامب في رسالة إلى كومي نشرها البيت الأبيض "من الضروري أن نجد زعامة جديدة لمكتب التحقيقات الاتحادي تستعيد الثقة العامة في مهمتها الحيوية لإنفاذ القانون".
وأبلغ ترامب كومي في الرسالة أنه قبل توصية وزير العدل جيف سيشنز، بأنه لم يعد يمثل قيادة فعالة. وكانت فترة كومي ستستمر حتى أيلول 2023. وكان سيشنز مستشارا لحملة ترامب قبل أن يختاره الرئيس لقيادة وزارة العدل.
وندد الديمقراطيون بتحرك ترامب وشبهه البعض "بمذبحة ليل السبت" عام 1973 التي أقال فيها الرئيس ريتشارد نيكسون، مدعيا خاصا مستقلا يحقق في فضيحة ووترجيت.
وقال جون كونيرز، العضو الديمقراطي البارز في لجنة الشؤون القضائية بمجلس النواب "الإجراء الذي اتخذه الرئيس ترامب اليوم يزيل تماما أي مظهر من مظاهر التحقيق المستقل في المحاولات الروسية للتأثير على انتخاباتنا ويضع أمتنا على شفا أزمة دستورية".
وجدد كونيرز وديمقراطيون آخرون دعوتهم لتولي لجنة مستقلة أو مدع خاص التحقيق في التأثير الروسي في انتخابات 2016.
تداعيات رسائل البريد الإلكتروني
وسبق أن انتقد ترامب مدير مكتب (إف.بي.آي)، لعدم ملاحقة كلينتون قضائيا في يوليو تموز الماضي، لكنه كال له المديح لاحقا.
وقال كومي في تموز إن قضية البريد الإلكتروني الخاص بكلينتون يجب إغلاقها من دون ملاحقة قضائية، لكنه أعلن قبل 11 يوما من انتخابات الثامن من تشرين الأول، أنه أعاد فتح التحقيق لاكتشاف مجموعة جديدة من الرسائل الإلكترونية المتعلقة بها.
وتعبر كلينتون وديمقراطيون آخرون عن اعتقادهم بأن قرار كومي أسهم في خسارتها للانتخابات.
وأصدر البيت الأبيض مذكرة لنائب وزير العدل رود روزنشتاين، حملت تبرير الإدارة لإقالة كومي.
وكتب روزنشتاين "لا أستطيع الدفاع عن تعامل المدير مع ما خلص إليه التحقيق في الرسائل الإلكترونية للوزيرة كلينتون ولا أفهم رفضه قبول الحكم...بأنه أخطأ".
وتوجه السناتور الديمقراطي ويب ديك دوربين إلى المجلس، يوم الثلاثاء، لحث البيت الأبيض على توضيح ما إذا كان التحقيق الذي يجريه مكتب التحقيقات الاتحادي في التدخل الروسي في الحملة الرئاسية سيستمر بعد إقالة كومي.
وقال "أي محاولة لوقف أو تقويض تحقيق مكتب التحقيقات الاتحادي سيثير قضايا دستورية خطيرة. ننتظر توضيحا من البيت الأبيض في أسرع وقت ممكن بخصوص ما إذا كان التحقيق سيستمر".
وقال ترامب في رسالته لكومي "في حين أني أقدر بشدة إبلاغك لي في ثلاث مناسبات منفصلة أنني لست قيد التحقيق، فإنني على الرغم من ذلك اتفق مع تقدير وزارة العدل أنك لست قادرا على قيادة المكتب بفاعلية".