صدى نيوز: قالت الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيجاد) التي تشارك في جهود الوساطة بشأن الحرب في السودان، في بيان لها يوم الأحد 10 ديسمبر/كانون الأول 2023، إنها حصلت على التزام من الطرفين المتحاربين بتنفيذ وقف لإطلاق النار وإجراء حوار سياسي، من خلال لقاء مرتقب بين قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، يهدف إلى حل الصراع.
ولم يصدر تعليق فوري من قوات الدعم السريع شبه العسكرية، لكن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، اشترط إقرار وقف دائم لإطلاق النار في السودان، وخروج "قوات الدعم السريع" من الخرطوم، قبل لقاء قائد قوات الدعم محمد حمدان حميدتي.
جاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية السودانية، اطلعت عليه الأناضول، رداً على البيان الختامي لقمة الهيئة الحكومية للتنمية "إيجاد" الـ41 في جيبوتي، التي بحثت الأزمة السودانية.
البرهان ودقلو يوافقان على اللقاء
ذكرت إيجاد في بيان أن رئيسها الحالي اتفق مع قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان خلال محادثات في جيبوتي السبت، على عقد اجتماع مباشر مع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو.
وأضاف البيان أن دقلو، المعروف على نطاق واسع باسم حميدتي، وافق في اتصال هاتفي أيضاً على اقتراح وقف إطلاق النار والاجتماع مع البرهان.
وقال ألكسيس محمد، مستشار رئيس جيبوتي، إن البرهان وحميدتي قبلا مبدأ الاجتماع خلال 15 يوماً من أجل تمهيد الطريق لسلسلة من إجراءات بناء الثقة بين الطرفين تؤدي إلى إطلاق عملية سياسية.
وفي وقت سابق اتهم البرهان في خطاب ألقاه أمام اجتماع جيبوتي قوات الدعم السريع بشن هجمات همجية، لكنه قال إن الجيش لم يغلق الباب أمام التوصل إلى حل سلمي.
وألقى حميدتي، الذي لا يُعرف مكان وجوده، كلمة عن بعد أمام اجتماع إيجاد حمَّل فيها الموالين للرئيس السابق عمر البشير الذين يتمتعون بنفوذ داخل الجيش مسؤولية اندلاع هذه الحرب، ودعا إلى إصلاح الجيش وتشكيل حكومة مدنية.
واندلعت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع بسبب خطة مدعومة دولياً لدمج القوات شبه العسكرية في الجيش وإطلاق عملية انتقالية تفضي إلى إجراء الانتخابات.
تقاسم السلطة بين الجيش وقوات الدعم
فيما تقاسم الجيش وقوات الدعم السريع السلطة بعد الإطاحة بالبشير خلال انتفاضة شعبية في عام 2019. وقبل قتالهما نفذا معاً انقلاباً في عام 2021 أنهى جهوداً من أجل دفع السودان نحو الديمقراطية.
وقالت الولايات المتحدة يوم الجمعة، إنها توصلت رسمياً إلى أن طرفي الصراع ارتكبا جرائم حرب.
وردت قوات الدعم السريع على ذلك في بيان اليوم نفت فيه قيامها بعمليات تطهير عرقي في دارفور، كما نفت مسؤوليتها عن وقائع العنف الجنسي. ونفى الجيش أيضاً الاتهامات الموجهة إليه.
فيما سبق أن تعثرت المحادثات التي تجرى بوساطة سعودية وأمريكية بين طرفي الصراع في السودان، وواصل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية القتال الذي تسبب في أزمة إنسانية كبيرة.
وقوض عدم إحراز تقدم في المحادثات في مدينة جدة السعودية آمال التوصل لحل للصراع الذي تسبب في تشريد أكثر من 6.5 مليون شخص داخل وخارج السودان، وقوّض الاقتصاد وأدى لمذابح على أساس عرقي في دارفور.
وصعّد الجيش السوداني نبرته، ويقول السكان إنه كثف ضرباته الجوية في العاصمة الخرطوم، بينما توغلت قوات الدعم السريع شبه العسكرية في منطقتي دارفور وكردفان.
وتم تعليق محادثات جدة في يونيو/حزيران ثم استؤنفت في أكتوبر/تشرين الأول. وذكرت مصادر سودانية مشاركة في المحادثات أن الطرفين اجتمعا قبل أيام دون التوصل لاتفاق جديد بعد فشل تحقق أهداف الالتزام بنبرة هادئة والقبض على رجال البشير وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية.
وقالت المصادر إن ممثلي الجانبين، الذين لم يجتمعوا وجهاً لوجه، ظلوا مختلفين بخصوص احتلال قوات الدعم السريع لمعظم أنحاء الخرطوم. وذكروا أن الجيش يطالب قوات الدعم السريع بالانسحاب إلى قواعد معينة ورفض اقتراحاً مقابلاً من القوات بمغادرة منازل المدنيين وإقامة نقاط تفتيش في أنحاء المدينة.
البرهان يقدم شروطه
كانت الخارجية السودانية، الأحد، قد أعلنت تحفظها على مسودة البيان الختامي لقمة قادة ورؤساء حكومات (إيجاد) الـ41، التي عقدت السبت في جيبوتي.
وأفادت وزارة الخارجية في بيان بأن "رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان اشترط لعقد مثل هذا اللقاء إقرار وقف دائم لإطلاق النار، وخروج قوات التمرد من العاصمة وتجميعها في مناطق خارجها".
وأشارت إلى أنه "نسبة لضيق الوقت لم تتمكن سكرتارية إيجاد من إعداد مسودة البيان الختامي باسم رؤساء الدول والحكومات في القمة 41 بجيبوتي حتى وقت متأخر من مساء السبت".
وأضافت: "أعلنت سكرتارية إيجاد أن المسودة سترسل في نفس الليلة للدول الأعضاء للموافقة عليها، ليصدر البيان الختامي اليوم الأحد، لكن لم ترسل مسودة البيان إلا صباح اليوم".
وتابعت: "فور تسلم مسودة البيان أبلغ السودان سكرتارية إيجاد أن لديه ملاحظات وتحفظات جوهرية على المسودة، حيث لاحظ وفد السودان أن هناك فقرات أقحمت في المسودة دون مسوغ، فضلاً عن الصياغة المعيبة لما اتفق عليه في بعض المسائل المهمة".
وأشارت إلى أن "هناك مخالفة صريحة لما يحتمه النظام الأساسي من صدور القرارات بالتوافق بين الأعضاء، حيث سارعت السكرتارية بإصدار بيان ختامي دون تضمين الملاحظات والتحفظات التي قدمها وفد السودان".
وأردفت: "السودان لا يعتبر هذا البيان يمثل ما خرجت به القمة، وأنه غير معني به حتى تقوم رئاسة إيجاد وسكرتاريتها بتصحيح ذلك". وذكرت أن الملاحظات تضمنت عدداً من النقاط بينها: "حذف الإشارة إلى مشاركة وزير الدولة بوزارة خارجية الإمارات في القمة، إذ إن ذلك لم يحدث".
ونبهت إلى أن الملاحظات تضمّنت طلب حذف الإشارة إلى "عقد رؤساء إيجاد مشاورات مع وفد ميليشيا الدعم السريع، وهذا يجافي الحقيقية، إذ إن رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني وهو أحد رؤساء إيجاد لم يشارك أو يسمع بالمشاورات مع ممثلي التمرد".
وشددت على ضرورة "تصحيح ما ورد بشأن موافقة رئيس مجلس السيادة الانتقالي على لقاء قائد التمرد (قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو)".
وتابع البيان: "رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان اشترط لعقد مثل هذا اللقاء إقرار وقف دائم لإطلاق النار، وخروج قوات التمرد من العاصمة وتجميعها في مناطق خارجها". واستطردت: "بما أن أياً من هذه الملاحظات لم يتم الأخذ بها، فإن البيان يفتقد للتوافق؛ وهو بالتالي لا يعتبر وثيقة قانونية من إيجاد".