صدى نيوز - قال رئيس الوزراء د.محمد اشتية في مستهل جلسة الحكومة الأسبوعية: "إن وضع المستوطنين على قوائم الإرهاب مهم، ومنع دخول المستوطنين إلى دول أوروبا، ومنعهم الحصول على فيزا للولايات المتحدة مهم، لكن أطالب أن يتم سحب الجنسيات الأوروبية، والأمريكية، والروسية من المستوطنين ذوي الجنسيات المزدوجة، إن مثل هذا الإجراء هو عملي وممكن، ويرسل رسالة شخصية لكل مستوطن أن وجوده هنا غير شرعي، وأطالب المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية بإنشاء قاعدة بيانات بأسماء المستوطنين لأن وجودهم غير شرعي، وغير قانوني أيضا لغرض محاكمتهم".

وأضاف: "نحن ندين كل من يشجع إسرائيل على الاستمرار في القتل، نراقب سياسة الولايات المتحدة التي تشوبها الفوضى، والمرتبكة دوليا والمؤيدة لإسرائيل، تقول إنها ضد قتل المدنيين لكنها تمنع قرارات في مجلس الأمن لوقف الحرب، هذا الدعم غير مشروط لإسرائيل دون أن تلتزم إسرائيل بقواعد القانون الدولي الإنساني".

وتابع:" "دخل العدوان على غزة الشهر الثالث، وتزداد بشاعة صور العدوان والقتل الجماعي. أكثر من 18 ألف شهيد، وأكثر من 50 ألف جريح، وأهلنا في غزة مشردون من بيوتهم، وهناك تجويع متعمد في كل مكان خاصة في شمال غزة، من ينجو من القصف يموت من الجوع، ومن ينجو من الجوع يموت جريحاً بلا علاج، لا مكان آمن في غزة، وإسرائيل دفعت الناس من الشمال إلى الجنوب بقوة السلاح، والآن القصف على مناطق جنوب غزة في خان يونس ودير البلح، ويجري دفع الناس جميعاً نحو رفح، حيث لا زالت هناك خطة التهجير على طاولة الإسرائيليين، نحيي مصر على موقفها ضد التهجير، الآن إسرائيل تجعل من غزة مكانا غير قابل للحياة، ولكن لا مكان لنا إلا وطننا وأرضنا، نحن منها ونحن لها".

 

وقال: إسرائيل تبحث عن حلول أمنية، هذا المنهج الذي تتبناه إسرائيل منذ 30 عاما لم ولن يجلب لها السلام، مرة تبحث عن إجراءات وحلول أمنية، ومرة تبحث عن سلام اقتصادي، ومرة تبحث عن سلام مقابل السلام، ومرة أخرى تبحث عن مال مقابل الهدوء، كل هذه الاستراتيجيات أثبتت فشلها، الأمن لا يجلب السلام، ولا الاقتصاد ولا غيره، الذي لم تجربه إسرائيل إن أرادت السلام هو انهاء الاحتلال الذي وقع على أرضنا، وشرد شعبنا، دون استعادة الفلسطيني لأرضه، لن تنعم إسرائيل بالسلام، على إسرائيل أن تفهم فقط أن الأرض مقابل السلام هو الحل، وإحقاق حقوق الشعب الفلسطيني هو الحل، والاعتراف بفلسطين هو الحل، ووقف القتل هو الحل.

‏‎وتابع: نظرية إسرائيل اليوم القائمة على اقتلوهم قبل أن يقتلوكم: هذا استمرار في الإجرام وأن شيطنة الفلسطيني هي لتبرير القتل، وأن الاتهامات التي توجه لشعبنا هي لخلق تعاطف مع المجرم على حساب الضحية، هذا لم يعد ينطلي على العالم، إسرائيل اليوم ظهرها مكشوف، وكذبها مكشوف، وجرائمها مكشوفة، أكثر من مئة دولة في العالم تطالب بوقف القتل والدمار والتشريد والتجويع، حان وقت العقوبات على إسرائيل لردعها عن جرائمها.

وأضاف: وهنا في الضفة الغربية أيضا جرائم يرتكبها الجيش والمستوطنون، وعمليات تخريب ممنهجة تقوم بها قوات الاحتلال للشوارع والبنية التحتية في المخيمات والمدن، وكان آخرها صباح اليوم في مخيم جنين، وقبلها مخيم الفارعة، ومخيمات نور شمس، وطولكرم، كذلك اعتقال النساء حيث اعتقلت الليلة ثلاث نساء في سلواد.

وقال: أود أن أقول لمن لا يعرف أن ثلاثة وزراء من هذه الحكومة موجودون اليوم في قطاع غزة منذ بداية العدوان، وهم يقدموا ما يستطيعوا من مساعدة لأهلنا هناك.

وتابع: تقدمت دولة قبرص الصديقة بمقترح لإنشاء كوريدور مائي لإيصال مساعدات إلى قطاع غزة، أود أن أوضح أننا نريد إيصال كل المساعدات الممكنة إلى أهلنا في قطاع، والمطلوب من إسرائيل فتح المعابر القائمة والمؤدية إلى قطاع غزة وعدم حصرها بمعبر رفح فقط، وبواخر لنقل الطعام والدواء تكون عبر الموانئ الموجودة وليس بعرض البحر، إن الذي يقلقنا أن تكون هذه البواخر للترحيل وقد أبلغنا قبرص الصديقة رفضنا لهذه الآلية رغم إدراكنا أن النوايا صادقة.

ولفت: نعمل مع الأخوة المصريين على معبر رفح لتسهيل خروج الجرحى للعلاج، وهناك غرفة عمليات مشتركة مع مصر من اليوم الأول للعدوان، وهناك فريق قنصلي من سفارتنا في القاهرة متواجد على معبر رفح لتسهيل أي إجراءات رسمية للجرحى ومرافقيهم، وهناك تعليمات واضحة من السيد الرئيس لسفارتنا في الدول التي سوف تستضيف جرحى أن تتجاوز كل الإجراءات البيروقراطية للتسهيل على أهلنا ومن أجل سلامتهم، وقد زرت أمس الأول الجرحى في الدوحة ورأيت معنوياتهم العالية، وقد قدمت لهم الدولة مشكورة كل اللازم من علاج ورعاية وغيره، وإنني على ثقة أن ما رأيناه في قطر هو ذات الحال في بقية الدول التي استضافت الجرحى  وذويهم.

وعن الأزمة المالية قال: تستمر إسرائيل في احتجاز أموالنا وتقوم بخصومات غير مبررة وغير قانونية هدفها فقط سياسي لعزل غزة عن بقية الأراضي الفلسطينية، نحن نرفض هذه الخصومات وهذه الإجراءات، وأنا أعلم أننا بحاجة إلى كل قرش لكم اخواني الموظفين ولأهلنا في قطاع غزة، أقول لكم باسم مجلس الوزراء: نحن جميعا أمام امتحان وحدة الموقف، وأود أن أحييكم على موقفكم المشرف في مواجهة إجراءات إسرائيل بالخصومات تجاه أهلنا، سواء كان تلك المتعلقة بالأسرى أو تلك المتعلقة بأهلنا في قطاع غزة، وسوف نستمر في بذل كل الممكن لتحصيل حقوقنا جميعا بما فيها أموالنا.

وقال: هذه الحكومة الإسرائيلية هي في حرب علينا جميعاً على شعبنا في غزة والشتات والضفة، على الإنسان، على الأرض، على المال، على الهوية والرواية، على السلطة وعلى المنظمة كونها عنوان الوطنية، وعنوان الدولة المستقلة، ووحدة الأرض، ووحدة العنوان الشرعي.