صدى نيوز - أكد تقريرٌ لصحيفة "هآرتس"، الأربعاء، أن مفاوضات صفقة التبادل بين إسرائيل وحماس مازالت "بعيدة كل البعد عن النضوج". يأتي ذلك بينما يواصل مسؤولون إسرائيليون التسريب لوسائل إعلام إسرائيلية ودولية حول جاهزية إسرائيل لعقد صفقة تبادل تشمل تنازلات كبيرة.

وبحسب صحيفة "هآرتس"، فإن إسرائيل تبالغ في الحديث عن مفاوضات صفقة تبادل، رغم أن المفاوضات لا تحقق أي تقدم، والهدف هو الإيحاء لعائلات الأسرى الإسرائيليين بأن رئيس الوزراء وشركاءه في الحكومة يبذلون كل ما في وسعهم للإفراج عن ذويهم الأسرى في أقرب وقت ممكن.

ونقلت عن مصدر مطلع على المفاوضات نفيه وجود أي مخطط تفصيلي حتى الآن، رغم عقد اجتماعين في دولة أوروبية بين رئيس الموساد ورئيس الوزراء القطري ورئيس CIA، إلا أن ما  هو صياغة نقطة تفاهم بين إسرائيل والوسطاء، لكن في الواقع الجميع ينتظر مقترحًا مفصلاً من حركة حماس. وقال مصدر آخر لـ"هآرتس"، إن القيادة السياسية الإسرائيليين تعلم أنه في ظل الضغط الأمريكي يجب أن ينتهي القتال داخل قطاع غزة في غضون ثلاثة أسابيع أو شهر، لكن هذه الفترة ستكون أقصر إذا تم الاتفاق على هدنة.

من جانبه، ديفيد أغناتيوس، المعلق في صحيفة "واشنطن بوست"، قال إن إسرائيل قد توافق على هدنة لمدة أسبوعين من أجل إتاحة الفرصة لحركة حماس لتجميع الأسرى من الفصائل ليكونوا تحت قبضتها، وفي نهاية وقف إطلاق النار قد ينهي الجيش الإسرائيلي هجومه البري على شمال قطاع غزة.

وأفادت وكالة رويترز، أن رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية وصل إلى القاهرة اليوم، من أجل خوض محادثات مكثفة حول وقف إطلاق النار. وحتى الآن، قادة حركة حماس، وآخرهم أسامة حمدان في مؤتمر صحفي هذا الأسبوع، ثم خليل الحية في مقابلة مع قناة الجزيرة، يواصلون تأكيدهم أن الحركة ترفض أي تفاوض قبل وقف العدوان الإسرائيلي، ويُصرون أن صفقة التبادل يجب أن تكون على قاعدة "الجميع مقابل الجميع" وليس كما حدث في الهدنة المؤقتة السابقة.

من جانبه، أمين عام حركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، أعلن أن وفدًا من الحركة سيصل القاهرة في غضون أيام، بناءً على دعوة رسمية، للمشاركة في محادثات وقف إطلاق النار وصفقة التبادل.

وبيّن زياد النخالة، أن الوفد يخوض المفاوضات برؤية واضحة، وهي وقف العدوان والانسحاب من قطاع غزة وعقد صفقة تبادل على قاعدة "الجميع مقابل الجميع"، وبرؤية سياسية مع جميع القوى الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس.

ويتعرض نتنياهو وحكومته إلى ضغط كبير من عائلات الأسرى، الذين نقلوا احتجاجهم إلى مقر "الكرياه" حيث توجد وزارة الجيش في تل أبيب، ويطالبون بعقد صفقة تبادل على أساس "الجميع مقابل الجميع" فورًا. وتطور الضغط بعد مقتل ثلاثة أسرى بنيران الاحتلال، عندما كانوا يحاولون تسليم أنفسهم للجيش وهم يصرخون باللغة العبرية "النجدة"، ما أحدث ضجة كبيرة داخل الجيش والحكومة وبين عائلات الأسرى.

واجتمع نتنياهو وزوجته سارة، مساء يوم أمس (الثلاثاء)، مع ممثلين عن عائلات الأسرى، وبعد اللقاء قال: "أنا شخصيا ملتزم بالإفراج عن جميع المختطفين. لقد أرسلت للتو رئيس الموساد إلى أوروبا مرتين للترويج لعملية إطلاق سراح المختطفين لدينا. ولن أدخر جهدا في هذه القضية والمطلب هو إحضارهم جميعًا".

ويؤكد مراقبون أن موضوع صفقة التبادل محاطٌ بتعقيدات كبيرة، فمن جهة عائلات الأسرى الذين يحملون نتنياهو وقادة الجيش وأجهزة الاستخبارات المسؤولية عن الفشل الكبير في عملية طوفان الأقصى وأسر ذويهم، ومن جهة ثانية، تواصل المقاومة اشتراط إبرام وقف إطلاق نار شامل ودائم من أجل الاتفاق على صفقة تبادل، وهذا يرفضه اليمين المتطرف، حلفاء بنيامين نتنياهو، بشكل قاطع، كما يرفضون فكرة تبييض السجون والإفراج عن مئات الأسرى الذين أدانتهم إسرائيل بالمسؤولية عن عمليات أوقعت مئات القتلى من الجنود والمستوطنين.

وتواصل كتائب القسام الضغط على الجمهور الإسرائيلي، إذ أعلنت قبل أيام أن التأخير في صفقة التبادل أدى لمقتل أسرى بنيران الاحتلال. كما نشرت مقطع فيديو لثلاثة من الأسرى كبار السن، بعنوان "لا تتركونا نشيخ" وهم يطالبون بعدم التخلي عنهم الآن بعدما شاركوا في بناء الدولة والجيش. أعقب ذلك نشر سرايا القدس مقطع فيديو لأسيرين من كبار السن يطالبان بالتعجيل في صفقة تبادل لإنقاذ حياتهما.

وبحسب التقديرات الإسرائيلية، مايزال 129 إسرائيليًا محتجزون في قطاع غزة، لكن ليس معلومًا عدد الأحياء منهم. وفي المقابل، تمتنع الفصائل الفلسطينية عن تقديم أي معلومات حول عدد الأسرى الذين بحوزتها، وعدد الأحياء والموتى منهم، وتكتفي بالتأكيد أنهم جميعًا إما جنود في القوات النظامية، أو في قوات الاحتياط، أو خدموا سابقًا في الجيش، ولا يمكن التعامل معهم كمدنيين.