يحتفل العالم بذكرى ميلاد سيدنا عيسى عليه السلام ، رسول المحبة والسلام على وقع الجرائم الوحشية والإبادة الجماعية التي تمارسها دولة الاحتلال الإسرائيلي على امتداد فلسطين ، وتشتد في قطاع غزة .
المشاهد القادمة من قطاع غزة لا يمكن للعقل البشري أن يتصورها أو يصدقها في ظل عالم يدعي القيم والأخلاق واحترام حقوق الإنسان ، فحجم المعاناة والألم في غزة لم يعد يحتمل ، وما نراه من مشاهد تروي الحياة اليومية للأطفال والنساء والشيوخ هي وصمة عار على جبين العالم بأسره وفي تاريخ البشرية .
ورغم ذلك أبت غزة العزة إلا أن تجدد عزيمتها وإرادتها ، وتبعت الأمل بنصر محتم لا محال ، فقصفت يوم أمس وبعد أكثر من 85 يوما من الحرب عمق دولة الاحتلال ، لتذكر الشعب الإسرائيلي بأن مستقبلهم وأمنهم مرتبط بإنهاء الاحتلال وإعادة حقوق الشعب الفلسطيني ، ودون ذلك ستبقى الحرب مشتعلة وسيبقى الشعب الفلسطيني يناضل ولن ينعم العالم بالسلام .
في بداية العام الجديد ، كل عام وغزة أيقونة العالم ، كل عام وغزة فخر العرب والعروبة ، كل عام وغزة عاصمة التضحية والبطولة ، كل عام وغزة الأمل والنصر ، كل عام وغزة العزيمة والإصرار ، كل عام وغزة عنوانا للمستحيل .
في بداية العام الجديد لا بد من النهوض من جديد ، والبناء على تضحيات شعبنا وبطولاته ، والدعوة لحوار وطني شامل، نعلن من خلاله إنهاء الانقسام ، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وانتخابات ديمقراطية شاملة ،والمضي قدما ضمن استراتيجية نضالية تحررية وصول لإنهاء الاحتلال وإعلان الدولة المستقلة وعاصمتها القدس .
أما رسالتنا كشعب فلسطيني للعالم الحر وللشعوب المتضامنة فهي رسالة اعتزاز في حراكهم ودعوة لتصعيد دولي شامل وتظاهرة مليارية على امتداد العالم لوقف أبشع عدوان ضد الإنسانية تشهده البشرية .
أما رسالتنا لبريطانيا أصل البلاء بوعد بلفور المشؤوم وللولايات المتحدة وللقوى الداعمة للاحتلال الإسرائيلي بأن دماء أطفال غزة ودموعهم ستبقى لعنة عليكم ، وعلى قيمكم المشوهة ، وإنسانيتكم الكاذبة وأخلاقكم الزائفة ، وستنتصر غزة على مؤامراتكم .
أما رسالتنا لأهلنا في غزة ، أنتم فخر العالم ، ورمز الأمة ، سلام لكل طفل ولكل شيخ ، ولكل رجل وإمرأة ، سلام للحجر والشجر والبشر ، سلام لمساجد غزة وكنائساها، شوارعها وحارتها ومخيماتها، بحرها وجوها وبرها ، سلام لكل هذه القامات والمقامات التي صنعت الكرامة والفخر والنصر، وأحيّت القضية الفلسطينية ، وعرّت العالم وقيمه، وكشفت وحشية الاحتلال وإرهابه.
ومن رحم هذه المعاناة ، وعمق هذه القوة وصلب هذه الإرادة ،وروح هذه العقيدة سنبني غزة وسنصلي في القدس وسنعلن الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .