ترجمة صدى نيوز - تبدأ محكمة العدل الدولية في لاهاي، اليوم الخميس، جلساتها الأولى للنظر في طلب جنوب أفريقيا محاكمة إسرائيل بتهمة ارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وسط قلق إسرائيل كبير من احتمال خروجها من هذه المعركة القانونية "سالمة"، حسب تعبير الإعلام العبري.
الإعلام العبري، أكد وجود خشية جدية في المؤسستين الأمنية والنيابة العامة الإسرائيليتين من أن توجه محكمة العدل الدولية اتهامات لإسرائيل بالإبادة الجماعية.
وفي هذا الصدد، نشر موقع "واللا" العبري، تقريراً قال فيه إن "قرار المحكمة مكتوب تقريباً مسبقاً.. وفقط أهارون باراك لديه الفرصة للتأثير عليها"، وباراك هو ممثل إسرائيل في محكمة العدل الدولية، حيث قررت إسرائيل إرساله إلى لاهاي لمواجهة الاتهامات لها بارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة، لأنه من كبار خبرائها القانونيين.
وجاء في تقرير الموقع العبري كما ترجمت صدى نيوز :"لقد مر ما يقرب 20 عامًا منذ أن ناقشت محكمة العدل الدولية في لاهاي شرعية "الجدار الفاصل"، في عام 2004، بدا هذا الإجراء أقل تهديدا، حتى أن الأنظمة القانونية والسياسية الإسرائيلية عاملته باستخفاف شديد، لكن اليوم الموسيقى مختلفة تماما، ومن الصعب تقدير كيف سينتهي الحدث القانوني، ولكن من الواضح بالفعل أن احتمال خروج إسرائيل من هذه الحملة سالمة منخفض للغاية".
ويضيف الموقع: "تعمل محكمة العدل الدولية في لاهاي بطريقتين: الطريقة الأكثر ليونة هي إبداء الرأي في المسائل القانونية المحالة إليها، والأكثر صعوبة، والأكثر إثارة للقلق بالنسبة لإسرائيل، هي حل الصراعات بين الدول، وقبل 73 عاما، أي في عام 1950، اعترفت إسرائيل بأن أحكام محكمة العدل الدولية ملزمة".
وأكمل: "الإجراء الذي بدأ ضد إسرائيل قبل عشرين عاما تناول مسألة شرعية الجدار الفاصل، لكنه كان حينها مجرد رأي، حكم 14 قاضيًا من أصل 15 (قاضي أمريكي وحيد في رأي الأقلية) بأن الجدار غير قانوني، والسبب وراء عدم تطور هذه الإجراءات إلى تحركات فعلية ضد إسرائيل هو سلسلة طويلة من أحكام المحكمة العليا التي غيرت في حد ذاتها مسار سياج الفصل. والمبدأ الأساسي للقانون الدولي هو أنه ما دامت الدول نفسها تلتزم بقوانين القانون الدولي "لا يوجد مجال للتدخل الخارجي تجاههم".
وتابع: "هكذا نجحت إسرائيل في الحملة الصاخبة، التي كانت ضد الفكرة البسيطة القائلة بأن إسرائيل يجب أن تحمي نفسها ماديا بسياج من (الإرهابيين)، الذين ينفجرون في أوقات معينة على الأرض، وكان الشخص الذي قاد هذه الأحكام للمحكمة العليا هو أهارون باراك".
وعن الجلسات التي ستعقد اليوم لبحث اتهام إسرائيل بالإبادة الجماعية في غزة، قال الموقع: "هذه المرة كان علينا أن نتعامل مع شكوى من جنوب أفريقيا بأننا نرتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة".
وأكمل: "هذه المرة أخذت إسرائيل الأمر على محمل الجد، وهي محقة في ذلك، لأن التعامل مع الآراء شيء مختلف تماما أن نتعامل مع حكم بأن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية".
وأضاف الموقع وفق ترجمت صدى نيوز :"القلق الإسرائيلي هو على المدى الطويل وعلى المدى القصير، إن مسألة ما إذا كانت إسرائيل قد ارتكبت جريمة إبادة جماعية سوف يتم حسمها خلال وقت طويل، أشهر إن لم يكن سنوات، ومثل هذا الحكم مقلق للغاية بالنسبة لإسرائيل، ولكن لا يزال بعيدًا، والأهم من ذلك، عبء الإثبات مرتفع جدًا على ما يبدو" .
وأشار الموقع في تقريره إلى أن "الأمر المثير للقلق في الأمد القريب هو طلب جنوب أفريقيا الحصول على إعانة مؤقتة من المحكمة، والتي تشمل وقف الأعمال العدائية وانسحاب إسرائيل من غزة، ومن أجل إصدار هذا الأمر، لا تحتاج المحكمة إلى دليل على وقوع جريمة إبادة جماعية، ولكن يكفي الاقتناع بوجود أساس لادعاءات المدعي، وإذا صدر هذا الأمر، ربما في وقت مبكر من الأسبوع المقبل، فسيتعين على إسرائيل أن تقرر ما يجب القيام به".
وأكمل: "سوف يتم رفع الأمر على الفور إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بغرض فرض العقوبات، وسوف يكون من الضعب على الولايات المتحدة أن تفرض حق النقض، ففي الثاني والعشرين من مارس/آذار، أصدرت المحكمة أمراً يأمر روسيا بتعليق أنشطتها العسكرية على الفور في أوكرانيا، لقد أوقفت روسيا الأمر بالفعل، لكن إسرائيل، كما تعلمون، ليست روسيا".
وبيّن الموقع العبري أنه "للتعامل مع هذا الحادث، أنشأت إسرائيل فريقًا مشتركًا بين الوزارات بقيادة وزارة الخارجية الإسرائيلية، وتم الاستعانة بالبروفيسور اليهودي البريطاني مالكولم شو، 76 عاماً، وهو خبير في القانون الدولي، للمثول أمام المحكمة، إلى جانب ذلك، لقد فهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو جيدًا أنه إذا كانت هناك أي فرصة للانتقال ولو قليلاً من تشكيلة القضاة من جانب إلى آخر الأمر يكمن في قدرات رجل واحد هو(أهارون باراك/ 87 عاماً)، فبعد 17 عاما من تقاعده، لا يزال باراك يعتبر من أكثر القضاة تأثيرا في العالم، وأحكامه تدرس في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الأحكام التي تتناول قوانين الحرب والقانون الدولي".
مرت عدة سنوات منذ أن تجنب باراك البالغ من العمر 87 عاما السفر إلى الخارج، فهما صعبان عليه جسديا، وعندما تلقى الطلب من نتنياهو لم يتردد ولو للحظة وانضم إلى العلم، على عكس الطين الذي انتشر على طول الطريق. "المسممين ومسممي الخطاب العام، لم يسافر باراك إلى هولندا بالأمس إلا لسبب واحد - وهو حماية المشروع الصهيوني، كما فعل طوال حياته منذ أن نجا من المحرقة في أوروبا.
ويذكر أن رئيسة المحكمة الدولية هي الأمريكية جوان دوناهيو، ويوجد تحتها 14 قاضيا آخر من روسيا، الصومال، الصين، سلوفاكيا، فرنسا، المغرب، البرازيل، أستراليا، يحاكمون إسرائيل بتهم "الإبادة الجماعية" في العدل الدولية.
وحسب الموقع: "تشير تقديرات وزارة العدل ووزارة الخارجية الإسرائيليتين إلى أن احتمالات خروج إسرائيل من هذه المعركة القانونية سالمة ضئيلة، فالهدف الصعب للغاية، ولكن في تقدير الفريق المحترف ليس ميئوسا منه تماما".
وبيّن أن "إسرائيل ستزود المحكمة بالأدلة حول الفظائع التي ارتكبت في 7 أكتوبر/تشرين الأول. محكمة لاهاي".
وأشار الموقع إلى أن بعض المسؤولين السياسيين تورطوا بتصريحات غبية حول أهمية تدمير غزة، وأنه قد يكون من الضروري إسقاط قنبلة ذرية على غزة، وقد وردت أقوالهم بالطبع في الدعوى. وعلى الفريق الإسرائيلي الآن أن يتعامل مع ذلك، وهذه أحد الأسباب التي دفعت المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية إلى إعلان فتح تحقيق جنائي ضد من عبروا عن أنفسهم بهذه الطريقة، لأن بيان المحكمة بأنه يجري التحقيق في هذه التصريحات له أهمية كبيرة عندما يتم تقديم دعوى ضد إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية.
وختم الموقع العبري تقريره بالقول: "من الصعب تقدير كيف سينتهي هذا الحدث القانوني السياسي المعقد، فقد استخدمت إسرائيل أفضل ما لديها من ذكاء للتعامل مع المعركة القانونية، وهذا أمر جيد، ومن الجيد أن يكون هناك هذا اليهودي الحكيم، أهارون باراك".