الفكر الصهيوني الذي أوجد إسرائيل يؤمن أن حدودها تمتد من النيل إلى الفرات، و هذا الفكر لم يغيب عن دولة الاحتلال في كل المراحل بل له السيطرة الكاملة على المجتمع الاسرائيلي، وأي مسؤول إسرائيلي يحيد عن هذا الهدف يتم تصفيته ورابين أحد الأمثلة، وحتى عتاولة اليسار الاسرائيلي لم يحيدوا عن هذا الهدف لكن الفرق أن اليمين واضح بأهدافه كما أقطاب الحكومة الحالية والذين يقولون بشكل لا لبس فيه " نرفض وجود دولة فلسطينية حتى على شبر من الأرض، ووجود دولة فلسطينية خطر على وجود إسرائيل".
القيادات السابقة الإسرائيلية المحنكة كانت تطرح شعارات كاذبة عن السلام لأهداف كثيرة تخدم حشد دولي لدعم إسرائيل لتنفيذ فكرتهم الصهيونية، و أن العرب أهدافهم إنهاء هذه الدولة بل و هدفهم إلقاء اليهود في البحر، وبالمحصلة وصلنا اليوم حتى أن بعض العرب دخل في عمليات سلام وتطبيع مع الكيان المغتصب لأرضهم و مواردهم الطبيعية و منع اي تقدم لهم.
قيادات الثورة الفلسطينية الوازنة وعلى رأسهم أبو عمار الذي يملك من الشعبية العارمة استطاع إقناع الفلسطينيين وحتى العرب في السلام والقبول بدولة فلسطينية على 22% من أرض فلسطين التاريخية فهل هناك قيادات ستأتي لاقناع الفلسطينيين بذلك بعد ما شاهدوا وسمعوا تصريحات نتنياهو وبن غفير وحتى أفراد الشارع الإسرائيلي الذين يقولوا بملىء الفم "الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت " ، ونفذوا ذلك بحرق القرى والمدن والأطفال وقسموا المقدسات الإسلامية و المسيحية واستباحوها وصادروا الأراضي في الضفة الغربية، بمعنى أدق فرضوا حقائق على الأرض تمنع وجود دولة أخرى على أرض فلسطين.
هل سيقبل فلسطيني بوجود دولة إسرائيل أو حتى بوجود إسرائيلي جار له بعد أن رأي المحرقة والإبادة الجماعية التي قام بها جيشهم في قطاع غزة والتي راح ضحيتها اكثر من 30000 الف فلسطيني معظمهم أطفال ونساء وأطباء و صحفيون مسالمون دون أي رفض شعبي إسرائيلي لهذا الإجرام المخالف لكل القيم و المعايير الإنسانية و الدولية، لم نر مسيرة من عشرة اشخاص داخل المجتمع الإسرائيلي ترفض ذلك .
بعد ثلاثين عاماً من انطلاق عملية السلام والتي التزمت فيها قيادة الشعب الفلسطيني بكل الاتفاقيات اكتشف الشعب الفلسطيني وحتى الطفل منهم أن إسرائيل استغلتها لتعزيز مشروعها الاحتلالي الاستعماري والنازي لإلغائه وإنهائه بل وزيادة تطرفه وعشقه لتدميره وقتل أطفاله و نسائه و شيوخه حتى أصبحت كل المشاريع السياسية التي تتحدث عن السلام ومنحه حقوقه مستحيلة.
الجيل الفلسطيني الحالي الذي قتلت إسرائيل كل عائلته وجيرانه بل ودمرت منزله و منعت عنه الأكل و الشرب و الماء و الكهرباء بل و دمرت مدارسه و مشافيه و حتى ألعاب أطفاله هل سيؤمن مستقبلا بأي قائد يتحدث عن سلام مع النازيين الاسرائيليين؟!؟! هيهات.
القادم حرب وجود وليست حرب حدود، القادم حروب، القادم زلازل، القادم مجهول، إلا إذا حدثت معجزة أن تخرج أصوات إسرائيلية حقيقية تتحدث عن حق الشعب الفلسطيني في دولته وأن تأتي أجيال لم تشاهد و لم تسمع بالمجازر الصهيونية التي وثقتها وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي و ذاكرة الأجيال ليست الفلسطينية فقط بل العربية و الإسلامية وإحرار العالم والتي باتت على قناعة أن إسرائيل ربت شعب على القتل والارهاب و يقودها عتاولة النازيين الذين لن يأتي أمثالهم مستقبلا بل و لم نسمع عن شبيه لنازيتهم عبر التاريخ .
باختصار إسرائيل خسرت فرصة السلام، و لن تستطيع حماية نفسها بالحروب أو الأرهاب و الردع لاسمرار اغتصابها للحق الفلسطيني فالشعوب المحتلة دوما تنتصر، و الحل الوحيد أن تاتي قوة عالمية خارقة لتفرض حل عادل بالقوة أو يبعث الله المسيح لتطبيق العدالة الإلهية تعطي الفلسطيني حقه و تعيد اليهودي للبلد التي أتى منها أجداده و آباءه النازيين .