اقتصاد صدى- قال وزير الاقتصاد اللبناني، أمين سلام، إن لبنان الذي يشهد جنوبه اشتباكات وقصفا متبادلا بين حزب الله وإسرائيل يمر بما وصفها بأنها "ظروف صعبة حتى ما قبل الحرب الحالية"، واعتبر أن ما حدث أثر على الداخل اللبناني وأثر على موسم الشتاء السياحي به، وأن الحرب أعادت لبنان 100 خطوة للوراء.
وقال سلام لوكالة أنباء العالم العربي "الحرب التي حصلت في غزة أثرت على الداخل اللبناني وضربت الموسم السياحي. هذه المواسم بمثابة الأوكسجين للاقتصاد اللبناني.. كنا ما زلنا خارجين من موسم سياحي صيفي ناجح بامتياز عزز الوضع في البلد قليلاً من ناحية السيولة وحركة الأموال وتواجد المال في البلد، شغل الفنادق والقطاع الخاص والبيع والشراء وخلق ديناميكية اقتصادية كنا بدأنا بالتعويل عليها".
لكنه استدرك بالقول إن الجولة الحالية من الحرب التي بدأت في السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي "أوقفت هذه المسيرة وتسببت أضرار كبيرة".
وأضاف "هناك بعض الاضرار التي لا يتم تسليط الضوء عليها، فلا يجب أن نستهين بالدمار والخراب والسم الذي يضرب جنوب لبنان وزراعة لبنان".
وأشار الوزير إلى اتهامات لإسرائيل باستخدام مواد سامة في قصف جنوب لبنان، وقال إن تلك القذائف "ضربت موسم الزيتون".
وتابع "كثر هم من لا يعرفون أن موسم الزيتون وشجرة الزيتون هي من أهم الزراعات اللبنانية التي تصدر وتلعب دوراً هاماً في الأرقام الاقتصادية كمنتج زراعي".
ويعيش لبنان أزمة اقتصادية طاحنة تجلت في 2019، مع انهيار سعر صرف الليرة اللبنانية ليصل سعرها اليوم مقابل الدولار الأميركي إلى 89 ألف.
ودخل لبنان موجة من الاحتجاجات والاعتصامات، أبرزها القطاع المصرفي الذي ناله النصيب الأكبر من سخط المودعين العاجزين عن استرداد ودائعهم بالدولار الأميركي.
وقال سلام إن التوتر الذي يشهده البحر الأحمر في الوقت الحالي في ظل هجمات تشنها جماعة الحوثي على السفن التي تعتقد أنها تحمل شحنات لإسرائيل قد أثر بدوره على الاقتصاد اللبناني المعتمد بكثافة على الاستيراد من آسيا.
وأضاف "موضوع البحر الأحمر وعدم وصول البواخر، حيث تشكل السلع المستوردة عبر البحر الأحمر مقدار 40 بالمئة من قيمة السلع المستوردة في لبنان، من الصين وآسيا وغيرها، هذا أيضا ارتفعت أسعاره، أو تأخر وهناك شحنات ألغيت وخلقت عبئاً اقتصاديا وشغورا بتواجد المنتجات، ما أجبر بعض التجار أن يشحنوا منتجاتهم من أماكن أخرى بأسعار أعلى".