صدى نيوز - ردد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، منذ بداية الحرب على غزة، أن الحرب ستستمر "حتى الانتصار" على حركة حماس، وذلك من خلال تحقيق هدفين مركزيين، هما القضاء على حماس وإعادة الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.

إلا أن تقريرا صدر عن "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب اليوم، الأربعاء، شدد على "وجود فجوة بين التوقعات لصورة انتصار واضحة، وبين نقطة انتهاء الحرب الممكنة الفعلية"

وأشار التقرير إلى أن "جزءا من سبب هذه الفجوة يكمن في انعدام علاقة مصطلحات تميّز مواجهات (حروب) بين دول مع مواجهة مع منظمة ليست دولة. وهذه الفجوة هي نتيجة لوصف أهداف غير واضحة، وحتى أنها تغيرت خلال الحرب وأحدثت خلافات وانعدام يقين حيال الإنجازات المطلوبة".

وأضاف التقرير أنه "يضاف إلى ذلك حقيقة أن هدفي الحرب المعلنين، إعادة المخطوفين والقضاء على حماس، ليسا متلائمين بالضرورة. كما أنه توجد صعوبة في التشخيص بين تحقق الانتصار وبين إحداث إدراك الانتصار لدى الجمهور، الأمر الذي سيضع مصاعب أمام الإعلان عن انتصار".

وأشار التقرير إلى أن هذه الادعاءات تستند إلى نتائج استطلاعات أجراها "معهد أبحاث الأمن القومي" خلال الأشهر الثلاثة الأولى للحرب، وإلى تحليل الخطاب الإعلامي والعام في إسرائيل.

ورأى التقرير أنه "الواقع الحالي الذي فيه، من جهة، يتم تكرار التزام معلن باستمرار القتال حتى تحقيق أهدافه، ومن الجهة الأخرى تحقيق أهداف القتال مثلما يتم استعراضها وإنشاء إدراك بالانتصار، ليس ممكنا، وينطوي على خطر الغوص في المنطقة من دون إستراتيجية خروج منتظم واستمرار الحرب بدون إدراك ما هو الهدف الماثل في الحرب، من شأنه أن يكون لهذا عواقب شديدة على الجيش والمجتمع الإسرائيليين".

ولفت التقرير إلى أنه "تظهر في الاستطلاعات صورة واضحة، وبموجبها أن القيادة السياسية الحالية لا تتمتع بثقة الجمهور المطلوبة، والتصريحات حول ’انتصار مطلق’ إنما تعزز انعدام الثقة هذا".

وحذر التقرير من أن "هذا الوضع يثير تخوفا من أن إمكانية تحقيق شعور بالانتصار في الحرب، الذي يعتبر بالغ الأهمية لوجودنا هنا بنظر معظم الجمهور، آخذ بالغياب".

ووفقا للتقرير، فإنه "في هذه الظروف، ثمة حاجة إلى قيادة تقول الحقيقة، وتقدم للجمهور الحقائق والإمكانيات والاختيار بينها بوضوح واستقامة".