إسرائيل تعلم علم اليقين أن استمرار وجودها يعتمد على قوة جيشها و امنها ، و أن من اهم الاستراتجيات التي تؤمن بها دولة الاحتلال "اولوية الامن" ، و من اقوال جولدا مائير " إذا تخلى العرب عن أسلحتهم فلن يكون هناك قتال واذا تخلت إسرائيل عن عناصر القوة فلن تكون هناك إسرائيل ".
من يقود إسرائيل اليوم هم من القادة الذين لم يخدموا يوماً في الجيش الاسرائيلي و لا يعرفوا أبجديات الامن و لا أصول السياسة و على رأسهم بن غفير و سموترش و حاخامات تقودهم التوارة و التلمود و البروتوكلات الدينية و ليست العلوم الامنية و الاكاديميات العسكريه ، وهذا ما يحركهم ، حتى نتنياهو في تحريضه لجنوده على المدنين في غزة قال لهم باقتباس من التوراة " أُذكر بما فعله بك العماليق ، اذهب واضرب العماليق وحرموا كل ما لهم ولا تعفوا عنهم بل اقتلوا على السواء الرجل والمرأة، و الطفل والرضيع، بقراً وغنماً، جملاً وحماراً”.
لم تستفيد إسرائيل من التجارب السابقة في حربها ضد الشعب الفلسطيني و تعتمد العقاب الجماعي ، و حرق الأطفال ، و حرق القرى و المدن ، و قصف المستشفيات و الكنائس و المساجد و الجامعات و المباني بسكانها و أطفالها و شيوخها و حتى الصحفيين و العاملين في المؤسسات الإنسانية ، ومن نشاتها تقول ما لا يأتي بالقتل و بالقوة يحتاج مزيدا من القتل و القوة ، في السابق كنا نسمع قادة يتحدثوا عن امل سياسي و عملية سلام ، في الماضي كنا نرى سوق عمل اسرائيلي مفتوح للعمال ، في الماضي كنا نرى التزام إسرائيل في دفع المقاصة و حتى أن بعضهم مثل عامي إيلون كان يقول من اجل أمن إسرائيل فان الاقتصاد في رام الله اهم من الاقتصاد في تل ابيب وان تجويع الفلسطينيين يشجع المقاومة .
المقاومة في غزة قالت ان اسباب السابع من اكتوبر تتلخص في عمليات القتل المنظم في الضفة الغربية و اقتحام المقدسات و استمرار الاستيطان و حرق القرى وحصار غزة و تجويعها والتضييق على الاسرى والبطش بهم، لكن قادة إسرائيل يكرروا الان نفس الأعمال بل عمموها حيث اصبح ذبح الفلسطينيين و حصارهم و تجويعهم من رفح حتى جنين ، و منع العمال من العمل و القرصنة على اموال المقاصة ، و التصريحات الاسرائيلية بان الشعب الفلسطيني حيونات بشرية يجب إعدامهم و طردهم من فلسطين وان كل اعضاء الكنيست و الحكومة يجمعوا برفضهم لاي وجود لدولة فلسطينية حتى على شبر من ارضهم ، فماذا تتوقع إسرائيل من شعب تنعدم لديه افق الحل او حتى الحد الأدنى من مقومات الحياة ، بالتاكيد سيكون هناك مقاومة و سيكون هناك فرص لاندلاع انتفاضة او ثورة لا حدود لها ، فالشعوب لا تُهزم وهي تقاتل من اجل حقوقها و هذا من ابسط ادبيات العمل السياسي و العسكري و معتمد بكل الشرائع و القوانين الدولية، و لا تستطيع إسرائيل وضع حد او فيتو ذلك حتى لو دعمتها كل الدول الامبريالية وتلك التي تتبع ازدواجية المعايير.
بن غفير وسموتوش وامثالهم يمهدوا لإعادة صناعة اكتوبر جديد لإسرائيل بل و يهددوا وجودها باعتمادهم على فكرهم النازي و الذي لا يؤمن بوجود بشر غير اليهود ، و يرتكب الجرائم و المجازر المحرمة دوليا ، إسرائيل فعلا الان تواجه خطر وجودي ليس بسبب قوة عسكرية تهددهم هنا و هناك بل لتحكم مجموعة من الجهلة و المجرمين و القتلة بمستقبلها ،لقد اعدموا فرص السلام واظهروا المجتمع الاسرائيلي منقسما بلا اهداف موحدة إذ ان حالة الغليان اصبحت في شوارع تل ابيب كما هي في شوارع جنين و رام الله و العالم الان بسبب ما ارتكبوه من جرائم حرب و ابادة جماعية و اكاذيب على شعبهم و العالم ، و حتى قد تخسر إسرائيل حليفتها الاستراتيجية امريكا بسبب ممارسات و تصريحات متخلف مأفون مثل بن غفير الذي هاجم المواقف الامريكية و رئيسها ،بالإضافة لنرجسية رئيس وزرائها الذي لا يهمه سوى كرسي الحكم و مستقبله السياسي ولو كان ثمن ذلك التضحية بآلاف الارواح التي لا ذنب لها من كل الأطراف ولو اشعل الحروب الاقليمية و الدولية .
ومن ناحية أخرى فإن اخطر ما تقوم به حكومة الاحتلال الاسرائيلي استمرارها بجرائم الحرب و الابادة الجماعية في غزة و مخالفة القوانين الدولية و الانسانية بما في ذلك قرار محكمة العدل الدولية الذي رفعته جنوب أفريقيا و التي تتأهب لإصدار حكم واضح بارتكاب إسرائيل لابادة جماعية في قطاع غزة ، ناهيك حتى عن امريكا و الاتحاد الاوروبي الذين يعتبروا إسرائيل مشروعهم في الشرق الأوسط و ان إسرائيل تقوم بالحرب بالوكاله عنهم و حفاظا على مصالحهم فقد اصدروا احكام و عقوبات ضد ممارسات المستوطنين في الضفة الغربية لبشاعتها او حتى لبيع الوهم للعالم و العرب ، حتى شعوب العالم و قادتها باجماع لم يسبق له مثيل تحدثوا عن حق الشعب الفلسطيني بدولة مستقلة .
قادة إسرائيل السابقين و الحاليين جعلوا من اليهود مرتزقة ، وجلبوهم من كل انحاء العالم للدفاع عن مشاريع أمريكا و أوروبا التي ارتكبت بحقهم المذابح و المحرقة لمواجهة امة عربية اسلامية راسخة تُبيد و لا تباد ، و لم يخرج من إسرائيل قائد واحد يوقف التوغل و الاستمرار في المشروع الصهيوني الاستعماري الاحلالي الذي اصبح يهدد وجود إسرائيل الخاسر لا محالة ، فهل سيخرج قائد مثل رابين يعيد فكرة السلام للمنطقة ام الحروب و الدمار ستستمر و الخاسر الاول هم المجتمع الاسرائيلي و اليهودي و الذين يبلغ تعدادهم في كل انحاء العالم 16 مليون و لا يصل عددهم دولة واحدة من 58 دولة عربية و إسلامية فهل يعقل أن 16 مليون يهودي سيهزمون مليار عربي مسلم .