متابعة صدى نيوز -بدأ وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن أمس الأحد جولة شرق أوسطية تشمل السعودية ومصر وقطر وفلسطين و"إسرائيل"، وهي الخامسة منذ بدء حرب أكتوبر 2023.
وحسب مصادر خاصة لصدى نيوز من المقرر أن يصل وزير خارجية أمريكا إلى إسرائيل اليوم الثلاثاء، بينما سيزور رام الله غدا الأربعاء.
ماذا ستناقش القيادة الفلسطينية مع بلينكن؟
مصادر مطلعة لصدى نيوز ذكرت أن القيادة الفلسطينية ستطالب بلينكن بضرورة الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها وجرائم الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وزيادة المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى غزة إضافة إلى منع تنفيذ مخطط الاحتلال بتهجير الفلسطيينيين من غزة والضفة والقدس الشرقية.
كما أفادت بأن مناقشة بلينكن مع الفلسطينيين ستتركز على قضية الإصلاحات التي أعلنت عنها الحكومة الفلسطينية مؤخراً، والتي طالبت بها الإداراة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وحتى دول عربية، مراراً وتكراراً لتنفيذها، لتجديد السلطة الفلسطينية.
فيما قالت المصادر ذاتها إن القيادة الفلسطينية ستضع على الطاولة أمام بلينكن ملف أموال المقاصة الفلسطينية، التي جعلت السلطة على وشك الانهيار مالياً، فأكثر من وعد أمريكي قدم للسلطة الفلسطينية بأن المسألة في طريقها للحل، خاصة على لسان مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، وكذلك وزير الخارجية الأمريكية والرئيس الأمريكي جو بايدن، ولم يحدث أي تقدم بهذا الملف العالق، وما زالت الأموال الفلسطينية مجمدة في حساب بالنرويج، وإسرائيل تواصل كل شهر اقتطاع الأموال.
ملفات بلينكن في جولته للمنطقة
ويحمل بلينكن معه خلال جولته 4 ملفات سيناقشها مع كافة الأطراف وأولها يتعلق بـ "التوصل إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح كل الأسرى الإسرائيليين المتبقين في قطاع غزة".
والملف الثاني هو التوصل لهدنة إنسانية تسمح بإيصال مستدام ومتزايد للمساعدات الإنسانية إلى المدنيين في غزة، فهناك بعض أنواع المساعدات ترفض إسرائيل أن تُدخلها لغزة، وهذا ما ترفضه واشنطن حيث تطالب بإدخال كل أنواع المساعدات.
والمف الثالث، هو ضمان عدم توسع رقعة النزاع، بما يشمل حرباً جديدة تخوضها إسرائيل مع حزب الله اللبناني، أو توسع الحرب لحرب إقليمية شاملة وواسعة، مع تزايد التوتر في البحر الأحمر.
والملف الرابع وفق البيت الأبيض، فهو إقامة منطقة أكثر تكاملاً وسلاماً تشمل أمناً دائماً لإسرائيل والفلسطينيين على حد سواء.
وتأتي الزيارة الأمريكية في وقت قد تنضج فيه صفقة تبادل جديدة، بعد أن قالت قطر إن حماس أعطت تأكيداً إيجابياً أولياً بشأن مقترح الهدنة في غزة وإطلاق سرائح المحتجزين، الذي تم بحثه في باريس من قبل قطر وأميركا ومصر وإسرائيل.
السعودية والتطبيع..
وستشمل جولة بايدن للمنطقة االسعودية وقطر ومصر، حيث سيبحث مع القاهرة والدوحة ملف الرهائن والهدنة وآخر التطورات حول ذلك.
وبخصوص زيارته للسعودية، فإن محورها الرئيس سيتمركز حول التطبيع السعودي الإسرائيلي، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية ورغبة بايدن لإتمام هذا الملف قبل بدء الانتخابات فهو سيشكل ورقة رابحة له ستزيد من رصيده.
واللافت أن السعودية كانت تشترط في بداية مباحثاتها لاحتمالية التطبيع مع إسرائيل، بشرط ٌإقامة دولة فلسطينية مستقلة، أما اليوم فقد خفضت الرياض مطلبها، فأصبحت مستعدة للتنازل عن مطالبها من إسرائيل كشرط للتطبيع، والقبول فقط بالتزام سياسي مبدئي بإقامة دولة فلسطينية، وليس أي خطوة أخرى بعيدة المدى.
وقالت مصادر مطلعة على ملف التطبيع، وفق رويترز، إن السعودية مهتمة للغاية بالترويج للصفقة الثلاثية مع إسرائيل والولايات المتحدة من أجل الحصول على فوائد أمنية كبيرة من إدارة بايدن.
في حين قالت صحيفة "واشنطن بوست" وفق ترجمة صدى نيوز إن المدة الزمنية المتبقية للترويج لهذا النوع من الصفقات هي شهرين فقط، ومنذ ذلك الحين سيكون مطلوبا من مجلس الشيوخ الموافقة على أي ترتيبات أمنية موسعة مع السعوديين بحلول شهر يونيو المقبل، وبعد ذلك لن يكون هذا ممكنا بسبب قرب موعد الانتخابات الرئاسية.
وإذا تمكن بلينكن من إقناع السعوديين بقبول التطبيع مع إسرائيل دون شرط إقامة دولة فلسطينية مستقلة فوراً، فإنه سيسافر لتل أبيب وهو يحمل معه هذا "العرض القيم" ليضعه أمام حكومة نتنياهو المتطرفة.