صدى نيوز - شدّد مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، مساء اليوم الإثنين، على أن احتمال شنّ الجيش الإسرائيليّ هجوما على رفح جنوبيّ قطاع غزة؛ "أمر مرعب"، وذلك بعد استشهاد وإصابة المئات إثر غارات إسرائيلية استهدفت أماكن متفرقة في رفح، الليلة الماضية.

وقال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ، فولكر تورك، إن "أي توغل عسكري في رفح، حيث يتجمع 1.5 مليون فلسطيني دون مكان بديل؛ أمر مرعب".

وأكّد أن "التوغل قد يعرض عددا كبيرا من المدنيين ومعظمهم أطفال ونساء للقتل أو الإصابة".

ويعاني سكان قطاع غزة مستويات "غير مسبوقة" من "ظروف تحاكي المجاعة" مع استمرار الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، وفق ما أفاد برنامج الأغذية العالمي التابع للامم المتحدة، اليوم.

ويواجه نحو 550 ألف شخص مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي، فيما تؤثر الأزمة على جميع سكان القطاع، وفق ما أوضحت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو).

ونقل بيان للفاو عن نائبة المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة بيث بيكدول "هناك مستويات غير مسبوقة من انعدام الأمن الغذائي الحاد والجوع وظروف تحاكي المجاعة في غزة".

وأضافت: "نرى يوميا عددا متزايدا من الأشخاص يقتربون من ظروف تحاكي المجاعة".

وأشارت إلى أن جميع سكان غزة البالغ عددهم 2,2 مليون نسمة مصنّفون بين أعلى ثلاث فئات للجوع، من المستوى الثالث الذي يعدّ حالة طوارئ، إلى المستوى الخامس الذي يعد كارثة.

ويصنف التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC) مستويات الجوع من واحد إلى خمسة.

وقالت بيكدول: "في هذه المرحلة، قد يكون حوالى 25 % من هذا العدد البالغ 2,2 مليون مصنفا في الفئة الخامسة من التصنيف".

وأصبحت رفح الواقعة على الحدود الجنوبية لغزة مع مصر، ملاذا أخيرا للمدنيين الفارين من الحرب. وينام كثر في خيم وملاجئ محلية الصنع وسط مخاوف متزايدة من نقص الغذاء والمياه، وغياب خدمات الصرف الصحي.

وأوضحت بيكدول أنه قبل الحرب، كان لدى سكان غزة "قطاع إنتاج فواكه وخضر ذاتي الاكتفاء، ومليء بالبيوت البلاستيكية، كما كان لديهم قطاع قوي لتربية الماشية".

وتابعت: "أدركنا من خلال تقييم للأضرار أن معظم هذه الماشية وكذلك البنى التحتية اللازمة لهذا الإنتاج الزراعي دمّرت".

وكان الرئيس الأميركيّ، جو بايدن، قد قال لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في محادثة جرت بينهما، مساء أمس الأحد، إن العملية العسكرية الوشيكة على رفح في جنوب قطاع غزة، حيث يتكدس نحو 1.5 مليون من سكان القطاع الذين نزحوا من شمال ووسط القطاع إلى هذه المنطقة؛ "لا ينبغي أن تتمّ، دون خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ".

جاء ذلك في أوّل محادثة بينهما منذ نحو 3 أسابيع، عندما تحدّثا في التاسع عشر من كانون الثاني/ يناير الماضي، وهي كذلك المحادثة الأولى عقب وصف بايدن الرد العسكري الإسرائيلي في غزة بأنه "مبالغ فيه"

وبعد المحادثة، قال البيت الأبيض، إن "بايدن أكد وجهة نظره بأن العملية العسكرية في رفح لا ينبغي أن تتمّ، دون خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ". وأضاف أن بايدن أكد لنتنياهو "ضرورة وجود خطة، لضمان سلامة ودعم أكثر من مليون شخص لجأوا إلى رفح".

كما أكد بايدن على "ضرورة الاستفادة من التقدم في المفاوضات لإطلاق جميع الرهائن بأقرب وقت". وشدّد على أن "هزيمة حماس وضمان الأمن الطويل الأمد لإسرائيل هدف مشترك".