صدى نيوز - استقبل رئيس الجمهورية القبرصية نيكوس كريستودوليدس وزير الخارجية والمغتربين د. رياض المالكي، يوم الأربعاء، في القصر الرئاسي في العاصمة القبرصية نيقوسيا، حيث تم اللقاء بمشاركة وزير الخارجية القبرصي كونستانتينوس كومبوس.
وخلال اللقاء، نقل الوزير المالكي للرئيس القبرصي تحيات الرئيس محمود عباس، مؤكداً على عمق العلاقات الأخوية التاريخية التي تجمع بين البلدين والشعبين، وهو ما بادله الرئيس بالتقدير والحرص على ضرورة تعزيز وتطوير العلاقات بين البلدين بما يخدم مصلحة الطرفين. وتم خلال اللقاء مناقشة أوجه تكثيف التنسيق المشترك في العديد من القضايا على كافة المستويات.
وبعد اللقاء، عقد الوزيران المالكي وكومبوس لقاءً ثنائياً لبحث سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين وتعميق العلاقات الدبلوماسية واستمرار التشاور في الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
وأشار د. المالكي في مستهل اللقاء الثنائي مع نظيره القبرصي على أن لقاءه مع الرئيس كريستودوليدس كان بناءً وإيجابياً، وأن مخرجاته تؤكد الالتزام المشترك للبلدين بتعزيز السلام والاستقرار الإقليمي والدولي.
ودعا د. المالكي نظيره الى ضرورة تفعيل اللجان المشتركة واتفافيات التعاون بين البلدين في كافة المجالات، لا سيما في ظل الوضع الراهن في فلسطين والحاجة الملحة لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني.
واستعرض د. المالكي الأوضاع الميدانية في فلسطين والظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني تحت وطأة الاحتلال الاسرائيلي، مقدماً شرحاً تفصيلياً عما يعانيه السكان المدنيون في قطاع غزة، خاصة النازحون في مدينة رفح المهددة بالاجتياح والتدمير المتضاعف، حيث يشكل الجوع والجفاف تهديدات كبيرة لبقائهم، إضافة الى انتشار الأمراض الفتاكة، والتعرض للتهجير القسري ومنع عودتهم الى الشمال الى منازلهم المدمرة بعد أن أجبرهم القصف الإسرائيلي على تركها. كما قدم د. المالكي شرحاً عن انتهاكات اسرائيل في الضفة الغربية والقدس بما فيها العمليات العسكرية المتواصلة على المخيمات وأعمال العنف المتصاعدة من قبل المستوطنين ضد السكان والمزارعين.
وشدد د. المالكي على ضرورة تضافر الجهود الدولية لحماية الشعب الفلسطيني، والوقف الفوري لإطلاق النار والحرب على غزة، وإيجاد حل عادل ودائم يعزز السلام والاستقرار في المنطقة، مؤكداً على ضرورة تفاعل الجمهورية القبرصية بشكل إيجابي على القرارات الخاصة بالقضية الفلسطينية في المحافل الدولية.
بدوره، أكد الوزير كومبوس على موقف بلاده الرافض للتهجير القسري للسكان الفلسطينيين، مشدداً على استمرار الجهود القبرصية والاتحاد الأوروبي لضمان تحقيق التهدئة في المنطقة وحماية المدنيين ودخول المساعدات الإنسانية الى قطاع غزة. وأبرز الوزير القبرصي موقف بلاده الداعم لحل الدولتين وتجسيد دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود 1967 بما يتماشى مع قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وعبر الحوار السياسي الشامل والمفاوضات، مؤكداً التزام بلاده بتقوية السلطة الفلسطينية في المرحلة الحالية والقادمة. كما أعرب عن استعداده لتعزيز التعاون الثنائي وتطوير العلاقات بين البلدين ومتابعة مخرجات اللقاء مع الرئيس القبرصي وضمان تنفيذها بما يخدم مصلحة كافة الأطراف.
وعقد الوزيران مؤتمر صحفي مشترك، حيث تم تسليط الضوء على نتائج الاجتماعات التي جرت بين الجانبين. وشدد الطرفين على ضرورة تعزيز الحوار والتفاهم وتضافر الجهود بين الجهات الفاعلة لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية القائمة.