صدى نيوز - أعلنت إدارة السجون الروسية، اليوم الجمعة، وفاة المعارض أليكسي نافالني، وذكرت الإدارة الإقليمية لدائرة السجون الفيدرالية أن نافالني توفي في سجنه شمال شرقي روسيا، والتحقيق في أسباب الوفاة لا يزال مستمرا.
وجاء في بيان دائرة السجون: «في 16 فبراير الجاري في السجن الإصلاحي رقم 3، شعر المحكوم أليكسي نافالني بتوعك بعد الفسحة اليومية للسجناء، حيث فقد وعيه على الفور، وتوجه الكادر الطبي فورا لإسعافه، في محاوله لإنعاشه دون فائدة، وأعلن الأطباء وفاته والتحقيق في أسباب الوفاة مستمر».
وتعليقا على وفاته، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إنه تم إبلاغ الرئيس فلاديمير بوتين بوفاة نافالني بموسكو، وأن التحقيق في سبب الوفاة مستمر، حسب السلطات المختصة.
من هو أليكسي نافالني؟
أليكسي نافالني 47 عاما محام ومعارض سياسي بارز في روسيا درس القانون والاقتصاد في روسيا، قبل أن يستفيد من منحة جامعية في للدراسة في جامعة ييل الأمريكية.
أنشأ مدونة على الإنترنت لنشر تحقيقاته عن ملفات الفساد في أوساط النخب الحاكمة الروسية، لاسيما الشخصيات المقربة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
خلال عمله كمستشار لحاكم منطقة كيروف عام 2009 اتهم بالتخطيط لاختلاس أموال من شركة حكومية، وحكم عليه بالسجن لمدة 5 سنوات، مع وقف التنفيذ،
وعرف نافالني بانتقاده الحاد ومعارضته لحزب «روسيا الموحدة» المحسوب على الكرملين.
عام 2011 أنشأ مؤسسة لمكافحة الغش والفساد، ينشر من خلالها مقاطع فيديو لفضح صفقات أعمال مشبوهة، بالإضافة لأسلوب الحياة الفاخر للسياسيين والمسؤولين في الدولة، لتحصد هذه الفيديوهات ملايين المشاهدات.
دعا نافالني إلى احتجاجات ضد حكم بوتين، وطالب بمقاطعة الانتخابات التشريعية عام 2011 ما تسبب في اعتقاله لمدة 15 يومًا.
شارك في انتخابات البلدية وترشح ليكون عمدة موسكو في 2013 وحصد قرابة 28 بالمائة من الأصوات، ورغم عدم فوزه، إلا أنه عزز موقعه كمعارض قوي للنظام الحاكم.
كانت تلك الانتخابات الأخيرة لنافالني الذي رفضت اللجنة الإنتخابية ترشحه للانتخابات الرئاسية عام 2017 بسبب سجله القضائي غير النظيف وفق السلطات.
قاد احتجاجات عارمة ودعا إلى قطع الطريق أمام بوتين من أجل الوصول إلى الكرملين من خلال مقاطعة الانتخابات الرئاسية سنة 2018.
في سبتمبر 2019 قادت السلطات حملات تفتيش واسعة ضد نافالني ومحيطه ممن ينشطون معه حيث تم تنفيذ قرابة 200 أمر بالتفتيش في 41 مدينة في روسيا.
واتهم نافالني السلطات بمحاولة اغتياله بعد ظهور خراج غير مبرر في جسمه خلال اعتقاله عام 2019، ولطالما تكررت حملات اعتقاله وسجنه من قبل الحكومة الروسية لمدة تتراوح بين 10 و30 يومًا. وفي أغسطس 2020 تعرض لمحاولة تسمم ما تسبب في دخوله إلى غيبوبة. واعتقاله في 17 يناير 2021 فور وصوله من برلين بعد تلقى العلاج.
وفي أغسطس 2023 حُكم علية بالسجن لمدة بـ 19 عامًا إضافية، والذي ينفذ حكمًا بالسجن لتسع سنوات، بتهمة التطرف، خلال جلسة مغلقة.
انتقادات لروسيا
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، في مقابلة مع شبكة NPR، إن "وفاة نافالني مأساة مروعة".
بدوره ذكر رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أن الاتحاد الأوروبي يعتبر "النظام الروسي المسؤول الوحيد" عن وفاة نافالني.
كما وصف رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك نبأ وفاة أليكسي نافالني بأنه "فظيع"، وأشاد بزعيم المعارضة الروسية الراحل.
وكتب سوناك في منشور على "منصة إكس": "هذا نبأ فظيع. أظهر أليكسي نافالني، بصفته أشد المدافعين عن الديمقراطية الروسية، شجاعة لا توصف طوال حياته". وأضاف: "أتعاطف مع زوجته والشعب الروسي، لأن هذا حدث مأساوي بالنسبة لهم".
كما اعتبر رئيس لاتفيا أدجارس رينكفيكس أنه "مهما كان الموقف من أليكسي نافالني كرجل سياسي"، إلا أنه "اغتيل بطريقة وحشية من قبل الكرملين"، وفق قوله.
ورأى وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه أن نافالني "دفع حياته ثمناً لمقاومته نظاماً قمعياً. يذكرنا موته بطبيعة نظام فلاديمير بوتين الحقيقية". وقالت الخارجية النرويجية إن موسكو "تتحمل مسؤولية كبيرة" عن موته.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج، الجمعة، إنه "يشعر بحزن عميق وانزعاج إزاء التقارير" المتعلقة بوفاة أليكسي نافالني.
وأضاف ستولتنبرج: "نحن بحاجة إلى عرض كل الحقائق، وعلى روسيا أن تجيب عن جميع الأسئلة الجدية حول ملابسات وفاته".