نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مساء (الجمعة) مقالا في زاوية مخصصة للكتاب الضيوف بقلم الفائز بجائزة إسرائيل، الكاتب الإسرائيلي الشهير ديفيد غروسمان تحت عنوان "إسرائيل تسقط في الهاوية".

ودعا غروسمان في مقاله الولايات المتحدة والدول المؤثرة إلى الدفع باتجاه حل الدولتين. وبالإضافة إلى ذلك، أدان بدوره إسرائيل لقتلها الفلسطينيين "الأبرياء" وانتقد أولئك الذين يدعون إلى تدمير دولة إسرائيل.

وجاء في مقال غروسمان: "وفقا لبيانات وزارة الصحة في غزة، التي تديرها حركة حماس، فإن أكثر من 30 ألف فلسطيني قتلوا في القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول. كثيرون منهم ليسوا أعضاء في حماس ولم يشاركوا في مجريات الحرب. كإسرائيلي، أسأل، أي نوع من الناس سنكون عندما تنتهي الحرب؟ إلى أين سنوجه إصبع الاتهام - إذا كنا كذلك؟ هل لدينا الشجاعة الكافية لنشعر بما فعلناه بالفلسطينيين الأبرياء؟ وبآلاف الأطفال والعائلات الذين قضينا عليهم؟"

وتابع غروسمان: "في سوم "السبت الاسود"، أصبح من الواضح أن إسرائيل ليست بعيدة عن كونها موطنًا بالمعنى الكامل للكلمة، بل إنها أيضًا لا تعرف كيف تكون حصنًا حقيقيًا. من سيبقى هنا في إسرائيل؟ هل أولئك الذين سيبقون سيكونون الأكثر تطرفا، والأكثر تدينا، وقومية، وعنصرية؟ هل مقدر لنا أن نرى، دون أن نكون قادرين على الرد، الإسرائيلية الجريئة والمبدعة والفريدة من نوعها تندمج ببطء في الجرح المأساوي لليهودية؟"

وأضاف غروسمان أن "الظاهرة المخزية التي ظهرت عقب الحرب هي أن إسرائيل عبارة عن الدولة الوحيدة في العالم التي يطالبون بتدميرها بأوضح الطرق. في المظاهرات التي شارك فيها مئات الآلاف، في حرم الجامعات المرموقة، وفي شبكات التواصل الاجتماعي وفي المساجد في جميع أنحاء العالم، غالبًا ما يكون حق إسرائيل في الوجود، موضع نقاش. ومن المثير للاشمئزاز الاعتقاد بأن هذه الكراهية القاتلة موجهة حصريًا نحو شعب كان قبل أقل من 100 عام مضت، على وشك الابادة".

وتساءل غروسمان: "لعل الاعتراف بأن هذه الحرب لا يمكن كسبها، والأكثر من ذلك، أننا لا نستطيع إدامة الاحتلال إلى ما لا نهاية، سيدفع الطرفين الى القبول بحل الدولتين، على الرغم من عيوبه ومخاطره، كأن تستولي حماس على السلطة الفلسطينية في انتخابات ديمقراطية - فهل ما زال هذا هو الحل الوحيد الذي يمكن تنفيذه؟".

واختتم غرسمان مقاله قائلاً وفق متابعة صدى نيوز: "هذا هو الوقت المناسب أيضاً لكي تستغله الدول التي تتمتع بنفوذ على كلا الجانبين. هذا ليس وقت السياسات التافهة والدبلوماسية الساخرة. هذه لحظة نادرة عندما يكون لموجة الصدمة مثل تلك التي شهدناها في 7 أكتوبر/تشرين الأول، القدرة على إعادة تشكيل الواقع. والأشهر المقبلة ستحدد مصير البلدين. سنكتشف ما إذا كان الصراع المستمر منذ أكثر من 100 عام جاهزًا لحل معقول وأخلاقي وإنساني".