صدى نيوز - قال الرئيس الأميركيّ، جو بايدن، لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال المحادثة التي أُجريت بينهما، أمس الإثنين، إنه لا يسعى لتقويضه سياسيًّا، ولا يسعى كذلك للتدخّل بالسياسة الإسرائيلية.

جاء ذلك بحسب ما أورد موقع "واللا" الإلكترونيّ، مساء اليوم الثلاثاء، نقلا عن مصدرين قال إنهما مُطّلعان على تفاصيل المحادثة التي جرت بين نتنياهو وبايدن.

وقد امتدّت المحادثة الهاتفية بينهما، الإثنين، إلى نحو 45 دقيقة، وقد تمّت بعد قطيعة دامت أكثر من شهر، في ظلّ الخلاف المتزايد بينهما حول إدارة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والذي أثار تساؤلات حول الدعم الأميركي لإسرائيل على وقع الانتقادات العلنية المتصاعدة بين الجانبين.

وذكر تقرير "واللا" أن "القشّة التي قصمت ظهر البعير، بالنسبة لنتنياهو، كانت خطاب زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأميركيّ، تشاك شومر، الذي قال الأخير خلاله إن نتنياهو، "قد ضلّ طريقه، حيث جعل استمراريته السياسية قبل مصلحة إسرائيل العليا".

كما أضاف شومر: "إذا بقي نتنياهو في السلطة بعد الحرب، فيجب على الولايات المتحدة أن تلعب دورا فعالا في تشكيل سياسة إسرائيل باستخدام أدوات الضغط المتاحة"، معتبرا أن نتنياهو قد يجعل تل أبيب "منبوذة" بسبب الحرب على غزة.

ولفت التقرير إلى أن نتنياهو قد أعرب لبايدن خلال المحادثة بينهما، عن استيائه من خطاب شومر، وتعبير بايدن عن تأييده لكلام زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ.

وذكر مصدران قال "واللا" إنهما مطّلعان على فحوى المحادثة، أن نتنياهو ادّعى أن "الهجمات السياسية" ضده في الولايات المتحدة، تشكل تدخُّلا في السياسة الإسرائيليّة من جانب الإدارة الأميركيّة، ومؤيديها.

ورفض بايدن حديث نتنياهو، وقال له إنه لا يحاول تقويضه سياسيًّا، وإنه لا ينوي التدخّل في السياسة الإسرائيلية، بحسب المصدريْن.

وأشار التقرير إلى أن مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان، قد قال في مؤتمر صحافيّ بعد المحادثة بين بايدن ونتنياهو، إنه من وجهة نظر بايدن، "الأمر لا يتعلّق بالسياسة أو البيانات العامّة، بل بالإستراتيجيّة".

وألمح سوليفان إلى أن نتنياهو هو الذي يحاول التأثير على الرأي العامّ في الولايات المتحدة فيما يتعلق بالحرب في غزة، لا العكس. وقال: "هناك رئيس حكومة يتحدث عبر شاشة التلفزيون الأميركيّ عن قلقه من التدخّل الأميركيّ في السياسة الإسرائيليّة، ثم يتساءلون عمّا إذا كان ينبغي للمسؤولين الأميركيين أن يتحدثوا عن السياسة الإسرائيليّة".

وأضاف سوليفان: "في الواقع، نحن لا نتحدّث إلى وسائل الإعلام الإسرائيليّة، بقدر ما يتحدّثون إلى وسائل الإعلام الأميركيّة.

وفي وقت سابق الثلاثاء، تطرّق نتنياهو، اليوم الثلاثاء، إلى الخلافات بينه وبين الرئيس الأميركيّ بشأن سير الحرب على غزة، واتهم جهات إسرائيلية بالتعاون مع الإدارة الأميركية ضد الحكومة الإسرائيلية، وأشار في الوقت نفسه إلى زيارة عضو كابينيت الحرب، بيني غانتس، إلى واشنطن وأن على الأخير أن يتمكن من قول "لا" للأميركيين.

وقال نتنياهو في بداية مداولات وُصفت بأنها "سرية" في لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، إن الانتقادات الشديدة التي وجهها مسؤولون أميركيون، بينهم بايدن، إليه "سببها أنني أمنع إقامة دولة فلسطينية. ورئيس حكومة آخر كان سينفذ ذلك ويكسب الأميركيين، لكن سيخسر معركة إسرائيل مقابل حماس. وليس لدينا أي خيار سوى العمل في رفح".