خاص صدى نيوز - كشفت مصادر دبلوماسية لصدى نيوز أنه منذ بداية حرب 7 أكتوبر وحتى اليوم غادر من قطاع غزة ما يقارب 100 ألف مواطن عبر معبر رفح، لا يشمل ذلك عدد المصابين الذين تم تحويلهم لتلقي العلاج خارج غزة في عدة دول عربية. 

وأكدت المصادر أن أكثر من نصفهم دفع كل شخص منهم بمعدل ما يقارب 5 آلاف دولار وفي بعض الحالات وصل المبلغ لأكثر من 7000 دولار امريكي، للعبور والخروج من قطاع غزة، الذي يعاني من حرب مدمرة مستمرة لليوم الـ171 بلا توقف. 

وأوضح مراقبون لصدى نيوز أن ما يجري حالياً في قطاع غزة هو "تهجير ناعم"، وبأن مسلسل التهجير بدأ فعلاً، ولكن آثار الحرب المدمرة واستهداف المدنيين وارتقاء الشهداء والمجاعة التي تضرب القطاع، كلها أمور برزت إعلامياً أكثر من  مسألة خروج الغزيين من قطاع غزة. 

وعلمت صدى نيوز من مصادرها أن هؤلاء المواطنين تمكنوا من إدراج أسمائهم في كشف التنسيقات على معبر رفح للخروج من قطاع غزة بعد "واسطات" وتدخلات كبيرة سواء من جهة المصريين أو السلطة الفلسطينية أو دول عربية عدة أو الجهات الرسمية في غزة (حركة حماس والفصائل الفلسطينية الاخرى). 

ويعقب مراقبون على ذلك بقولهم: "هذا الرقم الكبير للخارجين من غزة، لم يخرج إلا بعد (واسطات) وتدخلات من جهات مختلفة، فكيف إذا ما تم فتح معبر رفح بشكل دائم، حينها سيخرج نصف أهالي قطاع غزة طوعاً وهذا ما تريده إسرائيل، التي تعمدت على تجويع السكان وإعدامهم وتحويل قطاع غزة لكومة من الركام والدمار، ليصبح غير صالح للسكن لسنوات طويلة، وهذه هي الخطة الإسرائيلية منذ البداية، فما عاشه هؤلاء الأهالي في 6 أشهر يضاهي سنوات من العذاب والألم والحرمان في أي حرب أخرى". 

وفي ذات السياق، ذكرت المصادر الخاصة لصدى نيوز أن ما يقارب 300 ألف مواطن فلسطيني في قطاع غزة يحملون الجنسية المصرية، ومن المؤكد أنه بانتهاء الحرب فسيغادر هؤلاء باتجاه القاهرة، عدا عن فلسطينيين آخرين سيقررون المغادرة بعد الدمار الهائل وما عاشوه من ألم خلال الحرب، وبالتالي سترتفع نسبة المغادرين من قطاع غزة إلى عتبة النصف مليون شخص "طوعاً". 

ولفت مسؤول سياسي في حديثه مع صدى نيوز عن تخوفات فلسطينية كبيرة من الممر المائي الذي يتم بناؤه على شاطئ غزة والذي يمتد من (قبرص إلى قطاع غزة)، ويسانده العالم الآن لهدف إدخال المساعدات لقطاع غزة، خاصة أن طريقة إدخال المساعدات عبر الجو أضرت أهالي القطاع أكثر مما نفعتهم، نفسياً وجسدياً، بعد هرولتهم خلف المساعدت وسقوطها على مواطنين تسببت بقتلهم، ما دفع الكثيرين حتى أهالي قطاع غزة أنفسهم تأييد فكرة الممر لإدخال المساعدات بدلاً من الجو.

وتابع: "لكن هناك تخوفات كبيرة من أن يتحول هدف هذا الممر لاحقاً لإخراج أهالي قطاع غزة من خلاله، وبالتالي لن تتورط مصر في قضية التهجير، التي أكدت أكثر من مرة منذ بداية العدوان وبمواقف رسمية أنها ترفض بشكل قاطع تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة ومساعدتها في ذلك عبر معبر رفح". 

ويتساءل مراقبون: "هل الدمار الكبير الذي تعمد الاحتلال على إحداثه في قطاع غزة والمتواصل حتى الآن، ليس هدفه الانتقام من أحداث 7 أكتوبر بالتحديد، بل تغيير معالم قطاع غزة كلياً وتدمير أي إمكانية لمواصلة العيش فيه، لدفع أهالي القطاع للخروج "طوعاً"، أمام العالم المنافق الذي لن يلقي اللوم على إسرائيل بإجبارها على تهجير الفلسطينيين؟".