صدى نيوز - ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية اليوم الخميس أن مسلحين من جماعة «جيش العدل» البلوشية المعارضة، قتلوا ما لا يقل عن 11 من أفراد الأمن الإيراني في هجمات منسقة على مقرات «الحرس الثوري» في محافظة بلوشستان المضطربة، في جنوب شرقي البلاد.
وقال مسؤولون أمنيون وعسكريون إن الهجمات الواسعة النطاق بدأت في وقت متأخر ليلة أمس، واستمر تبادل إطلاق النار حتى ساعات الصباح. ونشرت وسائل إعلام إيرانية، مقاطع فيديو يسمع فيها دوي النار وتفجيرات.
وأفادت وكالة «إرنا» الرسمية أن 16 مسلحاً وصفتهم بـ«الإرهابيين» قتلوا على الأقل، في الاشتباكات العنيفة الليلة الماضية، في مدن تشابهار وراسك، في المحافظة الفقيرة المحاذية لأفغانستان وباكستان. ورجحت زيادة عدد قتلى المهاجمين إلى 18 شخصاً.
وفي وقت سابق، نقلت الوكالة عن قائد القوات البرية في «الحرس الثوري» محمد باكبور قوله إن ثلاثة من أفراد الشرطة، واثنين من «الحرس الثوري» قتلوا في هجمات منسقة بدأت على مقرات أمنية وعسكرية في المدن المذكورة، لافتاً أن «العناصر الإرهابية كانت مزودة بسترات انتحارية».
وبحسب باكبور هاجم سبعة مسلحين يرتدون سترات انتحارية، مقرات المنطقة الثانية لـ«الحرس الثوري» في منطقة «درياباني وكلانتري 11» بمدينة تشابهار، مشيراً إلى أن المسلحين تسللوا إلى مبنى صناعي مجاور لمقرات أمنية، وقتل خمسة منهم، وتمكن ثلاثة من التسلل إلى مبنى من أربعة طوابق، من خلال المحلات التجارية في الطابق الأرضي.
وقال باكبور إن الهدوء عاد إلى المدينة ولا توجد مشكلة. في وقت سابق، قال نائب وزير الداخلية مجيد مير أحمدي للتلفزيون الرسمي إن القوات الأمنية «تحاصر الإرهابيين بالكامل». وأضاف: «فشل الإرهابيون في تحقيق هدفهم المتمثل في الاستيلاء على مقري (الحرس الثوري) في جابهار وراسك»، حسبما أوردت «رويترز» عن الإعلام الحكومي الإيراني.
وكان علي رضا مرحمتي، نائب حاكم بلوشستان للشؤون الأمنية، قد صرح في وقت سابق لوكالة «إرنا» الرسمية أن خمسة من القوات الأمنية قتلوا وأصيب 10 آخرون، مضيفاً في الوقت نفسه أن «الأوضاع تحت السيطرة».
وقال مرحمتي إن الهجمات على عدة مرات أمنية بدأت في العاشرة ليلاً. وأضاف: «نظراً لجاهزية القوات الأمنية والشرطة، تم التصدي للمهاجمين وقتل وجرح عدد منهم».
وتابع: «أعلن (جيش الظلم) مسؤوليته عن الهجمات، إنهم عملاء الصهاينة، وينفذون أوامره».
من جانبه، قال نائب قائد قوات الشرطة في محافظة بلوشستان، العقيد علي رضا دليري إن «العمليات الإرهابية انتهت بإطلاق جميع الرهائن ومقتل جميع المسلحين».
وتقول جماعة «جيش العدل» البلوشية المعارضة إنها تسعى لنيل حقوق أكبر وظروف معيشية أفضل لأهالي بلوشستان ذات الأغلبية السنية. وكانت المنطقة، وهي متاخمة لأفغانستان وباكستان، منذ فترة طويلة مسرحاً لاشتباكات متكررة بين قوات الأمن الإيرانية والمسلحين السنة، وكذلك بين قوات الأمن وتجار المخدرات المسلحين تسليحاً جيداً.
وإيران طريق عبور رئيسي للمخدرات المهربة من أفغانستان إلى الغرب وأماكن أخرى.
وفي ديسمبر (كانون الأول)، هاجمت الجماعة المسلحة مركزاً للشرطة في راسك، مما أسفر عن مقتل 11 من أفراد الأمن وإصابة عدد آخر.
واستهدفت إيران في يناير (كانون الثاني) قاعدتين للجماعة في باكستان بالصواريخ، وهو ما قوبل برد عسكري سريع من إسلام أباد التي استهدفت من قالت إنهم مسلحون انفصاليون في إيران.