صدى نيوز - اجتمع رئيس الوفد الذي يضم كبار المفاوضين الإسرائيليين مع رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أيه)، ويليام بيرنز، ورئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في إطار المحادثات التي تستضيفها القاهرة في محاولة للتوصل إلى اتفاق حول وقف مؤقت لإطلاق النار في قطاع غزة، فيما تسعى الأطراف إلى التوصل لاتفاق "هدنة إنسانية" خلال عيد الفطر.

وفي وقت سابق، الأحد، صادق كابينيت الحرب الإسرائيلي، على إرسال رئيس الموساد، دافيد برنياع، على رأس وفد رفيع، للمشاركة في محادثات القاهرة، وأفادت التقارير بأن كابينيت الحرب قرر توسيع صلاحيات الوفد المفاوض، الذي يضم كل من رئيس الشاباك، رونين بار، وممثل الجيش في ملف الرهائن، نيتسان ألون.

ومساء الأحد، نقلت هيئة البث العام الإسرائيلية ("كان 11") عن مسؤول رفيع مطلع على المفاوضات قوله إن "جميع الأطراف تبدي مرونة خلال هذه الجولة من المفاوضات"، وأضاف أن "الولايات المتحدة تضغط على جميع الأطراف في محاولة للتوصل إلى صيغة يتفق عليها الجانبان"، في إشارة إلى إسرائيل وحركة حماس.

واعتبرت مصادر مطلعة أن حماس "معنية بالتوصل إلى صفقة، وذلك بعد أن خسرت إسرائيل أدوات ضغط بارزة كانت تملكها على حماس، على غرار توسيع المساعدات الإنسانية، ودخول شحنات المساعدات من ميناء أسدود إلى قطاع غزة مباشرة، وكذلك سحب القوات المنتشرة في قطاع غزة.

وفي هذا السياق، قال مسؤول إسرائيلي، في تصريحات نقلتها "كان 11": "نحن في أيام حرجة في ما يتعلق باحتمالات التوصل إلى اتفاق. هناك بالفعل محادثات للتوصل إلى اتفاق مع بداية عيد الفطر، والليلة سنعرف ما إذا كانت حماس معنية حقا بالتوصل إلى اتفاق"، وأوضحت التقارير أن الوفد الإسرائيلي سيتجه مساء اليوم إلى القاهرة.

كما رجّحت مصادر مصرية رفيعة المستوى أن تنجح الجولة الراهنة للمحادثات التي يقودها الوسطاء في القاهرة، أن يتم التوصل لاتفاق "هدنة إنسانية" ووقف إطلاق نار مؤقت في قطاع غزة خلال أيام عيد الفطر؛ معتبرة أنه "أصبح الاتفاق يقترب بقوة، ومن الممكن أن يجري الإعلان من القاهرة".

وأشارت المصادر إلى أن القاهرة "تلقت تأكيدات بحضور رئيس الموساد للاجتماعات التي تعقد خلال الساعات القادمة"؛ فيما أشار القيادي في حماس، باسم نعيم، إلى أن "التوقعات لا تزال مفتوحة على كل الخيارات. نأمل أن يدفع فشل نتنياهو وحكومته والضغط الداخلي والخارجي، إلى وقف إطلاق نار وانسحاب قوات الاحتلال من غزة".

ونقل موقع "واللا" عن مسؤول إسرائيلي رفيع أن "توجيهات الكابينيت للوفد المفاوض هي توضيح اقتراح الوسطاء بالتفصيل ومحاولة العودة إلى تل أبيب بصيغة من شأنها أن تؤدي إلى اتفاق". وقال المسؤول الإسرائيلي: "إنهم مفوضون بالعودة لكي يحددوا ما الذي يمكن أن يمر"، في إشارة إلى صيغة الاتفاق المتاحة.

و كانت "كان 11" قد نقلت عن مصدر وصفته بـ"المطلع" على المفاوضات، قبل انعقاد جلسة كابينيت الحرب التي تقرر خلالها إرسال الوفد للمشاركة في محادثات القاهرة، قوله إن "إسرائيل مطالبة في هذه المرحلة، باتخاذ قرارات صعبة، وعندما تكون من دون إستراتيجية، فمن المستحيل الذهاب بعيدا".

بدورها، ذكرت القناة 13 أن الحديث عن منح "صلاحيات موسعة" للوفد المفاوض غير دقيق، ولفتت إلى أن كابينيت الحرب كلف المفاوضين بـ"الاستماع إلى ما سيقوله الوسطاء، وما يعرضونه، وما ترغب حماس في قبوله؛ وبعد ذلك سيعود الفريق المفاوض إلى إسرائيل وسيناقش الكابينيت الموسع تفاصيل المقترحات المطروحة".

واجتمع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، مع رئيس "سي آي إيه"، في القاهرة، وتناول اللقاء "الجهود المصرية القطرية الأميركية المشتركة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة"، في اجتماع شهد "استعراض مستجدات الأوضاع الميدانية في غزة، وما تفرضه من ضرورة لتكثيف جهود التهدئة ووقف التصعيد العسكري"، بحسب الرئاسة المصرية.

وشدد السيسي على خطورة الأوضاع الإنسانية التي تصل إلى حد "المجاعة" في القطاع، واتفق مع المسؤول الأميركي "على ضرورة حماية المدنيين وخطورة التصعيد العسكري في مدينة رفح، وكذلك الرفض التام لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم".