صدى نيوز - أنشأ الصراع المباشر بين إسرائيل وإيران، في أعقاب الغارة الإسرائيلية على دمشق واغتيال قائد "فيلق القدس" في سورية ولبنان، محمد رضا زاهدي، مطلع الشهر الجاري، والهجوم الإيراني قبيل فجر الأحد الماضي، ورد إسرائيل على هذا الهجوم قبيل فجر الخميس، "توازن رعب جديد" بين الجانبين، بحسب تقرير للمحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوسي يهوشواع، اليوم.
ولفت التقرير إلى أن "توازن الرعب الجديد" استند إلى "التآكل الدراماتيكي في الرد الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر"، بعد أن كانت إيران طوال السنين الماضية تخشى هجوما إسرائيليا مباشرا ضدها. وخلال هذه السنوات أقامت إيران بقيادة قائد "فيلق القدس" السابق، قاسم سليماني، ما يوصف بـ"حلقة النار" حول إسرائيل لتشكل "حيز مناورة إلى حين الوصول إلى القنبلة النووية".
وحسب التقرير، فإن "هذا كله انتهى" بالهجوم الإيراني على إسرائيل، الأسبوع الماضي، حيث كان هدفا إستراتيجيا، وهو قاعدة "نيفاطيم" الجوية، "التي تشكل عنصرا حيويا في الحفاظ على تفوق إسرائيل الجوي في المنطقة".
ووضعت "الجرأة الإيرانية" إسرائيل أمام أجندة جديدة، بعد أن "قرروا في إيران بشكل فعلي إنهاء العصر الذي يوصف بالمعركة بين حربين"، أي الغارات الإسرائيلية المتتالية ضد أهداف إيرانية في سورية، "أي ردع إسرائيل من شن عمليات ضد مندوبين إيرانيين في الأراضي السورية واللبنانية"، علما أن إسرائيل امتنعت عن شن غارات في لبنان تجنبا لتصعيد مقابل حزب الله.
واعتبر التقرير أن الإيرانيين "رصدوا جيدا" الأزمة في العلاقات الإسرائيلية – الأميركية، "ولذلك بإمكاننا أن نروي لأنفسنا أننا نجحنا في تشكيل تحالف دولي في الدفاع والرد بشكل يبدو كأنه أحرج الإيرانيين من دون الانجرار إلى حرب بتنسيق مع الأميركيين، الذين بذلوا كل ما بوسعهم كي يوضحوا أنهم ليسوا شركاء في الجانب الهجومي".
وأضاف أن "الاختبار المقبل سيكون عندما تنشأ إمكانية لتصفية جنرال إيراني في الأراضي السورية أو مكان آخر. وعلى الأرجح أن هذا الموضوع سيدرس (في إسرائيل) بشكل جدي للغاية وثمة شك إذا كان سيُنفذ. وهذا الوضع بات ضررا بالردع الإسرائيلي سنكون ملزمين بترميمه".
وأدى الوضع الحاصل، في أعقاب الهجوم الإيراني، إلى نقاش صاخب في إسرائيل حول جدوى القرار باغتيال زاهدي، "الذي اتضح أن تصفيته قرب القنصلية الإيرانية كان خطأ. والاستخبارات لم تقدر شدة الرد الإيراني الذي كاد يدخل إسرائيل إلى جبهة معقدة بأضعاف من الجبهات التي باتت متورطة فيها" في قطاع غزة ولبنان. "وهذا إخفاق استخباراتي آخر إلى جانب الفترة التي سبقت ’حارس الأسوار’ (العدوان على غزة عام 2021) والإخفاق الأكبر في 7 أكتوبر بالطبع"، بحسب التقرير.
وكرر التقرير تقديرات إسرائيلية مفادها أن "المحاولة الإيرانية لتقزيم الهجوم الإسرائيلي، يدل على رغبة في لجم التصعيد"، لكنه شدد على أن "الردع لم يعد إلى سابق عهده. فالواقع واضح: قبل الحرب كانت إيران ستمتص تصفية زاهدي، وإذا هوجمت إسرائيل رغم ذلك، فإنها كانت سترد بشكل سريع وأعنف قياسا بما نُشر".
وعمليا، إسرائيل تخوض حربا متعددة الجبهات، بدأت في غزة واتسعت إلى لبنان وسورية، ثم امتدت إلى اليمن والعراق ووصلت إلى إيران.
ووفقا للتقرير، فإن "على إسرائيل أن تنهي وبسرعة الحرب المتواصلة في قطاع غزة والتوقف عن إطلاق شعارات فارغة حول ’الانتصار المطلق’، والتوصل إلى اتفاق تحرير مخطوفين ومخطوفات، وإذا لم يحصل هذا يجب تسريع العملية العسكرية المخططة في رفح. فبعد وقف إطلاق نار في غزة ستهدأ النار في لبنان، وعندها فقط ستتمكن إسرائيل من بناء قوتها العسكرية وفقا للواقع، الذي تغير بالكامل منذ عيد بهجة التوراة وحتى عيد الفصح اليهودي، وهو العيد الذي لم تكن فيه حريتنا مفهومة تلقائيا أبدا، وخصوصا ليس في العام الحالي".