صدى نيوز - حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، اليوم الإثنين، من أن نحو 600 ألف طفل في رفح مهددون بـ"كارثة وشيكة جديدة"، داعية إلى عدم "إجلائهم بالقوة" في وقت دعت فيه إسرائيل المواطنين إلى مغادرة المدينة، التي تصر على اجتياحها.
وقالت المنظمة "بسبب تركز عدد كبير من الأطفال في رفح وبعضهم في حالة ضعف قصوى وبالكاد هم قادرون على الصمود ونظرا إلى حجم أعمال العنف المتوقع مع "ممرات" إجلاء تنتشر فيها الألغام والذخائر غير المنفجرة والمنشآت والخدمات المحدودة في المناطق التي سينقلون إليها، توجه اليونيسف تحذيرا بشأن كارثة وشيكة جديدة للأطفال".
وحذّرت المنظمة في بيان من أن "العمليات العسكرية قد تؤدي إلى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين وإلحاق دمار كامل في الخدمات والبنى التحتية الأساسية التي يعتمدون عليها في استمراريتهم".
وأكدت مديرة المنظمة كاثرين راسل "رفح الآن مدينة أطفال، وليس لأطفالها أي مكان آمن يلوذون به ضمن غزة. وإذا بدأت عمليات عسكرية واسعة، فلن يتعرض الأطفال لخطر العنف فحسب، بل أيضاً للفوضى والذعر — وهم منهكون جسدياً وعقلياً بالأصل".
وتشدد اليونيسف التي طالبت مرة جديدة بوقف لإطلاق النار، خصوصا على وجود 78 ألف رضيع دون سن الثانية و175 ألف طفل دون الخامسة (تسعة من كل عشرة أطفال) يعانون من مرض أو عدة امراض معدية.
وفي سياق متصل، أدان خبراء امميون، العنف، الذي تمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق النساء والأطفال في غزة، منذ بداية العدوان في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وقال المقررون الخاصون السبعة في بيان صحفي اليوم الإثنين، "نشعر بالصدمة لتعرض النساء لمثل هذه الهجمات الوحشية والعشوائية وغير المتناسبة من قبل إسرائيل التي لا توفر جهودها لتدمير حياتهن وتحرمهن من حقوقهن الإنسانية الأساسية".
هؤلاء الخبراء - بينهم مقررة الأمم المتحدة الخاصة بالأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيزي الممنوعة من دخول إسرائيل - مكلفون من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، لكنهم لا يتحدثون باسمه.
ويؤكد خبراء الأمم المتحدة أن للدمار الهائل الذي لحق بالمنازل في غزة والظروف المعيشية غير المستقرة في الخيم، تأثيرا غير متناسب على النساء والفتيات وخاصة على أمنهن وحياتهن الخاصة.
وقالوا "لا تزال الحوامل والمرضعات يتلقين معاملة مروعة مع القصف المباشر للمستشفيات والحرمان المتعمد من الوصول إلى مرافق الرعاية الصحية من قبل القناصة الإسرائيليين إلى جانب نقص الأسرة والموارد الطبية".
وأضافوا أن حوالي 50 ألف فلسطينية حامل و20 ألف رضيع يواجهون "مخاطر لا يمكن تصورها".
وأشار الخبراء إلى أن "أكثر من 183 امرأة يلدن كل يوم مع آلام مبرحة فيما توفي مئات الرضع بسبب عدم توفر الكهرباء لتشغيل الحاضنات".
وأكدوا أيضا أنهم مصدومون للمعلومات - التي لم يتم ذكر مصدرها في بيانهم - التي تتحدث عن الهجمات والعنف الجنسي ضد النساء والفتيات "وخاصة المعتقلات من قبل قوات الاحتلال.
ونقلا عن تقارير الأمم المتحدة، أبلغ المقررون أيضا عن نساء وفتيات ضحايا الاختفاء القسري، واكدوا ان قوات الاحتلال دمرت أكبر عيادة للخصوبة في غزة والتي كانت تخزن فيها الأجنة.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه برا وبحرا وجوا على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، الذي أسفر عن استشهاد 34735 مواطنا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 78108 آخرين، فيما لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.