بعد 232 يوما من الحرب على غزة لم تحقق اسرائيل اي هدف من اهدافها المعلنة واستعاضت عن تلك الاهداف بارتكاب جرائم إبادة ومجازر تندى لها جبين الانسانية، في ظل عجز وصمت النظام العالمي بشكل غريب ومريب بل ان بعض الدول دعمت بشكل سافر الابادة الجماعية التي ترتكبها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في غزة و زودتها بالسلاح والمال امثال أمريكا والمانيا وبريطانيا وكندا وغيرهم الكثير حيث ظهرت هذه الدول بمعاييرها المزدوجة وزيف ديمقراطيتها وبشكل خاص عندما اضطرت امريكا للتكشير عن انيابها بالمشاركة في قتل الاطفال والنساء بمعارضتها لأوامر المحكمة الدولية بل و وقفت ضد العالم بأسره باستخدامها حق النقض الفيتو مرات عدة ضد قرارت وقف الحرب على غزة.
اسرائيل تقول بالفم المليان لن انهي الحرب إلا بانهاء المقاومة علما ان المقاومة ليست فكرة فلسطينية حصرا(وان كانت قد تفوقت بمراحل على تجارب اخرى) ولم يقودها اشخاص محدودين بعينهم بل هي قانون حتمي نشأ نتيجة تجمع عليها الشرائع الدينية و لقوانين الدولية والعالم باسره مع كل احتلال او استعمار او استغلال للشعوب، ومقاومة الاحتلال حق مشروع في القانون الدولي والأنساني و خاضته معظم شعوب العالم من أمريكا وأوروبا وامريكا اللاتينية وغيرها من معظم الدول والشعوب وهذه المقاومة المشروعة لا يمكن وصفها باي حال من الاحوال بالارهاب، لكن المعايير المزدوجة جعلت على سبيل المثال حق المقاومة مشروع للأوكرانيين وغير مشروع للفلسطينيين ويعتبرون ان المحكمة الجنائية وكذلك محكمة العدل الدولية انما وجدت لاجل اليهود والاوروبيين وليس للآخرين هذا ما صرح به المسؤولين الأمريكان وغيرهم بكل وقاحة ودون خجل.
وعودة على بدء فالمقاومة في غزة تقول بالفم المليان لن يكون هناك صفقة تبادل اسرى إلا بانهاء الحرب و وقف الابادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وتعلن صراحة ان المقاومة ستستمر ما دام هناك احتلال والسابع من اكتوبر سوف يتكرر في سبيل انهاء الاحتلال التزاما حرفيا بالقانون الدولي بحقوق الشعوب في تقرير مصيرها والسعي لاستقلالها و تعلن المقاومة انها تقف ضد الارهاب الذي يخالف المعايير الدولية والانسانية، وتلتزم بعدم استهداف المدنيين من الأطفال والنساء ويستثنى من ذلك قطعان المستوطنين والمجندات ومن يدنسوا أراضينا ومدننا المحتلة.
رغم كل ما ذُكر إلا أن الصفقة ستنجز و تتوقف الحرب لعدة اسباب:
اولا: حجم خسائر الاحتلال الاسرائيلي من جنوده وآلياته في غزة بفعل المقاومة وصمودها وتماسكها بل وزيادة قوتها يوم بعد يوم رغم حجم الدمار والقتل للمدنيين ناهيك عن جبهة الشمال من المقاومة اللبنانية المساندة التي يديرها حزب الله ويحقق اصابات في اماكن حساسة واستراتيجية واسقط العديد من الضباط والجنود بل وجعل مستوطنات شمال فلسطين المحتلة خالية تماما ومعظم سكانها اصبحوا لاجئين بل وخسروا مزارعهم ومصانعهم وأعمالهم وحتى هدمت بيوتهم ووصف وزير جيشهم ان الدمار في هذه المستوطنات يشبه الدمار في غزة، ناهيك عن المقاومة العراقية واليمنية والتي توقع خسائر وتتحكم في ممرات بحربة وجوية اثرت على كل دول العالم وعلى اسرائيل بشكل رئيسي وحققت ولا زالت خسائر كبيرة في اقتصادهم.
ثانيا: انفجار الجبهة الداخلية في اسرائيل وخروج عائلات الاسرى ومناصريهم للشوارع بشكل دائم ومستمر والتي اظهرت ان حكومة الاحتلال قد ادارت الظهر لضباطها وجنودها المختطفين وعائلاتهم لمجرد حفاظ بعض السياسين الاسرائيليين على كراسي الحكم وانحيازا لمصالحهم السياسية، بل انه و لاول مرة تظهر اسرائيل بهذا الضعف حيث ان القوي يفرض شروطه على شكل الصفقة المطلوبة ويثق بقدراته في كل الاحوال وأقصد هنا المقاومة التي سبق فعلت ذلك باسرائيل(صفقة شاليط) وستفعلها اليوم، ولاول مرة يجمع الشارع الاسرائيلي على اقالة الحكومة واجراء انتخابات جديدة حيث اظهرت الاستطلاعات ان 70% من الشارع الاسرائيلي يقر بعجز وفشل هذه الحكومة ويطالب برحيلها.
ثالثا: قرار محكمة العدل العليا والمحكمة الجنائية ضد اسرائيل وقادتها لإرتكابها جرائم حرب وابادة جماعية ضد الفلسطينيين، حيث إن الاستمرار في الحرب سيزيد من هذه الجرائم ولن تسطيع أمريكا والدول المناصرة لها من انقاذها، ويجمع معظم المحليين ان استمرار هذه الحرب بداية النهاية لإسرائيل كما حصل مع حكومة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.
رابعا: زيادة عدد الدول التي اعترفت بدولة فلسطين وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وتنامي الدول التي تدين اسرائيل و تفكر بسحب الاعتراف بها بعد ان اصبحت دولة عنصرية نازية دون منازع.
خامسا: تنامي الحراك الشعبي وحراك الجامعات في أمريكا واوروبا ضد الابادة الجماعية التي ترتكبها اسرائيل في غزة، وانعكاسها على الانتخابات الأمريكية وحتى الأوروبية.
سادسا : تنامي العداء العربي والإسلامي واحرار العالم ضد امريكا بالدرجة الاولى بسبب ادراكهم ان أمريكا صاحبة القرار الاول و الاخير في استمرار حرب والإبادة الجماعية في غزة، وضد دول غربية مثل المانيا وبريطانيا وغيرهم الذين يدعموا ويقفوا مع الاحتلال بل ويشاركوا في الجرائم بشكل مباشر وغير مباشر بالدعم بالسلاح والمال والجنود، حيث تقاتل أمريكا وحلفائها في البحر الأحمر نيابة عن اسرائيل ولحمايتها رغم معرفتهم التامة ان الممرات في البحر الأحمر مفتوحة لهم باستثناء السفن والطائرات التي تذهب لإسرائيل.
وفق ذلك اسرائيل ملزمة بانهاء الصفقة و وقف الحرب و بيرنز مدير وكالة الاستخبارات الامريكية لن يغادر المنطقة قبل تحقيق ذلك وفق شروط المقاومة، وان غدا لناظره قريب.