اقتصاد صدى - أطلق اليوم في مقر معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني (ماس) مشروع التحول نحو الطاقة المتجددة في فلسطين، وذلك بحضور نخبة من المختصين ووسائل الإعلام.
افتتح الجلسة السيد محمد ناصر، مسؤول شؤون الاتصال والإعلام في المعهد مؤكدا على أهمية هذا المشروع البحثي في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي ضد شعبنا في قطاع غزة وفي الضفة الغربية أيضا، وقال ناصر "نحن على قناعة تامة بأن الاسراع في التحول نحو الطاقة المتجددة ليس فقط هدفا استراتيجيا وطنيا، ولكن أيضا ضرورة ملحة يفرضها واقع الحرب في غزة التي اثبتت ان الاعتماد على الجانب الاسرائيلي في استيراد الكهرباء، وكذلك الامر في الاعتماد على محطات الطاقة الكبيرة التي يمكن تدميرها بسهولة أمر في غاية الخطورة ومرهون للحسابات الإسرائيلية. وهذا ما يفرض علينا كفلسطينيين وبشكل عاجل التفكير في التوجه السريع نحو الاعتماد على الطاقة المتجددة".
بدوره بين الباحث الرئيسي في المشروع الدكتور ياسر الخالدي في عرضه لفكرة المشروع أن هذا اللقاء هو الأول الذي يعقد من أجل البدء في المشروع، وأن الهدف من المشروع هو الخروج بتوصيات سياساتيه محددة من شأنها تعزيز التوجه نحو الطاقة المتجددة في فلسطين، وسيعتمد المشروع على الدراسات التي أعدها المعهد خلال السنوات الماضية، كما سيتم التركيز على عقد مقابلات معمقة مع كافة الشركاء والجهات ذات العلاقة بإدارة وتنظيم قطاع الطاقة.
أشار الخالدي بـأن اعتماد فلسطين على أكثر من 87% من واردات الكهرباء على شركات الكهرباء الإسرائيلية يديم الارتهان والاعتماد على الاحتلال ويعيق التنمية المحلية، وللحد من ذلك دعا إلى ضرورة التعاون ما بين كافة الجهات العاملة في هذا القطاع للارتقاء بقطاع الطاقة من خلال السياسات والإطار التنظيمي والأهداف الوطنية من أجل الوصول إلى حالة من تنوع مصادر الطاقة، وخفض الواردات بنسبة 50% بحلول عام 2023.
وذكر الخالدي بان قطاع الطاقة المتجددة يواجه عقبات كثيرة نابعة من الوضع الجيوسياسي، ودعا إلى ضرورة حوكمة قطاع الطاقة بحيث تكون الأهداف على المدى القصير تركز على سد الفجوات وعلى المدى المتوسط والبعيد إنشاء منظومة نقل، وضرورة تقديم سياسات لها علاقة بزيادة الطاقة المتجددة وتقليل صافي القياس ومعالجة المشاكل المالية في هذا القطاع، ووضع سياسات خاصة للتعامل مع الوضع في قطاع غزة، بالإضافة إلى استهداف القطاع الصناعي والتجاري والخدمات والمنزلي نحو التحول للطاقة المتجددة.
فيما أجمع الحضور على أهمية الموضوع، مؤكدين على أن هناك العديد من العقبات التي تحد من الاستثمار في هذا القطاع، وأكدوا على ضرورة توحيد الجهود من أجل التوجه نحو هذا القطاع الهام والحيوي، وأنه موضوع استراتيجي يجب الاهتمام به، وهذا يتطلب أن تقوم الجهات الرسمية الفلسطينية بأخذ زمام المبادرة لدعم هذا القطاع وتذليل العقبات أمام المستثمرين به.