صدى نيوز - طالب وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، قبيل مغادرته القاهرة، الأحد، متجها إلى إسرائيل التي وصلها مساء اليوم، الحكومات في منطقة الشرق الأوسط، بـ"الضغط على حماس" لقبول مقترح هدنة في غزة.
وقال بلينكن في تصريحات صحافية موجّهة إلى "الحكومات في أنحاء المنطقة... إذا كنتم تريدون وقف إطلاق النار، فاضغطوا على حماس لتقول نعم"، في إشارة إلى مقترح الهدنة المقدم من الرئيس الأميركي، جو بايدن.
وأضاف وزير الخارجية بأن "الغالبية الساحقة من الناس، سواء في إسرائيل أو الضفة الغربية أو غزة (..) ترغب في مستقبل يعيش فيه الإسرائيليون والفلسطينيون في أمن وسلام".
وكان بلينكن قد وصل إلى القاهرة ظهر الاثنين في مستهل جولة في الشرق الأوسط، تتمحور على مسعى جديد للتوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار في قطاع غزة.
وأجرى وزير الخارجية الأميركي مباحثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قال إنها ركزت على كيفية إدخال المساعدات الانسانية إلى قطاع غزة.
وفي هذا السياق، علّق: "سواء وصلنا إلى اتفاق أو لم نصل، يظل من الضروري للغاية أن يحصل الفلسطينيون على المساعدات التي يحتاجونها".
واتفق الرئيس المصري وبلينكن، الإثنين، على تعزيز جهود التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس.
جاء ذلك خلال لقائهما بالعاصمة القاهرة، بحضور رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، وفق بيان للرئاسة المصرية.
وقال البيان إن الجانبين استعرضا "آخر تطورات الجهود المشتركة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بقطاع غزة وتبادل الرهائن والمحتجزين، وتم الاتفاق على تكثيف هذه الجهود خلال المرحلة الحالية".
وبحثا "الجهود المصرية لإنفاذ المساعدات الإنسانية لأهالي قطاع غزة" الذي يشهد مجاعة من جراء الحصار الإسرائيلي.
ونقل البيان عن السيسي تأكيده "أهمية تضافر الجهود الدولية لإزالة العراقيل أمام إنفاذ المساعدات الإنسانية، وضرورة إنهاء الحرب على القطاع ومنع توسع الصراع، والمضي قدماً في تحقيق حل الدولتين".
من جانبه، أعرب بلينكن عن "تقدير الإدارة الأميركية للجهود المصرية المستمرة على المسارين السياسي والإنساني، وحرصها على الاستمرار في العمل والتنسيق المشترك بين الدولتين لاستعادة الأمن والسلم بالإقليم"، وفق المصدر نفسه.
وقال بلينكن، في مؤتمر صحافي قبل مغادرته القاهرة، إن الخطة المطروحة على الطاولة حاليا هي "الطريقة المثلى" للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بقطاع غزة وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين بغزة و"تحسين الأمن الإقليمي".
ودعا بلينكن حركة حماس مجددا إلى قبول الخطة، مدعيا أنها "تحظى بدعم دولي واسع، وقبلتها إسرائيل"، بحسب وكالة "أسوشييتد برس".
وتعدّ جولة بلينكن الحالية هي الثامنة له في الشرق الأوسط، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وسبق وأعلنت الخارجية الأميركية في بيان، أن بلينكن سيزور مصر وإسرائيل والأردن وقطر في الفترة الممتدة بين 10 و12 حزيران/ يونيو الجاري.
وتأتي جولة بلينكن في منطقة الشرق الأوسط، بعد أن طرح الرئيس الأميركي جو بايدن نهاية أيار/ مايو الماضي، الخطوط العريضة لاقتراح قال إنه "إسرائيلي" ويتضمن 3 مراحل لوقف إطلاق النار، ينصّ في نهاية المطاف على وقف دائم للأعمال القتالية وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، مقابل أسرى، وإعادة إعمار غزة.
وبوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة تجري "حماس" وإسرائيل، منذ أشهر، مفاوضات غير مباشرة متعثرة، للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف الحرب على غزة.
وتعرقلت جهود التوصل إلى الصفقة الأخيرة بعد رفض إسرائيل لها بدعوى أنها لا تلبي شروطها، وبدئها عملية عسكرية على مدينة رفح في 6 مايو الماضي، ثم السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح في اليوم التالي.
ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربا على غزة خلفت أكثر من 121 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل حربها رغم قرار من مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح جنوب القطاع، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.