تواصلت معه أخيراً... لكنه حدثني عن معاناته قائلا... لم نكن ندرك ان الحرب ستستمر أشهر 
وان النزوح سيطول والمعاناة ستزداد اكثر و اكثر ، في ظل استمرار القتل والخراب 
والدمار الذي استخدمت به إسرائيل كل ترسانتها العسكرية بحق شعب فرضت عليه حرب شرسة لا ناقلة له فيها ولا جمل .
حرب أكلت من أعمارنا وزهرة شبابنا حرب قضت على حلمنا و مستقبل أطفال ، ومازلت الحرب مستمرة .
حيث واجه الشعب كل أساليب القتل النفسي و الجسدي و القهري ، حيث نزح الآلاف للخيام وكأن مشهد نكبة ٤٨ يتكرر ولكن بوتيرة أكثر دموية و تدميرية .
حيث توالت الأزمات على النازحين 
سواء طمع و شجع التجار الذين استغلوا 
حاجة الناس وخاصة هناك الكثير من النازحين لأول مرة يذهبوا إلى جنوب قطاع غزة .رغم ذلك حاول النازحين التأقلم مع هذا الواقع الأليم ولكن دون جدوى ، حيث تغير المكان و الثقافة و السلوك و سوء الاستغلال .
ولكن الأسوء على النازحين المقيمين في مدينة رفح ، النزوح الأخير والتوجه إلى محافظة الوسطى خاصة منطقة دير البلح و غرب النصيرات و الزوايدة ، حيث تركوا يواجهون مصيرهم بانفسهم دون رعاية ولا اهتمام ولا توفير أماكن للنزوح إليها
حيث أصبحوا في العراء .
هذه الحرب القذرة التي اذابت قلوب الناس الفقراء الذين لا حول لهم ولاقوة. 
حيث بقي في رفح من لا يمتلك المال لعدم قدرته على دفع نقل حاجاته بسبب غلاء  أجره النقل اضطر للبقاء في رفح .
ويوجه النازحين مشكله رئيسة و مهمه
وهي شح المياه حيث أن نسبة كبيرة من المياه التي يستخدمها النازحين غير صالحة للشرب ، رغم ذلك غير متوفرة .
حيث يصطف المئات من النازحين طوابير على محطات التحلية من أجل الحصول على بعض من المياه بعد معاناة شديدة .
ومازلت الأزمات تزداد سوء خاصة دخلولنا فصل الصيف و اشتداد الحر وتفاقم معاناة النازحين داخل خيام النزوح ، حيث شديدة الحرارة في ظل انقطاع التيار الكهربائي  وزادت الأمور تعقيدا بعد الاجتياح الاسرائيلي لمدينة رفح وسيطرة إسرائيل على المنفذ الوحيد و هو معبر رفح الذي تدخل منه المساعدات و البضائع و الوقود إلى قطاع غزة .
وتشكل خيام النازحين صورة من البؤس و الحرمان من أبسط أشكال الحياة ، و انتهاك صارخ لحقوق و خصوصية النازحين ، حيث الخيام المتلاصقة بعضها بعض ، لقلة مساحة الأراضي في المناطق المصنفة بأنها امكان أمنة يمكن النزوح إليها ، حيث لم تعد هذه الخيام آمنة من الاستهدافات الإسرائيلية والتي كان آخرها استهداف خيام النازحين في منطقة البركسات خلف مخازن الوكالة التابعة للأمم المتحدة في منطقة حي السلطان غرب مدينة رفح ، حيث صنفت منطقة آمنة،  حيث ذهب ضحية هذه الاستهداف العشرات من الشهداء و الجرحى جلهم من النساء و الأطفال  ، ومازل مسلسل القتل و التهجير و النزوح مستمر للبحث عن مكان اقل خطورة  ، حيث لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة .
في ظل صمت وتخاذل من  المجتمع العربي و الدولي  ، لا يحرك ساكن أمام هذا الإجرام الذي يمارس ضد شعب أعزل ، يبحث عن العيش بحياة كريمة بعيدا عن التطرف الداخلي و التغول الاسرائيلي الهمجي الذي قتل كل سبل الحياة في غزة ، رغم كل هذا الخراب و الدمار ما نزلنا نبحث عن أمل مشروق يمسح غبار الحرب .

انتهى الإتصال.....