وجود السلطة الوطنية الفلسطينية ومؤسساتها والتي تعتبر نواة لدولة فلسطينية انجاز لا يمكن انكاره، ومهمة الحفاظ عليه واجبة، ما دامت تقود للدولة ومقدمة لها وليست نهاية المطاف، وما دامت تقوم بمهامها لخدمة المواطن الفلسطيني ولو بنسبة 50% من صحة وتعليم و أمن، يكون وجودها ضروري ومطلوب حمايته.
في ظل الظروف الحالية وسيطرة اليمين المتطرف على الحكم في إسرائيل وغياب كامل وشامل لاي شريك اسرائيلي يؤمن بحل الدولتين و يؤمن بتعزيز فرص السلام، على القيادة الفلسطينية ان تحسم قرارها بشان مبررات وجود السلطة الوطنية، و التي تسعى اسرائيل لإنهائها او تحويليها وكيل للاحتلال في الضفة الغربية دون غزة، حيث حاصرتها ماليا وانهت دورها سياسيا بإعدام حل الدولتين ووقف كامل لاي مفاوضات، بل إسرائيل حسمت موقفها من خلال رئيس الوزراء وكل اقطاب المعارضة انهم لن يسمحوا بوجود دولة فلسطينية.
إسرائيل بحكومتها المتطرفة بعد السابع من اكتوبر بدات ابادة جماعية في قطاع غزة وبإعلان واضح وصريح على لسان وزير دفاعها ان الفلسطينين حيوانات بشرية ويجب قتلهم أطفالا وشيوخا ونساء ، وطبقت ذلك فعليا على الارض ودمرت كل مناحي الحياة في قطاع غزة، حيث تجاوز عدد الشهداء الـ 50 الف شهيد ومفقود ومعظمهم مدنين اطفال ونساء وتقريبا 150 الف جريح ناهيك حرب التجويع ونشر الأمراض بين سكان غزة و منع اي اغاثة لهم.
القيادة عليها ان تعلم ان الوقت المناسب لإعلان حل السلطة الوطنية الفلسطينية حان الان ، وعليه وجب ان يتم تسليم المفاتيح للاحتلال بحيث يتحمل كامل المسؤولية عن الشعب الفلسطيني كشعب تحت الاحتلال وفق القانون والاتفاقات الدولية، حيث ان إسرائيل خنقت السلطة وقطعت كل منافذ الأوكسجين لاستمرار بقاءها، بالاستيطان وتغير الواقع على الارض باستمرار وبخطط مباشرة من حكومة الاحتلال لاستحالة وجود احتمال لإقامة دولة فلسطينية، وعربدة المستوطنين وبحماية الجيش الاسرائيلي بحرق المدن والقرى والمزارع والاشجار وتحطيم وحرق سيارات المدنين على الطرقات، وحجز اموال المقاصة التي هي حق فلسطيني وفق اتفاق باريس حيث لم تعد السلطة قادرة على دفع رواتب موظفيها واجهزتها الامنية، واقتحامات المدن والاعدامات الميدانية للأطفال والشباب والمسنين داخل مخيمات ومدن الضفة الغربية حيث تجاوز عدد الشهداء 500 شهيدا والجرحى بالالاف، وتدمير ممنهج للبنى التحتية في كل المدن والمخيمات التي تم اقتحامها اخرها تدمير شامل لكل مناحي الحياة في جنين و طولكرم .
حل السلطة الوطنية لا يعني حل منظمة التحرير الفلسطينية والتي هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ونقولها بصراحة المنظمة تحتاج لتعزيز واصلاح كبير ومن المهم انجازه من خلال تعزيز الديمقراطية في جميع مناحي الحياة الفلسطينية وفق ما امكن مثل انتخابات النقابات والاتحادات والبلديات والجاليات وحتى الوصول للانتخابات التشريعية والرئاسية بشفافية كاملة وشاملة .
واستحقاق حل السلطة اصبح ضرورة في ظل انكشاف الخداع الدولي لفلسطين حيث تنصلت أمريكا و أوروبا وحتى الدول العربية من برنامج حل الدولتين بوقف متزامن ومنسق مع الاحتلال الاسرائيلي لكل أشكال الدعم المالي و السياسي فلم نعد نسمع باللجنة الرباعية ولا بوجود وسيط للسلام حيث تبين جليا أن قيادة الرباعية وهي امريكا راعي كامل للاحتلال وتدعم مخططاته وتحميه من اي عقوبات دولية ومعها اطراف أوروبية وازنة .
حل السلطة يعني الاحتلال الاسرائيلي يصبح مكلفاً له ، حيث يحتاج ما يقارب 55 مليار شيكل للامن فقط دون حروب كما في غزة الان، ويحتاج مليارات مصاريف صحة وتعليم وبنى تحتية ، وسيتحمل خسائر بشرية من المواجهات و المقاومة التي ستستمر ما دام الاحتلال موجودا، ولن يستطيع الكيان الاسرائيلي استكمال التطبيع مع الدول العربية في حال سحبت منظمة التحرير الفلسطينية الاعتراف به، و سيتم عزله دوليا في ظل ما يقوم به من جرائم حرب و ابادة جماعية في غزة والضفة الغربية .
حل السلطة يعني ان إعمار غزة و اعادة بناءها واجبة على الاحتلال وفق الاتفاقيات الدولية وحماية المدنين و معاملة الأسرى وفق اتفاقيات جنيف و مراقبة الصليب الأحمر و التي تجاوزها كلها في ظل هذه الحكومة المتطرفة اليمينية .
حل السلطة يعني عدم احراج قيادات السلطة للعودة لمفاوضات عبثية مع اسرائيل والاعتماد على بيع الوهم التي تقوده أمريكا بوعود كاذبة هدفها تعزيز الاحتلال وحماية اسرائيل، فكيف سيجلس اي مفاوض فلسطيني مع مجرمي حرب كنتنياهو و غالنت قتلوا ما فتلوه من ابناء شعبنا في غزة و الضفة الغربية.
حل السلطة يعطي الفلسطينيين خيارات اسهل في اختيار أساليب مقاومة الاحتلال ويكون الاحتكاك يومي و الاشتباك يومي والخسائر لدولة الاحتلال ستستمر ساعة بساعة .
حل السلطة يعني عدم حاجتها لاي جهد لجمع رواتب الموظفين حيث سيتحمل الاحتلال رواتب المعلمين والاطباء وكل ما يحتاجه الشعب الفلسطيني من خدمات .
حل السلطة يعني الوحدة الوطنية اقرب بين جميع الفصائل حيث يزول شرط إلزام كل الفصائل بما وقعت علية منظمة التحرير مع اسرائيل من اتفاقيات اصبحت حبر على ورق، ويعني بشكل ادق سحب الاعتراف بإسرائيل و وقف كل أشكال التنسيق معها.
حل السلطة يعني كشف التحايل الامريكي وفضح كل ما كان يبيعه من وهم في دعمه لحل الدولتين، وفضح الدول الاوربية الداعمة للإبادة الجماعية والتي تدعم الاحتلال وتخالف كل القرارات الدولية الصادرة بشان فلسطين، و تعنى كشف كل الدول العربية الشريكة مع الامريكان في دعم الاحتلال والتطبيع معه امام الامة العربية و الإسلامية و اهمها امام شعوبها.
آن الاوان لدعوة المجلس الوطني او المركزي ودعوة كل الفصائل خارج منظمة التحرير الفلسطينية ويكون فقط جدول أعمالها سحب الاعتراف بإسرائيل وحل السلطة الوطنية والغاء كل الاتفاقيات السابقة معها .
ونقول للفصائل الحاكمة خسارة الحكم ليست اهم من خسارة فلسطين، وآن الاوان لعدم التعامل مع الوعود و بيع الوهم الامريكي، الحقيقة اصبحت واضحة لا شريك اسرائيلي في السلام، و على الجميع ان يدرك تماما ان إسرائيل وأمريكا تبحث عن قيادة فلسطينية وادارة مدنية بحيث تكون وكيلا للاحتلال و تعمل تحت إشرافه.