الكل يتحدث عن قرب المواجهة الواسعة بين حزب الله و"اسرائيل"، وهناك حديث عن قرب انهيار السلطة، وان المستوى الامني في دولة الاحتلال رفع توصية مكتوبة انه خلال اشهر معدودة ستتحول الضفة الى ساحة مواجهه. لذا هناك جهد عربي لتوفير دعم خزينة السلطة بمبالغ تمكنها من الاستمرار وتمنع الانهيار التام في الضفة الغربية.
يبقى السؤال الاهم، ما الذي قمنا باعداده لشعبنا في حال اندلاع حرب شاملة بين حزب الله واسرائيل؟ وماذا ان امتدت ودخلت ايران على خط هذه الحرب؟
حسن نصر الله اليوم كان واضحا في خطابه ان الحرب ان اندلعت لن تكون الموانئ والمطارات ولا مصادر الطاقة او خطوط الامداد امنة داخل "اسرائيل" هذا يعني اننا سنعاني كثيرا في حال اندلعت الحرب ان لم تقم الجهات الرسمية وخاصة الحكومة باعداد نفسها للتعامل مع هذه الازمة، مع تفهمنا ان الحكومة تعاني كما الشعب الفلسطيني من ازمة وحصار غير مسبوق.
هذا يتطلب من الحكومة الاستعداد للحرب القادمة ان اندلعت خاصة انها ستكون اكثر شراسة واثر عنها في غزة، ولن يكون هناك تنقل بين المناطق بسهولة ولن تصل الامدادات بتلك السهولة من غاز للطهي او المحروقات او مواد التموين او الخضار او الفواكه او المياه ،وبالطبع الكهرباء ستتعرض لانقطاع دائم او شبه دائم. وماذا عن الادوية والاجهزة الطبية والعلاجات وماذا عن توفر السيولة؟ وما هي احتياجات الدفاع المدني وطريقة عمل الاجهزة الامنية في حال الحرب
كلها اسئلة مشروعة ومطلوب منا جميعا الاستعداد لها من حكومة وقطاع اهلي من قطاعات الزراعة والصحة والاغاثة وقطاع خاص من غرف تجارية وتجمعات رجال الاعمال واجهزة مدنية وفعاليات في المخيمات من لجان شعبية ونقابات مطلوب منها ان تنتقل الى مرحلة الاعداد والاستعداد، علينا ان ننشغل لحماية بقائنا قبل ان نتصرف كردة فعل عابرة او مرتبكة، علينا ان نكون مستعدين لنحمي انفسنا من حالة الفوضي التي يهدف له الاحتلال ان يخلقه في حال اندلاع المواجهة وتركنا ناكل بعضنا البعض. وبناء على ما تقدم نقترح جملة من الافكار يمكن لمن يريد ان تكون مصدر استرشاد ويمكن تطويرها او التعديل عليها وتندرج على النحو التالي:
1. ان تشكل الحكومة خلية ازمة تنقسم الى مستويين، الاول سياساتي بحيث يضع التوجهات السياساتية العامة للتعامل مع الاحتياجات على المستوى الوطني فيما يتعلق بالاحتياجات الاساسية لمدة لا تقل عن (6) شهور، والمستوى الثاني خلية فنية تتشكل من القطاعات المختلفة ولكن من يعمل فيها يجب ان يكونوا مهنيين قادرين على ترجمة قرارات المستوى السياساتي الى خطط وبرامج عمل تشغيلية تحاكي الواقع ومتطلباته.
2. ان تعمل هذه الخلية السياساتية والفنية مع كل محافظة بحيث تعمل في المحافظات فرق عمل مهنية فقط على ان تنسق مع الغطاء السياسي والامني والاجتماعي فيها، بحيث يقوم المستوى الفني في كل محافظة بوضع برامج العمل المتعلقة بالمستوى الوطني الى مسارات عمل على المستوى المحلي .
3. ان تشكل في كل مدينة ومخيم وقرية لجان من كافة الاطراف من البلديات والجمعيات ورجال الاعمال على اسس قطاعية بحيث تساهم اللجان المحلية بتيسسير عمل اللجان الفنية على المستوى المحلي كي لا يكون هناك تناقض او اختلاف في الميدان.
4. ان يكون هناك قاعدة بيانات كاملة لاستدعاء الاطباء في كل قرية او مخيم او مدينة ومحافظة للتعامل مع الحالات الطبية الطارئة من خلال انشاء مراكز طبية في عدد من المناطق النائية او التي من المتوقع ان يكون هناك صعوبة في الوصول اليها.
5. ان يكون هناك قاعدة بيانات للمنهدسين والفنيين في مجالات المياه والطاقة والمجالات ذات الصلة للتدخل والعمل في حالات الطوارئ.
6. ان يكون هناك بدائل لحالات انقطاع المياه او عدم ضخها الى المدن والقرى والمخيمات من الجانب الاسرائيلي وان تكون البدائل معقولة وممكنة وغير خيالية.
7. ان يتم تخزين المحروقات في كل المحافظات وبشكل مركزي بحيث تكفي للحاجات الضرورية للمستشفيات ومحطات توليد الطاقة وضخ المياه وغيرها من المرافق الرئيسية.
8. ان يتم تخزين المواد التموينية والغذائية الضرورية من طحين ولحوم ودواجن وبيض وغيرها في كل المحافظات وعدم الاكتفاء بالقول ان لدينا مخزون يكفي لشهر او شهرين.
9. ان يتم وضع بديل عملي في حال توقف الاتصالات الخلوية واعادة تفعيل خطوط التلفون الارضي ان لزم الامر، والبحث عن اجهزة تواصل حديثة وعلى الحكومة الطلب من شركات الاتصالات تخزين كميات كافية لتشغيل محطات الخلوي في حال انقطاع الكهرباء لساعات طويله.
10. ان يتم حصر المعدات الثقيلة والمتوسطة المتوفرة لدى الوزرات والقطاع الخاص للتواصل مع اصحابها والتعامل مع كل طارئ وكيفية الوصول اليهم.
11. ان يكون هناك فريق اعلامي من القطاع الرسمي والخاص والاهلي للتعامل مع الازمة وصد كافة الاشاعات وتسويق كافة المسائل التي تحافظ تماسك المجتمع وعدم الاندفاع نحو تحطيمه وهزيمته.
12. ان تصدر الجهات الرسمية تعليمات للمواطنين حول المواد التي من الممكن تخزينها وكيفية تحزينها في حال اندلاع الحرب كي نمنع تدافع المواطنين الى الاسواق وتفريغها بطريقة تضر بالسوق وتضعف قدرة استمرار الامدادات المطلوبة.
هذه افكار تهدف الى استنهاض الهمم وليس الترويع او التهويل ،كي نتمكن من اعداد خطة عمل شاملة في كافة القطاعات والمجالات وان لا نكتفي بالقول والتحذير و/او نكون فقط في موقع رد الفعل. ان قمنا بالاستعداد نعلم اننا لن نستطيع ان نغطي كل الاحتياجات والمتطلبات ولكن على الاقل نستطيع ان نمتص الصدمة الاولى ونخفف من وقعها علينا. فالاستعداد وان كان بحده الادنى يوفر لنا قدرة اكبر على الصمود والثبات.