صدى نيوز - تعيش مصر أزمة كبيرة بسبب الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي مما أحدث حالة كبيرة من الجدل في الأوساط المصرية.
وأرجع العديد من الأوساط المصرية السبب في انقطاع الكهرباء هو اتجاه الدولة إلى التصدير لتوفير العملة الصعبة واحتياجات البلاد من الدولار.. فهل ما تحصده مصر من بيع الكهرباء يفوق حجم الخسائر التي يتكبدها الاقتصاد الكلي من القطع المستمر للكهرباء؟.
وترى الباحثة في الاقتصاد الدولي سمر عادل في تصريحات لروسيا اليوم، أن مشكلة قطع الكهرباء في مصر تأثر بشكل كبير على الاقتصاد الكلي للدولة المصرية، مشيرة إلى أن المشكلة تمس بداية من أصحاب المحال التجارية وأصحاب الأعمال من شركات ومشروعات صغيرة ومتوسطة، وصولا إلى بعض المصانع الكبرى، مما سيؤثر بشكل كبير على حجم العمالة لان هناك انخفاضا في حجم الانتاج ، وبالتالي سيؤدي بالتبعية إلى زيادة حجم البطالة ومعدلات الفقر.وأشارت إلى أن الانقطاع المستمر للكهرباء يهدد أيضا قطاع مهم للاقتصاد المصري وهو قطاع السياحة، لأن السائح سيشعر بعدم الآمان خلال انقطاع الكهرباء أناء قيام بالتجول والتنزه والقيام بأعمال الشراء، مما سيؤثر سلبيا على السياحة المصرية ومستقبلها.
من جانبه أكد دكتور كريم العمدة الخبير الاقتصادي في تصريحات خاصة لـRT ، أن انقطاع الكهرباء يأتي في ظل ظرف طارىء ومفاجئ، بسبب النقص الكبير في الغاز الطبيعي الذي تعاني منه مصر، مشيرا إلى أن الوضع صعب وحرج. وأوضح أن مصر بالفعل تصدر الكهرباء لعدد من الدول مثل الاردن والسودان وبالتالي مرتبطة معهم بعقود ومن الصعب عدم الالتزام بتنفيذ هذا الاتفاق ، لأن هذا قد يتسبب في وجود شروط جزائية على مصر.
وأشار إلى أن تأثير الانقطاع المستمر في الكهرباء على الاقتصاد الكلي والسياحة كبير للغاية، حيث يؤثر على معدلات الناتج المحلي خاصة المرتبط بالمصانع والشركات، مشيرا إلى أن تخيف الأحمال يأتي من أجل حماية الشبكة القومية للكهرباء، واصفا ما يحدث بـ "الأزمة الصعبة".
ولفت كريم العمدة إلى أن بداية انهيار لبنان الاقتصادي كان مع انقطاع الكهرباء، محذرا من التداعيات السلبية لتلك الأزمة على مصر ومستقبلها الاقتصادي.
يذكر أن رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي سيعقد اليوم اجتماعا وزاريا موسعا وهاما لإصدار قرارات هامة بشأن أزمة الكهرباء الحاليةوكشف مصدر حكومي مطلع أن رئيس الوزراء يتابع موقف خطة تخفيف أحمال الكهرباء .. كما سيتم اتخاذ مجموعة من الإجراءات المهمة لتخفيف الأزمة الحالية.