عندما بدأت التحركات الطلابية في الجامعات الأمريكية والغربية وتحركت محكمة الجنايات ومحكمة العدل الدولية،بالغ كثيرون في المراهنة عليها واعتبروا أن العالم أصبح ضد إسرائيل وأن هذا التحول في الرأي العام العالمي سيغير النظام الدولي،حينها كتبنا مرحبين بهذا التحول والتأييد الشعبي العالمي لفلسطين والمندد بجرائم الاحتلال في حرب الإبادة ولكن حذرنا من المبالغة في المراهنة لأن الرأي العام متقلب وقدرة واشنطن والغرب على إعادة ضبط الرأي العام بداخلها والتحكم بالفضاء السيبراني الذي يغطي هذه التحركات بالإضافة الى غياب حاضنة فلسطينية وعربية لهذه التحولات والمراكمة عليها ومأسستها. فجأة توقفت كل الفضائيات عن الحديث عن المظاهرات الطلابية في أمريكا والغرب كما توقف الحديث عن الحراك الدولي في الأمم المتحدة ومحكمة الجنايات ومحكمة العدل الدولية بالرغم من استمرار حرب الإبادة والتطهير العرقي وانتقالها للضفة الغربية.
فهل يعود ذلك إلى أن كل التحركات في الرأى العام العالمي وفي المنظمات الدولية كانت زوبعة في فنجان أو تحركها جهات دولية ليست بعيدة عن أمريكا والغرب لامتصاص حالة الغضب على أمريكا والنظام الدولي الذي تقوده؟ أم أنها تحركات وتحولات ما زالت مستمرة وتترك مفاعيلها الإيجابية لصالح الشعب الفلسطيني وهناك من أصدر التعليمات للفضائيات وخصوصاً الناطقة بالعربية كالجزيرة والعربية والعربي وسكاي نيوز الخ لإغلاق الملف وتجاهل هذه التحولات حتى لا تتزايد حالة الغضب على واشنطن وتل أبيب وخوفا من انتقال المظاهرت الى البلدان العربية؟
أم أن الرأي العام العالمي والمنظمات الدولية بدأت تقبل الرواية الأمريكية الإسرائيلية التي تقول بأن حماس هي التي تعطل وقف الحرب خصوصاً مع تكرار حديث حركة حماس أن تحولات الرأي العام وقرارات المحاكم الدولية والاعتراف بدولة فلسطين دليل على صحة نهجها وتأييداً لها واستمرار الحرب وصمود المقاومة نصر للقضية الفلسطينية ؟