الشرطي السريع هكذا سماه الشارع الفلسطيني؛ إنه النقيب رائد ابو عواد الذي حصل على وسام افضل شرطي لحسن اخلاقه واجتهاده واحترامه للاخرين، وهو من بلدة بيرزيت القريبة من رام الله. ما أن تم الإعلان عن وفاة الشرطي السريع بعد صراعه من المرض؛ إشتعلت جميع وسائل التواصل الإجتماعي ووسائل الإعلام المحلية.
يحظى أبو عوّاد، بمحبة أبناء الشعب الفلسطيني وبشعبية عالية بسبب حركات سير ابتكرها، ولاقت قبول المجتمع المحلي خلال عمله على ميدان المنارة في رام الله، قبل أن يُنقل إلى مدينة بيت لحم، حيث عمل لساعات طويلة على مفارق مدينة بيت لحم، التي تشهد في السنوات الأخيرة أزمات مرورية خانقة.
رائد أبو عواد كان مثالاً للشجاعة والتفاني. عمل في الشرطة الفلسطينية كشرطي سريع، حيث كان يقوم بمهمات تتطلب سرعة الاستجابة ودقة التنفيذ. من خلال عمله، كان يسهم في الحفاظ على الأمن والنظام في المجتمع، وقد قدم خدمات جليلة في مواجهة الجريمة وحماية المواطنين.
في الماضي، تعرض للدهس خلال قيامه بواجبه على أحد مفارق مدينة المهد. بمجرد أن أشار للسائقة بالوقوف، اعتدت عليه بالشتم، ودفعته بسيارتها عشرات الأمتار وهي تحاول الفرار ولولا أن الله لطف به لكان تحت عجلات سيارة تلك الفتاة.
من هنا أقول؛ تعتبر الشرطة الفلسطينية من الركائز الأساسية في الحفاظ على الأمن والاستقرار داخل المجتمع الفلسطيني. وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجهها، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، فإن تكريم أفراد الشرطة يعد أمرًا بالغ الأهمية. يمكن النظر إلى هذا التكريم من عدة جوانب، تشمل الجوانب الاجتماعية، النفسية، والمهنية، وتعزيز الثقة بين مؤسسة الشرطة والمواطن الفلسطيني.
الشرطي الفلسطيني يعمل في ظروف غاية في الصعوبة، وغالبًا ما يضع أفرادها حياتهم على المحك لحماية المواطنين والحفاظ على النظام العام. تكريمهم يعد تعبيرًا صريحًا عن الامتنان والتقدير للجهود الكبيرة التي يبذلونها يوميًا، وللتضحيات التي يقدمونها في سبيل أمن واستقرار المجتمع.
تكريم الشرطي السريع هو تكريم لكل فرد من أفراد الشرطة الذين يعملون بصمت، بالتالي يساهم بشكل كبير في رفع معنوياتهم وتحفيزهم على مواصلة العمل بإخلاص وتفانٍ. الاعتراف بالجهود المبذولة يشجع الأفراد على الاستمرار في أداء مهامهم بكفاءة، ويزيد من ولائهم وانتمائهم لمؤسستهم ولبلدهم.
الشرطي رائد أبو عواد هو عنوان الشرف والأخلاق الحميدة بالنكهة الفلسطينية، وهو أساس القيم والمبادئ التي علينا جميعاً أن نعمل بها كلٌ في موقعه من الطبيب.. المعلم.. التاجر... الصيدلي المزارع..الخبّاز والموظف في بنك أو وزارة أو بقالة......الخ، على الجميع أن يعمل بضميره لحماية الشعب والمجتمع، حتى لا يعمّ الفساد وتزداد الانتهاكات والمشاكل والفوضى، لذلك لا بدّ من أن نثق بمن يعمل من رجال الشرطة وبقدرتهم على توفير هذا الأمن والاستقرار، وعدم العمل على إزعاجهم أثناء تأديتهم لواجبهم.
تعظيم سلام لروحك أيها الشرطي السريع، وتعظيم سلام لكل شرطي يعمل بإخلاص، حمى الله جميع أبناء شعبنا المخلصين في أماكن تواجدهم، فمحبة الناس والشارع الفلسطيني توجه لكل من يُشمر عن ذراعه ويخدم الوطن في كل المجالات والتخصُصات.