صدى نيوز - اعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، أن إصراره على شن عملية عسكرية على رفح، جنوبي قطاع غزة، دفع حركة حماس إلى طاولة المفاوضات، مشددا على أن مقترح الصفقة الذي تم الاتفاق عليه مع إسرائيل والذي حظي بمباركة الرئيس الأميركي، جو بايدن، "سيسمح لإسرائيل بإعادة الرهائن دون الإضرار بأهداف الحرب" المتواصلة على قطاع غزة منذ 275 يوما.

جاء ذلك في بيان صدر عن مكتب نتنياهو في ظل تعالي الأصوات من جهات أمنية وسياسية في إسرائيل وكذلك من قبل عائلات أسرى محتجزين في قطاع غزة، التي تتهم رئيس الحكومة الإسرائيلية بالعمل على تقويض فرص التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس وعرقلة الصفقة لأسباب سياسية تتمحور حول بقائه في السلطة.

وفي وقت سابق الأحد، ذكرت هيئة البث العام الإسرائيلية ("كان 11") أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، وليام بيرنز، إلى العاصمة المصرية، القاهرة، يوم الثلاثاء المقبل، في إطار الجهود الأميركية لدفع المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس.

ونقلت "كان 11" عن مصادر وصفتها بـ"المطلعة على التفاصيل" أن اجتماعا رباعيا يعقد يوم الأربعاء المقبل، بمشاركة مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، ورئيس وزراء قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس الموساد، دافيد برنياع، ورئيس المخابرات العامة المصرية، عباس كامل.

جاء ذلك فيما أكد قيادي في حماس تحدث لوكالة "فرانس برس"، اليوم الأحد، إن الحركة وافقت "أن تنطلق المفاوضات" حول الرهائن "من دون تعهد إسرائيلي بوقف إطلاق نار" بشكل دائم، وذلك بعد حصول الحركة على تعهدات من الوسطاء.

وذكّر القيادي بأن "حماس كانت في السابق تشترط أن توافق إسرائيل على وقف كامل لإطلاق النار بشكل دائم" لتخوض مفاوضات غير مباشرة عبر الوسطاء، حول تبادل الأسرى مع سلطات الاحتلال الإسرائيلية.

وأضاف "هذه الخطوة تم تجاوزها حيث أن الوسطاء تعهدوا بأنه طالما مفاوضات الأسرى مستمرة، يستمر وقف إطلاق النار". وتابع "حماس تراجعت عن شرطها الخاص بالوقف الدائم لإطلاق النار، ووافقت أن تنطلق المفاوضات".

وقال مسؤولان في الحركة تحدثا لوكالة "رويترز"، إن حماس تنتظر ردا إسرائيليا على اقتراحها لوقف إطلاق النار، وذلك بعد خمسة أيام من قبولها جزءا رئيسيا من خطة أميركية تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ تسعة أشهر في قطاع غزة.

وقال أحد مسؤولَي حماس لـ"رويترز" طالبا عدم نشر اسمه: "سلمنا ردنا للوسطاء وننتظر سماع رد الاحتلال".

وطرح الرئيس الأميركي، جو بايدن، في نهاية أيار/ مايو الماضي الخطة المكونة من ثلاث مراحل والتي تضطلع فيها قطر ومصر بدور الوساطة. وتهدف الخطة إلى إنهاء الحرب والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.

ونقلت "رويترز" عن مسؤول فلسطيني آخر، قالت إنه "مطلع على المداولات الجارية بشأن وقف إطلاق النار"، أن هناك محادثات مع إسرائيل عبر وسطاء قطريين. وقال المسؤول "ناقشوهم في رد حماس ووعدوهم بأن يردوا خلال أيام".

وبحسب التقارير، تخلت حماس عن مطلب رئيسي بأن تلتزم إسرائيل أولا بوقف دائم لإطلاق النار قبل توقيع اتفاق. وقال مصدر من الحركة أن حماس ستسمح بدلا من ذلك بتحقيق هذا الهدف خلال المرحلة الأولى التي تستمر ستة أسابيع.

وأوضح مسؤول فلسطيني مطلع على الجهود الرامية لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، إن المقترح قد يؤدي إلى اتفاق إطاري إذا وافقت عليه إسرائيل وينهي الحرب.

وذكر مصدر مطلع أن مدير "سي آي إيه، بيرنز، سيتوجه إلى قطر خلال أيام من أجل المفاوضات.

وبحسب التقارير الإسرائيلية، فإن وفود عمل إسرائيلية على المستوى المهني ستتوجه خلال الأيام المقبلة إلى القاهرة والدوحة، لبلورة المخطط النهائي للاتفاق، ومعالجة القضايا محل نزاع، مثل هوية الأسرى الذين سيشملهم التبادل وآلية وقف إطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال من غزة.

وفي ما يتعلق بالجداول الزمنية، تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن التوصل إلى اتفاق نهائي "لن يتم خلال أيام"، مشيرة إلى أننا نشهد انطلاق مفاوضات القد تستمر عدة أسابيع. في حين حذّرت الأطراف من أن "التوصل إلى اتفاق لا يزال غير مضمون".