صدى نيوز - قالت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية أن ما قام به الاحتلال الإسرائيلي من سقف لصحن الحرم الإبراهيمي بألواح حديدية فجر اليوم الخميس هو اعتداء خطير وانتهاك واضح للمقدسات الإسلامية، وهو تجاوز واضح لطبيعة الحرم الإبراهيمي، وتغيير لمعالمه التاريخية والتراثية التي استمرت لقرون طويلة على هذا النمط المعماري، لا سيما أن هذا الصحن الذي تم سقفه عنوة ليعد المتنفس الوحيد للحرم الإبراهيمي.

وأكدت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بأن هذه الانتهاكات، التي تأتي في سياق الحرب المسعورة التي تشنها قوات الاحتلال على قطاع غزة الصامد، ما هي إلاَّ تتابع لسلسلة من الانتهاكات التي يمارسها هذا الاحتلال يومياً داخل الحرم الإبراهيمي وخارجه في خطوة يراد بها تحويله إلى كنيس يهودي خالص، ومنع المسلمين من إقامة صلواتهم فيه؛ وهذا أمر تدينه الوزارة وتستنكره بشدة؛ لما فيه من سلب للمسلمين من سيادتهم التاريخية على الحرم الإبراهيمي والتي لم ينافسهم عليها أحد طيلة التاريخ، ويعد صباً للزيت على النار سيما في هذه الأيام العجاف.

إن الحرم الإبراهيمي، الذي يتعرض من احتلال العام 1967م، لاعتداءات وانتهاكات يومية وصلت ذروتها بعد مجزرة الحرم الإبراهيمي في العام 1994م، من خلال التقسيم الزماني والمكاني للحرم، وهي خطوة تحاول تمريرها في المسجد الأقصى، لهو وقف خالص للمسلمين ويمتلك السيادة عليه، الشعب الفلسطيني، من خلال الحكومة الفلسطينية والتي ترعى شؤونه وتتابع مشكلاته من خلال وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، ولذا تطالب وزارة الأوقاف بإزالة الاعتداء الحالي وجميع الاعتداءات التي تمت على الحرم بعد المجزرة بقوة الاحتلال. 

كما طالبت وزارة الأوقاف الشعب الفلسطيني بالوقوف أمام مسؤولياته في حماية مقدساته والدفاع عنها، من خلال المرابطة اليومية داخل الحرم الإبراهيمي، سواء خلال الصلوات المكتوبة، أو من خلال ممارسة الأنشطة الدينية والتعليمية.
كما طالبت الوزارة أيضاً المؤسسات الدولية وعلى رأسها اليونسكو التي وضعت الحرم الإبراهيمي على لائحة التراث الإنساني، والتي من المفترض أن تعطي لها حصانة ما في وجه هذا الاحتلال وانتهاكاته، بأن تمارس صلاحياتها وتوقف هذا الاحتلال عن الاستمرار في هذه الانتهاكات.

إن حالة التصعيد التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي في ظل الحكومة الحالية تجاه مقدساتنا وأماكن عبادتنا ومساجدنا وكنائسنا، لمرفوضة مدانة وسنعمل على لجمها، وإيقافها من خلال صمود أهلنا وثباتهم داخل وطننا.